22 عام علاج نفسى وعزلة عن الناس.. محمد أصغر ناجي من غرق السلام 98

محمد أصغر ناجي من غرق السلام 98
محمد أصغر ناجي من غرق السلام 98

لم يكن اسم التيتانيك والذي يعني المارد، اسما مبالغًا فيه في تسمية تلك السفينة فقد اتصفت بثلاث صفات لم تتوفر بغيرها من السفن وهي: الضخامة، عدم القابلية للغرق والفخامة.
ترقب العالم بلهفة ذلك الحدث التاريخي، وهو قيام السفينة تيتانيك بأولى رحلاتها عبر المحيط الأطلنطي (الأطلسي) من إنجلترا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 10 إبريل 1912 وبعد أربعة أيام من انطلاقها في 14 أبريل 1912 اصطدمت الباخرة بجبل جليدي وغرقت تايتانيك لتسجل اكبر حادث غرق فى التاريخ  وتترك خلفها الكثير من الحكايات
وفي 3 فبراير 2006 تكررنفس حادث تيتانك ولكن بنكهة مصرية مصحوبة بالأهمال حيث اختفت عبارة السلام 98 على بعد 57 ميلاً من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر وأشارت التقارير الأولية عن بعض الناجين من الحادثة عن أن حريقاً نشب في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة وانتشرت العديد من الأستنتاجات حول أسباب الغرق.
وفى تلك اللحظة اللتى تهوى فيها السفينة الى قاع البحر كان القدر يكتب العديد من قصص الوفاة وقصص النجاة وكان ابرزها قصة نجاة الطفل محمد احمد محمود (5 سنوات) الذي فقد جميع افراد اسرته في الحادث، ونجا بعد ان البسه والده طوق نجاة وامه طوقا آخر مع ابنها ربيع (شهران) واخذ هو ابنهم الثالث احمد (4 سنوات) لكن الجميع غرقوا ولم يبق سوى الطفل الذي انتشله احد قوارب الانقاذِ
وآخر مرة شاهد محمد والده كانت عندما وضعه الاب في قارب نجاة وطلب منه الانتظار. وبعد أكثر من 20 ساعة من البحث، عثر عليه المنقذون وحول خصره عوامة، فيما تحطم قارب النجاة الذي كان فيه مع شقيقته رحمة.
وكانت اجهزة الاعلام نشرت صور الطفل ليتعرف عليه ذووه حيث حضر عمه وتسلمه واكد ان شقيقه كان يعمل في السعودية منذ سنوات وكان شقيقه واسرته في طريق عودتهم الى مصر وان الله انقذ ابن اخيه بعد ان استمر في المياه ساعات طويلة كاد يلقي فيها حتفهِ
محمد أحمد محمود اصبح الآن شابا خريج جامعة فى عمر الـ 22 عاما يتذكر احداث الغرق بشكل ضبابى ومضطرب ولا يعلم انه من الممكن ان يكون يوما ما واحدا من المشاهير ولكن بنكهة اليتم ومرارة الفقد حيث ظل محمد مواظبا على ذهابه إلى الطبيب النفسي للتحدث إليه بشأن مشكلاته والمخاوف والمصاعب النفسية التي يواجهها في حياته حتى الآن بعد فقده أسرته بالكامل كما انه لم ينسَ تفاصيل إنقاذه حتى الآن، على الرغم من أن عمره كان خمس سنوات في حينه" والى الآن محمد لديه (فوبيا) من البحروالمياه 
ومحمد كان كل أمله أن يدخل كلية الحقوق، ليصبح "وكيل نيابة"، فيحصل حقوق المقهورين و"ما زال محمد لا يثق في الناس، ولا يحب التحدث، خصوصًا عن الحادثة، بعدما عرف وسط أقرانه ومعارفه بـ "محمد بتاع عبارة السلام" وهو يعيش فى محافظة المنيا بين خاله وعمه
تم عمل فيلم وثائى عن محمد بأسم  «الناجي الأصغر من كارثة غرق عبارة السلام» الذي كان ضمن فئة الافلام المرشحة لجائزة الصحفي الشاب، ضمن فعاليات مهرجان بي بي سي للأفلام والوثائقيات 2018
عبارة السلام 98 هي عبّارة بحرية مصرية عائدة لشركة السلام للنقل البحري، غرقت يوم الخميس 4 محرم 1427هـ الموافق لـ 3 فبراير 2006 م في البحر الأحمر، وهي في طريقها من مدينة ضبا التابعة لمنطقة تبوك السعودية إلى سفاجا وكانت السفينة تقل 1415 شخصاً بينهم 1310 راكب بالإضافة إلى طاقم الملاحة المؤلف من 104 فردا وقيل انه كان على متنها أيضا من الركاب 99 سعوديا .
ومن المعروف ان معظم المسافرين مواطنين مصريين كانوا يعملون في السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج وكانت السفينة تحمل على متنها أيضاً 220 سيارة

ترشيحاتنا