3 ملايين لوحة سنويًا بمصنع «اللوحات المرورية»

مصنع اللوحات المعدنية
مصنع اللوحات المعدنية

كتب : بهاء المهدي

محاولات الاكتفاء الذاتي اتجاهات تتخذها أغلب دول العالم في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، للحد من عمليات الاستيراد، وفى مصر تعمل الدولة على قدم وساق لتوطين صناعات ضرورية ولدينا سوق كبير لها، بدلاً من استيرادها من الخارج لتقليل فاتورة الاستيراد وتشغيل أيد عاملة وإدخال تكنولوجيا جديدة، ووضع خطة للتصدير أيضاً، فذلك فائدة التصنيع المحلى لا شك فى ذلك.. ومنذ أن تم الإعلان عن افتتاح مصنع جديد فى مصر بالهيئة العربية للتصنيع قلعة الصناعة المتميزة فى مصر والتى تنتج عشرات المنتجات المدنية، والعسكرية أيضاً.. كانت جولتنا فى ذلك المصنع الجديد وهو «الشركة العربية الألمانية للوحات المرورية المؤمنة»، والتى تضاف للشركات والمصانع الأخرى بالهيئة العربية للتصنيع.  


وتأتى الشركة الجديدة بالشراكة مع كبرى الشركات الألمانية العاملة فى مجال صناعة اللوحات المرورية، واستمرت المفاوضات الصعبة مع الجانب الألمانى لمدة تقترب من العام، وتم فرض شروط الهيئة بضرورة توطين الصناعة وأن يكون العاملون مصريين وليس فقط افتتاح مصنع بأيد عاملة أجنبية.

 

وكذلك الحصول على أعلى تكنولوجيا موجودة تضاهى نظيرتها فى البلد الأم ألمانيا، كل ذلك كان من مهارة المفاوض المصرى ولثقة الجانب الألمانى فى الهيئة العربية للتصنيع كصرح صناعى كبير فى مصر.

 

والذى يعتبرونه نقطة الانطلاق فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. وكان اعتراضهم يتضمن الاكتفاء بالسوق المحلى وعدم التصدير للخارج، وهو ما تم رفضه وتم الاتفاق على التصدير للخارج.  


و«الشركة العربية الألمانية للوحات المرورية المؤمنة».. شركة جديدة تضاف لعدد من القطاعات الرائدة داخل الهيئة، ضمن الخطة المتكاملة التى تنتهجها الهيئة لزيادة نسب التصنيع المحلى، وتوطين التكنولوجيا. 


زرنا الشركة وتفقدت الأعمال الجارية بها، إذ تم إنشاء مصنع اللوحات المعدنية، بالتعاون بين الهيئة وشركة «تونجز» الألمانية، لإنتاج لوحات مرورية مؤمنة، ومطابقة للمواصفات العالمية، والذى يعد إنجازًا جديدًا للصناعة، ويؤكد قدرة الصناعة الوطنية على مواكبة التطور العالمى ونقل وتوطين التكنولوجيا. 


صناعة كاملة 
وكشف اللواء إيهاب فكرى، رئيس مجلس إدارة «العربية الألمانية»، عن تفاصيل تصنيع اللوحات المرورية المؤمنة داخل الهيئة، وقال إن مصنع اللوحات المعدنية، الذى افتتحته «العربية للتصنيع»، هو الخط الأول من نوعه لتصنيع اللوحات بتكنولوجيا ألمانية وبأيادٍ مصرية، لتتوافق مع منظومة النقل الذكى.. فالأمر ليس «مجرد لوحة .. دى صناعة كاملة».  


وأضاف «فكرى» أنه تم اختيار شركة «تونجز»، الألمانية، لما لها من خبرة دولية حول العالم فى مجال إنتاج الوحدات المرورية، فهى من كبرى الشركات الألمانية على مستوى العالم المتخصصة فى مجال اللوحات المعدنية المؤمنة.

 

ولديها شركات فى أكثر من 50 دولة، مشيرًا إلى أن فكرة إنشاء شركة اللوحات المعدنية بدأت عام 2020، إذ كان يتم استيراد كميات كبيرة من الخارج من اللوحات، وبعدها تم عرض المشروع على القيادة السياسية وتمت الموافقة عليه. 


وأشار إلى أنه ليس من المقبول أن نقوم باستيراد تلك اللوحات من الخارج من الناحية الأمنية فضلاً عن توفير العملة الصعبة وتقليل فاتورة الاستيراد .. وبعد بدء الإنتاج المحلى تقل تكلفة استيراد اللوحات المعدنية للسيارات 40%، وذلك لأننا مازلنا نعتمد على استيراد بعض المواد الأولية اللازمة لتصنيع تلك اللوحات.  


الأهمية الاستراتيجية 
وقال اللواء إيهاب فكرى إن اللوحات المعدنية مطابقة للمواصفات العالمية من حيث جودة الخامات وعلامات التأمين المتعددة «حفر ليزر- هلوجرام- علامات مائية- باركود»، كما يمكن إضافة تقنية RFID للوحات بما يتوافق مع منظومات النقل الذكى.

 

لافتًا إلى أن الشركة الألمانية تولت توفير الماكينات وخطوط الإنتاج اللازمة لعمل الشركة، لتعمل بأحدث تكنولوجيا عالمية فى هذا المجال، مع تدريب المهندسين والفنيين المصريين وفقًا لمعايير الثورة الصناعية الرابعة. 


وأكد «فكرى» أن الرؤية المستقبلية للشركة العربية الألمانية هى إضافة شريحة ذكية بخلفية اللوحة مسجل عليها كل البيانات. 


3 ملايين لوحة 
وأشار إلى أن خطوط الإنتاج بالمصنع تعمل بقدرة إنتاجية 3 ملايين لوحة سنويا للوردية الواحدة، والتى تأسست وفق أحدث الخبرات الألمانية العالمية، لتصنيع لوحات السيارات والمركبات بأحدث التكنولوجيا العالمية المؤمنة فى هذا المجال، والتى تكفى لاحتياجات وزارة الداخلية حاليًا، مع تضاعف الطاقة الإنتاجية قريبًا. 


ونوه إلى أن الطاقة الإنتاجية للخط الأتوماتيك «اللوحات الفارغة» 1800 لوحة لكل ساعة، وقدرة الروبوت 550 لوحة فى الساعة، والمجموعة المانيوال التى تعتمد على الأفراد متوسط إنتاجها اليومى 1500 لوحة للفرد.

 

ويتم تصنيع اللوحة من الألومنيوم النقى مغطاة بطبقة من السطح الأبيض العاكس، وتحتوى فى منتصفها على شريط الهلوجرام المصنع من الكروم مع علامات تأمينية مميزة يستحيل تقليدها -15 علامة تأمينية- لضمان عدم تزوير اللوحة المنتجة. 


وتابع: «اختيار الطاقات والقدرات الإنتاجية والتصنيعية للآلات يتم بناء على العمل بنظام الـ3 مناوبات، على أن تغطى الوردية احتياجات وزارة الداخلية، كما يوجد فائض إنتاج من الطاقة، وتبلغ حجم الاستثمارات التى تمت فى إنشاء الشركة بشكل كامل 8 ملايين يورو، بنسبة 51% للهيئة العربية للتصنيع، و49% للشركة الألمانية». 


التوسع فى التصدير 
وأكد «فكرى» أن الهيئة تُلبى احتياجات الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية من اللوحات المعدنية المرورية المؤمنة، مع استهداف تصدير اللوحات لدول عربية وإفريقية طبقًا لمتطلبات العميل فى هذا الصدد، خاصة مع توقيع مصر العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع العديد من الدول الإفريقية والعربية.

 

ما يؤهلها أن تصبح مركزًا لتصدير اللوحات المؤمنة، لعدم وجود مصانع مثيلة منتجة لهذه الصناعة، خاصة أن لدينا فائض إنتاج بالمصنع، فضلًا عن توفير العديد من فرص العمل للشباب من المهندسين والفنيين. 


وقال: «نستهدف التصدير للدول العربية والأفريقية الأقرب لمصر، فالسعر لدينا أقل وتكاليف الشحن أقل، واللوحة تضاهى اللوحة التى يتم تصنيعها فى ألمانيا باعتراف الشريك الألماني». 


وشدد على أهمية تعزيز التعاون لتلبية احتياجات دول القارة الإفريقية من اللوحات المرورية المؤمنة، ونقل الخبرات الفنية وتدريب الكوادر البشرية من خلال مراكز التدريب بالهيئة العربية للتصنيع. 


غير قابلة للتزوير 
وأضاف أن اللوحات المعدنية الجديدة غير قابلة للتزوير، وتم تصميمها بتقنية «هولوجرام»، وهو شريط أسود به رسومات دقيقة تعكس اللون الأخضر، ويتم سكه على اللوحة بالماكينات الخاصة بذلك، وتصل بعض أحجام الرسومات لأقل من 1 مليمتر.

 

والذى يجعل تقليدها مستحيلا، إضافة إلى إمكانية تخزين اللوحة عن طريق علامة النسر المحفورة بالليزر على اللوحات الجديدة كمستوى آخر لتأمين اللوحة ضد التزوير. 


وأوضح أن لكل مركبة رقما خاصا غير مكرر، إضافة إلى الألوان التى تميز أنواع التراخيص المختلفة من الملاكى والأجرة والنقل والجمرك والهيئات الدبلوماسية والشرطة والجيش. 


ولفت إلى أن ألوان اللوحات كالتالى: الأزرق للملاكى، الأحمر للنقل، البرتقالى للأجرة، الأصفر للجمرك، والرصاصى للسيارات الحكومية. 


مكونات محلية 
وكشف عن الاتجاه لإنتاج اللوحات المعدنية بخامات محلية، بالتعاون مع شركة نجع حمادى للألومنيوم، وتوجد نتائج جيدة مع بعض الملاحظات التى نعمل على تلافيها، إذ بلغت نسبة النجاح حوالى 80%، قائلا: «نفكر أن تكون الخامات الرئيسية للوحة المعدنية محلية.

 

وحتى ننتج لوحة مصنوعة بالكامل داخليًا، إذ تم إعداد دراسة جدوى مبدئية لمعرفة التكلفة الفعلية والعائد من التصنيع المحلى للوحات الخام، وفى القريب العاجل سيتم استخدام الألومنيوم المصرى. 


وأضاف أنه تم إجراء عدة تجارب مع شركة نجع حمادى .. للاعتماد على المادة الخام الأساسية وهى الألومونيوم والتى تمثل 60% من مدخلات الإنتاج .. والتجارب ناجحة بصورة كبيرة .. وهناك ملاحظات بنسبة قليلة ويتم العمل على معالجتها، وقريباً سيتم الاعتماد على الألومنيوم المصرى بدلاً من استيراده.

 

اقرأ أيضا : "مدبولى" يشهد إفتتاح مركز التصنيع الرقمي بمصنع محركات "الهيئة العربية للتصنيع" 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا