فوضى الطب في عصر الإنترنت| التطبيقات الدوائية خطر يهدد صحة المواطنين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

انتشرت فى الأونة الاخيرة الكثير من الصفحات والجروبات المتعلقة بالجانب الصحي، مابين جروبات بيع وتداول أدوية، وصفحات خاصة بتبادل الخبرات الصحية المختلفة، وأخرى يُقدم من خلالها استشارات ووصفات طبية لمختلف الأمراض، ومع ماتقدمه السوشيال ميديا من خدمات لا محدودة لجماهيرها، إلا أن التعامل الطبي والتداوي من خلالها أثار جدلا واسعا بين العامة والمتخصصين، لما يجب أن يتوفر لصحة الإنسان من محاذير واحتياطات وأسس للتعامل معها.

 

أصبح هناك المئات من الصفحات التى تقدم مختلف أنواع الأدوية والعقاقير الطبية ومستحضرات التجميل، ومع مايمثله التعامل فى المناحي الطبية من خلال الانترنت من خطورة، إلا أن هذه الصفحات نجد عليها الآلاف من المتابعين والمتفاعلين.

 

ويرى دكتور أحمد فاروق أمين نقابة الصيادلة السابق أن تدوال العقاقير الطبية والدواء بمختلف أنواعه على صفحات ووسائل التواصل ومن خلال تطبيقات الإنترنت يعد من أخطر الجرائم التى تحدث، فالدواء كما أكد ليس سلعة تباع وتشترى، إنما الدواء حياة المواطن.

 

وأوضح أن الدواء حدد له كيفية صرفه من خلال قانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955، ولائحة أداب المهنة الملحقة به، والتى تفيد أنه لايجوز بأى حال من الأحوال صرف أى دواء إلا من خلال المؤسسات الصيدلانية، ولا يجوز صرف دواء إلا من خلال صيدلي، وبالتالي فإن كل ما يحدث فى التطبيقات الدوائية هو جريمة مكتملة الأركان.

 

ولفت فاروق أنه قد ناقشت وزيرة الصحة السابقة ذلك الأمر تحت قبة البرلمان في دورته السابقة، وطالبت بسرعة وقف هذه التطبيقات، وحتى الآن لم يتخذ أى إجراء تجاه صرف الدواء من خلال هذه التطبيقات.

 

وتابع أن هناك آلاف من الأدوية المهربة التى تضر بسمعة الدواء المصري تباع من خلال هذه التطبيقات، بالإضافة إلى آلاف الأدوية المغشوشة وغير الآمنة والتى لم تخضع لعمليات الرقابة والسلامة على المنتج تباع من خلال هذه التطبيقات، واستطرد "والأسوء من ذلك الأدوية والمستحضرات الوهمية والتى تشكل هذه التطبيقات سوقا رائجا لها".

 

وضحايا هذه التطبيقات كما أوضح أمين نقابة الصيادلة السابق بالآلاف، وهناك قضايا مرفوعة فى المحاكم ضد هذه التطبيقات، وضد الأخطاء التى تحدث فيها، ومع ذلك حتى الآن لم يتخذ ضدها أى إجراء.

 

مطالبا بضرورة إيقاف كل هذه التطبيقات، رافضا الحديث عن تقنين لها، لأنها ليست مجرد سلعة عادية، وانما هي منتجات تمس صحة وحياة الناس بشكل مباشر، قائلا "نحن في المستشفى لا نستطيع صرف دواء إلا من خلال صيدلية، فكيف نقبل بأن يصرف من خلال تطبيقات وهمية لا أحد يعرف عنها شئ".

 

مختتما أن لا أحد يعرف ما هى شروط التخزين الجيد، ولا أحد يعرف كيف تخزن هذه الأدوية المباعة على مثل تلك التطبيقات، وهل متبعة شروط السلامة فى الحفظ والتخزين والنقل أم لا. 

 

وقالت منى عبد الله صيدلانية أن الأدوية نوعين، "النوع الأول" أدوية تجميل وتخسيس وهذه أغلبها غير معتمد من وزارة الصحة، ويأتى مهرب من الخارج، وبأسعار مرتفعة جدا لأانه مستورد، وجميعها شركات غير مرخصة ومجهولة المصدر، بالإضافة إلأى أن استخدامها بعيدا عن اشراف الطبيب يسبب الكثير من المشكلات، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى.

 

مستكملة أن "النوع التانى" يكون من خلال أطباء وصيادلة يقومو بعمل فيديوهات ارشادات للتعامل مع أمراض أو مشاكل معنية، وهذه الفيديوهات يكون لها نسب مشاهدة عالية، فتبحث عنهم شركات وتطلب منهم عمل دعاية لمنتجاتها، وهنا سنجد الكثير من الفيديوهات التى تتحدث عن التعامل مع تجاعيد البشرة مثلا، أو إطالة الشعر، او أدوية للهشاشة، وأخرى للتخسيس، وغيرها لآلام المفاصل والعظام.

 

وأوضحت دكتورة منى أ، هذه الأدوية تكون غير آمنة، فلو أنها سليمة ومضمونة، فإن استخدامها دون استشارة الطبيب خطأ كبير، فمنها ما يزيد مستوى السكر أو الضغط أو يسبب التهابات فى المعدة، ولابد من معرفة تاريخ المريض المرضي لمعرفة ما إذا العلاج يناسبه أم لا.

 

وعلقت أنه كان هناك حالة أخذت بروتوكول كرونا من فيديوهات اليوتيوب، وللاسف كان بها مضادات حيوية وكورتيزون بصورة كبيرة، وتحسنت الحالة ظاهريا، لكن الاصابة الفيروسية زادت، وضعف مناعة الجسم، وهبط مستوى الأكسجين ودخلت رعاية لان الحالة كانت محتاجة تحاليل أكتر قبل أخذ هذا البروتوكول، مؤكدة "وهناك الكثير من الحالات المشابهة".


 
وأووضحت عبدالله عدة أمثلة تعاملت معها قائلة "هناك حالة صلع وراثي استخدمت تركيبة لوشن وكريم شعر، وكانت تعاني الانيميا، وده كان سبب التساقط، هذه التركيبة ضرتها أكثر، حالة استخدمت مجموعة أدوية تخسيس غير مصرح بها اصابتها بالاكتئاب وانسداد الشهية ودخلت فى علاج نفسي فترة".

 

وترى منى أن التقنين فكرة صعبة التنفيذ في عالم التيك توك واليوتيوب، والذي يصدر عليه الكثير من الوصفات غير معرفة المصدر وغير آمنة، منوهة أنه من الممكن عمل فيديوهات تحذيرية من هذه الوصفات من خلال أطباء لهم أسم وثقة لدى الناس".

 

اقرأ أيضا : فوضى الطب في عصر الإنترنت| وصفات السوشيال ميديا ما بين مؤيد ومعارض 

 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا