مشكلة انتشار الكلاب الضالة فى الشوارع، مستمرة، ومع كل حادث جديد، لعقر الكلاب للمواطنين، أو ترويعهم، يتجدد الحديث عن تلك الأزمة، هناك من يرى أن الحل هو إنهاء حياة تلك الكائنات التى تتسبب فى إيزاء المواطنين، وآخرون يرون أن ذلك مخالف للإنسانية، ومجموعة أخرى ترى ضرورة التصرف فى انتشار الكلاب الضالة فى الشوارع بهذا الشكل، وضرورة ابعادها عن الأماكن المأهولة بالسكان..

خلال هذا الملف نستعرض بعض حوادث الكلاب التى تسببت فى إيزاء المواطنين، والنتائج التى ترتبت عليها، ودور جمعيات الإنقاذ، والرفق بالحيوان فى إنقاذ كلاب الشوارع، وعلاجهم من السعار، وإعطائهم التطعيمات المطلوبة، ونصائح الأطباء البيطريين للمواطنين..

الطب البيطري يعد الجهة المسئولة عن التعامل مع الشكاوى الخاصة بالكلاب الضالة والمسعورة، والتى تؤكد أن قلة الامكانيات هى التى تتحكم في طرق التعامل مع الأزمة، وأن المقترحات التى تقدمها بعض الجمعيات الخاصة بالرفق بالحيوان من أن يكون التعامل من خلال توفير علاجات للسعار وتطعيمات للكلاب هو الحل، هى مقترحات تحتاج ميزانيات مادية كبيرة غير متوفرة.

وتقول دكتورة إيمان محمد عبد الرحمن مديرة مركز الطب البيطري بإدارة الفيوم أنهم يقوموا بالتعامل مع الشكاوى التى تأتي لهم من وجود كلب ضال أو مسعور، فيتم النزول للمنطقة المشكو منها، ويتم التعامل من خلال طبيبة وشخص مسئول عن قتل الكلاب المشكو منها، وهذا من خلال تقديم قطعة من اللحم مسممة.

وعن فكرة أن أى كلب قد يأكل من اللحم المسموم غير المشكو منه، فأوضحت أنهم يظلو متواجدين في المكان إلى أن يتأكدو من أن الكلاب التى تمت الشكوى منها فى المنطقة أكلت اللحم، وبعد ذلك يتم تنظيف المكان وأخذ جثث الكلاب والتخلص منها بطرق سليمة. 

 لافتة إلى أنه لايوجد امكانيات لعمل غير ذلك أو أن يتم أخذ هذه الكلاب أو الحيوانات ووضعها فى أماكن مخصصة للرعاية والعلاج، منوهة أن علاج الكلاب المسعورة مكلف للغاية، ولا يوجد امكانيات كافية لتوفير العلاجات، قائلة "ما يمكننا فعله هو عندما يأتي لنا بلاغ من وجود كلب شارع يهاجم الناس نذهب ونتعامل معه ونقوم بقتله".

وأوضحت دكتورة إيمان أن هناك علامات من خلالها يتمكنو من معرفة ما إذا كان الكلب مسعور أم لا، قائلة "وهذا نعرفه كأطباء أما المواطن العادي فلا يمكنه معرفة ذلك إلا إذا قام الكلب بمهاجمته والركض خلفه ومحاولة عضة".

منوهة ان هناك فئة معينة تهتم بالكلاب ولديها كلاب خاصة وعادة لاتأتي شكاوى أو بلاغات من هذه الكلاب، وتاتى فقط شكاوى من كلاب الشوارع، وهذه الكلاب لايوجد لدينا امكانيات لتحصينها، وأضافت قائلة " لذلك لدينا مركز متخصص لترخيص الكلاب يقوم بتوفير كل التطعيمات والتحصينات ومن بينها السعار".

مختتمة "نحن نتعامل وفق امكانيات محدودة والأمر يكون صعب جدا على الطب البيطري"، منوهة أن هناك أمراض مثل السعار لابد من التحصين ضدها مثل شلل الأطفال فى البشر.

من جانبها قالت سمر سعيد منقذة  للحيوانات الأليفة "كاتشر" بالرفق بالحيوان، إن الكلاب الموجودة بالشوارع حيوانات أليفة، ولا تسبب ضرر للمواطن، وإنما الإنسان هو من يُلحق الضرر بهم، فالكلب كائن أليف، ولا يقوم بالهجوم على الإنسان إلا إذا قام هو بإذائه، فالكلب يدافع عن نفسه فى حالة واحدة فقط، وهى تعرض الإنسان له  بالضرب أو إلقاء أى شئ عليه.

وأضافت سمر سعيد قائلة: "احنا فى جمعية الرفق بالحيوان مسئولين عن مشروع تعقيم الكلاب فى المناطق السكنية على مستوى الجمهورية، ونقوم بإعطاء التطعيمات ضد مرض السعار للكلاب، فمرض السعار أصبح له علاج".

وأوضحت سعيد أن الفكرة من تعقيم الكلاب حتى لا يتم التزاوج ويكون هناك زيادة كبيرة فى أعداد كلاب الشوارع، فيتم التعقيم وإعطاء التطعيمات اللازمة، للحفاظ على التوازن البيئى وعدم انقراض الكلاب.

وقالت سمر سعيد منقذة الحيوانات الأليفة بالرفق بالحيوان إن لديهم 200 كلب، ومخصص لهم مكان فى منطقة المريوطية، لرعاية الكلاب.

وأشارت سعيد أن دورهم فى الجمعية متابعة المناطق واستقبال البلاغات للتوجه إلى المنطقة الموجود بها البلاغ، ويكون ذلك تحت إشراف كبير، وتأمين للمنطقة، حتى الخروج بعد التأكد من بأن كلاب المنطقة تم تعقيمها، وحصلت على تطعيم السعار، مضيفة أنه فى حالة الإبلاغ عن كلب فى منطقة يتم التوجه له وأخذه فى المكان المخصص لهم، ولا نقوم بقتله "الموت الرحيم"، لأنه يتوفر حاليا علاج للسعار، فيتم معالجته، وهناك كلاب تموت لوحدها بعد ثلاث أيام فى حالة إصابتها بالسعار، مثلما حدث فى منطقة عين شمس، كان يوجد كلب مسعور، وقام بعقر "عض" بعض المواطنين، وهذا حدث بعد مهاجمة بعض الأشخاص له، فقام بعقرهم، وأثناء هذا الحادث، تم تطعيم 110 كلب فى منطقةعين شمس.

وأكدت سعيد على أنهم حاليا مسئولون عن مشروع "2030"، وهو مشروع لتعقيم الكلاب، مضيفة أنهم مستمرون فى هذا العمل منذ 5 سنوات، وحاليا يتم تعقيم وتطعيم الكلاب فى الأهرامات، ويُطلق سراحهم مع السائحين، ويقدموا لهم الطعام، ويكونوا سعداء بهم.

اقرأ أيضا : الرفق بالحيوان: الكلاب حيوانات أليفة وصديقة للإنسان