برلماني فرنسي: مصر نموذج.. وشريك استراتيجي مسئول مع فرنسا

نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية
نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية

كتب : محمد زيان
 

«كل العالم حضر إلى شرم الشيخ.. وبينهم فرنسا التي تجمعها روابط قوية وقديمة مع مصر عزز قوتها العلاقات بين الرئيسين السيسي وماكرون».. بهذه الكلمات شرح برونو فوكس - نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية - رؤيته لانعقاد مؤتمر  الأطراف المشاركة حول المناخ في شرم الشيخ  .cop27  مشيراً إلى قوة ومتانة العلاقات الفرنسية المصرية منذ القدم ، ولافتاً إلى التعاون البرلماني بين الدول الفرانكفونية ، كاشفاً دور الجمعية الوطنية الفرنسية في اقرار قانون يخصص ١٥ مليار يورو لدعم الدول المتضررة من التغيرات المناخية .

 

سألناه عن دور فرنسا في دعم الدول التي تعرضت لخسائر جراء التغيرات المناخية، والتعويضات، ومقاضاة الدول الكبرى المتسببة في ذلك، ودور البرلمانات الفرانكفونية في ذلك، كما طرحنا عليه أسئلة عن التعاون المصري الفرنسي في مجال مكافحة الارهاب، وغيرها من القضايا التي تجمع البلدين، وإلى نص الحوار:

 

كيف ترى انعقاد مؤتمر الأطراف المشاركة حول المناخ في شرم الشيخ بمصر؟
أرى أنها مبادرة قوية للتحرك، وإشارة مهمة وذلك لسببين: الأول أن مشاكل المناخ تختلف في افريقيا عن العالم الغربي ، وأن يجتمع الأطراف المشاركة - في مصر -  لبحث مشاكل المناخ والحلول المقترحة لها هذا من الأهمية بمكان لكي يبحث الجميع عن تحرك مهم لحل المشاكل التي تواجهها الدول الافريقية ، هذا هو المطلوب من مؤتمر المناخ ، وأرى أن المؤتمر نجح بامتياز فعالم كله حضر إلى شرم الشيخ والأمر مختلف في الدول النامية التي تعرضت للضرر نتيجة التغير المناخي.

 

وتابع: الأمر الثاني أن هذا المؤتمر قوي لأبعد حد، لأن كل العالم كله يبحث عن الحل وإيجاد خطوات حقيقية لاتخاذ الموقف المحدد لتجنب التغيرات المناخية، وكان السؤال: هل يأتون أو لا يأتون؟.. هذا مكان للتفكير حول إعادة الثقة المتبادلة بين العالم مع حظ سعيد للدفع ببرامج تنمية وتنفيذها وتمويل المشروعات وتحمل المسئولية من جانب الفاعلين الدوليين الموجودين معنا هنا، ولذا أرى أن مؤتمر الأطراف نجح جداً في ذلك .

 

وكيف ترى زيارة ومشاركة الرئيس إيمانويل ماكرون في قمة المناخ بشرم الشيخ ؟
فرنسا لها دورها والرئيس الفرنسي له موقف من قضية التغيرات المناخية، يجب تحويل نظام الحياة فيما يخص الطاقة، ويجب أن تدفع بكل طرق التمويل الاقتصادي او تحويل التكنولوجيا من أجل الحفاظ على البيئة من عواقب التغيرات المناخية. 

 

الرئيس الفرنسي هو الوحيد بين قادة الغرب الأكثر تقديراً للموقف الأفريقي فيما يخص التغيرات المناخية ، والوحيد  الذي عرض في وجهة نظره من بين كل الدول الغربية حول ماذا ستفعل البلاد الأفريقية ، وهو الوحيد الذي يفهم حقيقة ما يجري في أفريقيا ، والرئيس ماكرون لديه إحساس حقيقي بالمشكلة اكثر من الدول الأخرى.

 

الرئيس ماكرون يفكر في إنشاء صندوق لتمويل ودعم أفريقيا ودعم مواجهة  التغيرات المناخية، وهو الوحيد حتى الآن الذي يفهم حقيقة الوضع في الدول الافريقية، والسؤال هو: كيف تسلك طريق التحول في الاقتصاد الافريقي لأنهم ضحايا التغيرات المناخية.

 

أيضاً نسلك طريق التنمية الاقتصادية بقوة وبكافة الطرق، بالإضافة إلى الناحية التشريعية هذا هو النموذج الذي يسعى إليه الرئيس الفرنسي الوحيد الذي حسب الموقف الافريقي، هذه مسئولية وإحساس والاخذ في الاعتبار الموقف الافريقي ويفهم حتى الآن الحقيقة التي وصلت إليها الدول الأفريقية في التغيرات المناخية أيضا وقبل الجميع الدعم المالي لأجل تجنب ومواجهة التغيرات المناخية لدعم تحول الاقتصاد في المجتمع الأفريقي.

 

فرنسا خرجت من دول أفريقية كثيرة عسكرياً.. هل ترى أنها فرصة مواتية لكي تعود إلى القارة السمراء لحل أزمة التغيرات المناخية؟
سؤال مهم.. وأقول نعم.. الفرصة الحقيقة لفرنسا للعودة لإفريقيا بصفة عامة لأخذ وحل المشاكل التي تعيق المجتمعات الافريقية عن النمو والتقدم، ومنها العمل في المناخ، القضايا السياسية منها الأمن ، مشاكل الشباب ومنها مشاكل المرأة ، المناخ مثال لصياغة مصير القارة وعلى فرنسا ان تلعب دور مهم في القضايا التي اشرت اليها اذا لم نفعل شيء للشباب سيخرجون من  المنطقة الفرانكفونية ، المناخ فرصة للارتباط مرة أخرى مع افريقيا وتعيدنا الى اليها.

 

وكيف يمكن أن يكون التضامن الفرنسي مع القارة الافريقية لمواجهة التغيرات المناخية من وجهة نظرك ؟
كل دولة لديها مؤسسات معنية نحددها ونقوم بعمل تعاون وعمليات من خلال شباب فرنسي متطوع  ، وآخرون بأجر ، ونقوم بعمل مشروعات لدعم المؤسسات المحلية في البلاد الافريقية حول أزمة المناخ، وتقديم الدعم  المالي  للدول الأفريقية من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية التي اقرت ١٥ مليار يورو لدعم مشروعات التنمية في البلاد الافريقية، على سبيل المثال نحن كبرلمانيين عملنا قانون لإجبار الوكالة الفرنسية للتنمية لتنفيذ مشروعات التنمية في البلاد الفرانكفونية والافريقية هذا أولاً ، نضع اولوية في البرامج التنموية المقدمة من فرنسا لأفريقيا، الاستثمار أولا في افريقيا .

 

البلاد الفرانكفونية تعاني من مشاكل جراء التغيرات المناخية.. هل توافق على مطالبات دول أفريقية لتعويضها عما لحق بها من أضرار جراء التغيرات المناخية ؟
نعم موضوع مهم جدا ، هذا هو السؤال عن الضرر الذي وقع على الدول الافريقية ، فلقد تم اقرار تمويلات والجزء الأكبر منها لعمل مشروعات واستثمار في الطاقة والنشاطات وطاقة جديدة لتقليل الكربون ، مشكلة الاقتصاد والمجتمع الافريقي ليست كلها هذا ، بالتاكيد يجب تغيير  المحركات الحرارية  ، مشكلة المجتمع الافريقي هي عواقب التغيرات المناخية التي بسببها هم غير مسئولون ، افريقيا صفر  مسئولية عن نسبة التلوث في العالم، افريقيا ليست هي المسؤولة عن التلوث في المناخ وهذا لا يذكر ولكنها هي التي تحملت العواقب والاضرار عن التغيرات المناخية ، هذا نحن دفعنا في الجمعية الوطنية الفرانكفونية الموقف  لإقرار التمويل اللازم لدفع الاضرار  عن المجتمع  الافريقي ، الأفريقي لم يفعل شيئاً في تاريخ البشرية يتسبب في التلوث ، وهو الذي تحمل ويدفع ثمن  الأضرار   التي سببتها الدول الغربية ، والمفروض ان تدفع  هذه الدول ضريبة لتعويض افريقيا  .

 

لكن فرنسا تعاني أيضا من التغيرات المناخية وهذا وضح في جفاف الانهار ونقص المحاصيل ؟
نعم ، لدينا مشاكل في هذا وعواقب طبيعية يمكن ان نواجهها ، لأن فرنسا انتجت التلوث وطبيعي أن تتحمل الأضرار ، لكن افريقيا  تواجه مشاكل كثيرة من هذا القبيل  ليست هي السبب فيها.. علينا ان نتحمل المسئولية تجاه الجميع.. أفريقيا هي التي تتحمل تغييرات المناخ وسنضحي في هذا الموضوع، وفرنسا يجب ان تتحمل مسئوليتها لأنها استفادت بالبترول لتنمية اقتصادها منذ مائة وخمسين عاما من كل افريقيا الوسطى ، الآن يجب أن تقلل إنتاج الكربون .

 

أنت برلماني.. هل تطالب بموقف تجاه الدول الكبرى التي سببت تغيرات المناخ ؟
المسئولية تأتي من الدول التي تسببت في هذه العواقب.. الدول التي تضخ البترول والغاز منذ مائة و خمسون عاما لتنمية اقتصادها، هذه ايضا تسببت في ضرر ، طبيعي جداً كثيرا على فرنسا والدول الأخرى .

 

 هل ستطالب فرنسا أيضاً بموقف ضد الدول المتسببة في التغيرات المناخية جراء تعرضها للجفاف ومشاكل ناجمة عن التغيرات المناخية ؟
فرنسا ضمن الدول التي سببت تغير المناخ وشاركت في هذا التلوث ولن نقدر أن نشتكي، نحن نسعى لإقرار النموذج الأخضر.. لدينا  قانون لمواجهة التغيرات المناخية سيصدر عن الجمعية الوطنية الفرنسية ، يساعد المصانع لتقليل انبعاث الكربون .

 

 عم يتحدث هذا القانون ؟
القانون له جوانب كثيرة ، لكن يتحدث بشكل أساسي عن هذه المساعدات التي ستقدمها فرنسا من أجل مساعدات الدول التي تضررت جراء حدوث التغيرات المناخية بشكل عام ،  والشركات التي تسببت في انبعاث الكربون ، لكي نساعدها على تقليله  ، على سبيل المثال تحديد خمسين شركة فرنسية المنتجة لأكسيد الكربون الذي تسبب التلوث ، ونعمل لدعم التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الضرائب عليها لمساعدتها على تقليل التلوث وانبعاث الكربون في الدول المتضررة، واذا لم تفعل هذه الشركات ستعاقب ، لدينا قانون لتحويل الصناعة .

 

هل هناك مساعدات أخرى للدول الافريقية ؟
بالنسبة للدول الافريقية ليست فرنسا فقط هي التي ستقدم لها المساعدات، لكن هناك تمويل دولي من المجتمع الدولي، والشركات الخاصة، ليس التمويل الفرنسي ١٥ مليار للمشروعات فقط !.. لكن التمويل الدولي هو الذي يكمل، نحن امام تمويل ضروري يوجه الى الدولة المتضررة، لدعم تحول الاقتصاد الافريقي لخدمة البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.

 

بوصفك برلماني فرنسي.. كيف تتصور حل القضايا المناخية في الدول الفرانكفونية من خلال تعاون برلماني تشريعي بين الدول الأفريقية؟
هذا شيء معقد، لأن كل دولة لديها مشاكلها ، في المياه ، التربة ، الجفاف ، الطاقة ،  التربة هذا معقد جدا ، لابد من بحث الطريق والعمل معا ، وتحديد المشاكل الكبرى للعمل على حلها ، التحرك المهم على المستوى العالمي هو تحديد المسار من خلال القانون ومواجهة المشاكل من خلال العمل البرلماني التشريعي بين الدول المختلفة ، هذا هو الهدف الاساسي للتحرك الفرانكفونية.

 

العمل معا هو الذي يأخذنا الى الحل، يصعب القول بان هناك طريقاً واحدا الان ، تحديد هذا ونعرض الافكار لأجل الوصول اليه ونسعى نحن بدورنا كبرلمانيين نحو هذا.

 

وهل الفرانكفونية لديها القوة على التفاوض مع البلدان لحل قضايا المناخ  ؟
الفرانكفونية هي منظمة عن طريق الدول اذا كانت هناك دوله ستقوم بالتبرع أم لا فهذا هو عملها وموقفها .

 

وهل يسهل على جمعية البرلمانات الفرانكفونية ان توجد التعاون بين الدول الاعضاء؟.. أم هناك صعوبات؟
هذا سهل لو لدينا البرامج لكي تظهر المميزات، وللرد على المتطلبات اذا كنا نحتاج أناساً ، اذا لم يكن هناك اجابات فستصبح الفرانكفونية عاجزة ، اذا توصلنا لحلول هذا إيجابي ، اذا وصلنا لعدم القدرة على الحوار فهذا سلبي .

 

كيف ترى العلاقات بين مصر وفرنسا ؟
علاقات جيدة جدا ، وقديمة جدا ، تستحق أن تكون غنية ومتطورة ونقويها ونجملها بمشروعات متبادلة بين الدولتين ومرحلة بالمشروعات ، مصر دولة لديها تنمية وتطورت وفرنسا  لديها تطورات منذ خمس سنوات مرت عليها مع الازمة الصحية والكوفيد ومشكلة الطاقة الان والحرب الاوكرانية ومواجهة التغيرات المناخية  ومشكلة والطاقة نحن نعمل على تعبئة بلادنا من منظور الطاقة يجب ان نجد مشروعات ترمز لهذه العلاقات بين البلدين لمواجهة الطوارئ والمخاطر في افريقيا، و مشروعات لدعم العلاقات بين مصر وفرنسا .

 

وكيف ترى التعاون الثقافي بين مصر وفرنسا ؟
العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا متميزة ولكنها تنحصر في قنوات ضيقة للمعهد الفرنسي بتأثيره المحدود.. نريد تأثير قوي موسع على مستوى الجمهورية ويجب العمل على ذلك من خلال توسيع دائرة التعاون الثقافي بين البلدين لتكون ليست فقط في نطاق المعهد الفرنسي ولا العدد الصغير الذي يتكلم مصري في فرنسا او الذي يتكلم فرنساوي في مصر !

 

بالنظر الى موضوع التغيرات المناخية ، كيف ترى التعاون بين مصر وفرنسا في مجالات الاستثمار ؟
اعتقد ان فرنسا لديها بعض الشركات على مستوى العالم في اعادة التدوير للمنتجات  في اطار السياسة الصناعية  الجديدة ، هناك شركات فرنسية كبرى بمهمتها ان تجد حلولا في مصر مثل تحلية للمياه ، الطاقة ، الاستفادة من القمامة  ، فرنسا لديها خبرة  في هذا ، يمكنها ان تقدم الحلول لمصر في هذا المجال ، وبعدها تاتي ازمة التمويل وهي عالمية ، من اجل الوصول الى مشروع كبير في مصر لمواجهة التغيرات المناخية .

 

الحلول ليست سياسية ولكنها صناعية ، بعد هذا يكون السؤال عن التمويل كيف سنمول هذا ؟ وبالنسبة لمصر سوف لا يكون صعبا ان نجد التمويل .

 

كيف ترى العلاقة بين مصر وفرنسا في مواجهة الإرهاب؟
يوجد تعاون بين مصر وفرنسا قوي جداً في هذا المجال ولدينا في بلدنا قائمة 15 ألف شخص ، متابعون يومياً من قبل الأجهزة المعنية دائما في تنقلاتهم ومحادثاتهم لأننا نشك أنهم خطرون على الجمهورية الفرنسية، اهتمامات العلاقات بين مصر وفرنسا في مجال الاستخبارات توضح لنا الحقيقة وكيفية  التعامل مع هذه الجماعات الارهابية والتعاون في مجال تبادل المعلومات يخدم البلدين بناء على معلومات جديدة متجددة .

 

صرح برلماني فرنسي أن نتائج الحرب الروسية الاوكرانية ، تؤثر على الاقتصاد الفرنسي وسوف تودي الى انهيار الاتحاد الاوروبي ؟ هل تتفق معه؟
نعم بالنسبة لكل دول اوروبا فرنسا الأقل تأثرا وخسائر حتى الآن.. لكن السؤال  ليس هذا ؟ ما هو النموذج الاجتماعي الذي  نريده ؟  هل نظام من خلاله تظهر الديكتاتورية وعدم التعبير عن الراي ، أم النموذج الديمقراطي وتحمل العواقب الاقتصادية ،  نريد انهاء الغزو الروسي ولن نسمح لهم بالتمدد ، في اوروبا الحرب ضد المانيا  بدأت هكذا ،  يجب ان نتقبل أضرار  الحرب ، الاولوية ان نبحث عن نموذج اجتماعي  .

 

كيف ترى تمدد اليمين المتطرف في أوروبا، وهل سيصبح  في يوم النموذج لكل دول الإتحاد الاوروبي ؟
لا نريد هذا ، وأتمنى ألا يحدث، ولا أتمنى ان يصل اليمين المتطرف الى الحكم ، وأن نعود للمجتمع الذي يعيش الاحترام والتسامح.. مجتمع قائم على ثقافات متعددة، أن نعيش مع بعض ونحترم بعضنا.

 

 كيف ترى العلاقات بين الرئيسين السيسي وماكرون ؟
جيدة جدا، فعندما يزور الرئيس السيسي فرنسا يتم استقباله جيد جدا ، أيضاً الرئيس ماكرون  عندما يزور مصر يتم استقباله بشكل جيد ، علاقاتهما جيدة ، كل من البلدين يعتمد على الاخر في مجالات مختلفة ، فرنسا تحتاج شريك قوي ولديه الثقة بينهما ، وكلا من مصر وفرنسا يعتبر شريكا استراتيجيا للأخر.

 

 هل تعتبر أن مصر نموذجا يحتذى به في مواجهة الارهاب؟
أكيد .. أكيد .. مصر نموذج قوي في مواجهة الإرهاب.. الرئيس السيسي حائط صد ضد الإرهاب.. مصر نموذج يحتذى في مواجهة الإرهاب وتعزيز التنمية.

 

اقرأ أيضا : وزير الصحة يستقبل سفير فرنسا لدى مصر لمناقشة التعاون في القطاع الصحي

ترشيحاتنا