الريح أو الرياح هي عبارة عن انتقال أو تحرّك للكتل الهوائيّة من منطقة إلى أخرى بشكل أفقي في الجو، وهى أيضا تلاحم واختلاط وتلاقي البرودة بالحرارة وتعرف أيضا بالحركة،  أو انتقال الكتل الهوائية في الاتجاه الأفقي، وتتحرك الرياح نتيجة فروق الضغط الجوي، فالرياح تتحرك حركة تسارعية من مناطق الضغط المرتفع إلى مناطق الضغط المنخفض.و يحدث انحراف في حركة الرياح نتيجة دوران الكوكب.

تلعب الرياح دور مهما في التأثير المباشر على الإنسان وممارساته اليومية المختلفة، حيث استغل الإنسان طاقة الرياح منذ القدم في تشغيل طواحين الهواء، وساعدتهم على رفع المياه من الآبار، كما استخدموا الرياح في عمليات النقل من خلال بناء السفن والطائرات الشراعية التي تعتمد بشكل أساسي على قوة وحركة الرياح، وفي الآونة الأخيرة أصبحت الرياح مصدر هام لتوليد الطاقة الكهربائية في بعض الدول المتقدمة.

 وتعتبر الرياح أيضاً ذات أهمية كبيرة في تحقيق نوع من التوازن في درجات الحرارة على سطح الأرض من خلال نقل الطاقة الحرارية من مكان إلى آخر، كما تعمل الرياح على زيادة نسبة الرطوبة وكميات هطول الأمطار في الجو؛ بسبب نقل بخار الماء من أماكن تكوُّنه إلى مناطق أخرى.

وفى نفس الوقت كما ان هناك فوائد للريح فلها العديد من المشاكل حيث ان الرياح تحرك الرياح الغبار والأوساخ، مما يجعلك ترى جزيئات الغبار المنتشرة في الهواء الطلق، وتؤثر على جهازك التنفسي بشكل كبيربل تحمل الرياح معها الكثير من الميكروبات والبكتيريا التي تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض الجلدية، وربما الالتهابات الفيروسية.

ونتيجة لتراكم الغبار في الهواءفيعيق السائق عن الرؤية بوضوح وبالتالي يكون عرضة للحوادث كما تقتلع الأشجار والنخيل و التي قد تقتل الكثير من الناس أو الحيوانات نتيجة سقوطها كما تفسد الرياح جودة المحاصيل، وسرعان ما يتراكم الغبار عليها مما يؤدي إلى إتلافها وتم إيقاف حركة الطائرات تمامًا، مما يؤدي إلى اضطراب كبير في الأعمال والمهام.

وورد لفظ الرياح في القرآن 10 مرات في 10 مواضع مُختلفة في كتاب الله تعالى، أما لفظ الريح فورد في القرآن 18 مرة في سبعة عشر موضعًا، لأنها تكررت مرتين في آية واحدة في سورة يونس وهذا معناه ان هناك فرق بين الأثنين كما أكد الشيخ محمد متولي الشعراويإن كلمة الريح إذا كانت مفردة، اعلم أنها من جنس التعذيب، وإن رأيتها مجموعة رياح فاعلم أنها من الرحمة.

وضرب مثلًا بقول الله تعالى: «وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ» (سورة الحجر: 22)، «وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ» (سورة الذاريات: 41 و42).

وسخر الله الريح لنصرة المؤمنين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا  وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)سورة الأحزاب

وسخرها لعذاب الكافرين ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَﰎفَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ) سورة فصلت

و الريح تأتى كنذير مثلما أهلكت قوم عاد و جاء فى سورة الحاقة آية 6 «واما عاد فأهلكوا بريح صرر عاتية» حيث هبت الريح بصفير شديد ذات صوت عال فارتعشت الطيور وهربت بعيداً عن جو المعركة القادمة فهى تعلم بأن هذه ريح السموم التى لا تبقى ولا تذر واهتزت الأشجار ثم جاءت الريح على قوم عاد ثم فروا إلى الخيام ليختبئوا داخلها ولكن تطايرت الخيام  وتمزق جلد قوم عاد إنها رياح الدبور التى لا تمس شيئاً إلا وأهلكته و استمرت الريح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط وهو ما أشارت إليه سورة الحاقة آية7 «سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية» ونجا سيدنا هود ومن آمن معه وهلك الجبابرة بريح الدبور وأنزل الستار على عاد الأولى

وورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعاء يقال عند هبوب الرياح فعنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا عَصِفَتِ الرِّيح قالَ دعاء الريح: «اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وخَيْر ما أُرسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بك مِنْ شَرِّهِا، وَشَرِّ ما فِيها، وَشَرِّ ما أُرسِلَت بِهِ» رواه مسلم.