الوصول إلى مقبرة «كيلوبترا» .. حلم يقترب

الملكة كيلوبترا
الملكة كيلوبترا

كتبت : مي سيد

من بين آلاف قصص التاريخ، تحتفظ الملكة كليوباترا لنفسها بمكانة لا تتزحح من موقعها، ولا ينافسها فيها أحد، رغم أنها حكمت مصر في السنة 30 قبل الميلاد كآخر ملوك البطالمة، إلا أن لجمالها اندلعت حروبًا، ولذكائها خضع بين يديها الرجال.

 

كليوباترا الجميلة الساحرة الذكية، تعود اليوم لصدارة المشهد من أوسع أبواب التاريخ في بطولة يتصدرها مجموعة من الأثريين بالإسكندرية عاصمة مصر في عصرها، على أمل إزاحة الرمال عن واحدٍ من كنوز تاريخ الأرض. 
 
ملكة السجادة

تدور حول كليوباترا قصة شهيرة ترتبط بعودتها إلى مصر، بعد ما قام شقيقها بطردها، حيث عمدت تلك الملكة إلى الظهور فجأة أمام قيصر ملفوفة في سجادة حتى تستطيع التوسل إليه لمساعدتها في تحقيق غايتها للعودة إلى الحكم في مصر.

 

ولأن حياة الملكة مليئة بالدراما سارع صناع السينما الأمريكية في هوليوود عام 1963 إلى إنتاج فيلم «كليوباترا» من بطولة النجمة إليزابيت تايلور، والذي يعتبر واحد من أهم أفلام هوليوود وسبب شهرة كبيرة للنجمة تايلور.

 

حتى اليوم لا تزال رحلة البحث عن مقبرة الملكة كليوباترا مستمرة، حيث لم يتم الكشف عنها، وهنا يقول الدكتور زاهي حواس عالم المصريات الشهير، إن اكتشاف مقبرة الملكة سيكون واحدًا من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن الواحد والعشرين، ولا يقل أهميته عن مقبرة الملك توت عنخ آمون، والذي يعد أهم كشف أثري منتظر عبر العصور لذلك عملية البحث عن المقبرة مستمرة .

 

حلم مصري
بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار في نوفمبر الماضي، أثار شغف الكثير من علماء المصريات حول العالم، إذ قدم كشف لأول مرة عن اكتشاف نفق واسع تحت معبد قديم بمنطقة أبو صير قرب الإسكندرية، ويعتقد أنه قد يؤدي إلى المكان الذي دفنت فيه ملكة مصر القديمة «كليوبترا».

 

وزارة السياحة والآثار أكدت أيضًا أن البعثة الأثرية المصرية الدومينيكانية التابعة لجامعة سان دومينجو برئاسة كاثلين مارتينز، نجحت في الكشف عن نفق منحوت في الصخر على عمق حوالي 13 مترًا، تحت سطح الأرض، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري للبعثة بمنطقة معبد تابوزيريس ماجنا أي «قبر أوزوريس العظيم»، غرب الإسكندرية.


وما بين هذا وذاك، يقول الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن النفق يبلغ طوله حوالي 1,305 أمتار، وارتفاعه حوالي مترين، كما تم العثور بالقرب من المعبد على رأسين مصنوعين من الألبستر، إحداهما لشخص من العصر البطلمي، والآخر من المرجح أنه تمثال لأبو الهول.

 

رحلة البحث عن كليوباترا
ضمن بعثة مصرية دومينيكانية، بدأت «مارتينيز» رحلة البحث عن الملكة كليوباترا منذ سنة 2005، حيث درست أكثر من 20 معبدًا  حول الإسكندرية، وزاد من إيمانها أنها معجبة بـ«كليوباترا» كامرأة ماهرة وجميلة و قوية، لذلك لديها الشغف الكبير للبحث عن المكان الخير الذي ترقد فيه الملكة «مقبرة كليوباترا».

 

في حديث سابق لها، أكدت كاثلين مارتينيز أن الدراسات المبدئية تشير إلى أن التصميم المعماري للنفق المكتشف يشبه بصورة كبيرة تصميم نفق يوبيلينوس باليونان، ولكنه أطول منه، واصفة إياه بـ«الإعجاز الهندسي».

 

ولا تزال كاثلين مارتينيز تؤمن بأن كليوباترا مدفونة تحت مدينة تابوزيريس ماجنا، وهي مدينة قديمة في الإسكندرية على الساحل الشمالي لمصر.

 

تأسست المدينة سنة 280 قبل الميلاد، وقد خدمت كمركز للنشاط الصناعي والتجاري وقد سكنها عشرات الآلاف من الناس، أما فيما يخص قبر كليوباترا، فتدور تكهنات الباحثين حول دفنها في معبد أوزيريس.

 

وأثناء أعمال الحفائر والمسح الأثري للنفق، تم الكشف عن جزء من النفق غارق تحت مياه البحر المتوسط كما تم العثور على عدد من الأواني الفخارية والجرار الخزفية تحت الرواسب الطينية، بالإضافة إلى كتلة مستطيلة الحجم من الحجر الجيري، وباستكمال أعمال الحفائر فقد أثبتت العديد من الشواهد الأثرية أنه يوجد جزء من أساسات معبد تابوزيريس ماجنا مغمورة تحت الماء، والتي تعمل البعثة حاليا للكشف عنه.

 

جدير بالذكر أن البعثة خلال مواسم الحفائر السابقة، تمكنت من العثور على العديد من القطع الأثرية الهامة داخل المعبد منها عملات معدنية تحمل صور وأسماء كل من الملكة كليوباترا، والإسكندر الأكبر، وعدد من التماثيل مقطوعة الرأس، وتماثيل للإلهة إيزيس، بالإضافة إلى نقوش وتماثيل نصفية مختلفة الأشكال والأحجام.

 

كما اكتشفت شبكة أنفاق تمتد من بحيرة كينج ماريوت إلى البحر المتوسط، و16 دفنة داخل مقابر منحوتة في الصخر والتي شاع استخدامها في العصرين اليوناني والروماني، بالإضافة إلى عدد من المومياوات والتي تبرز سمات عملية التحنيط خلال العصرين اليوناني والروماني.

 

ووفقا لتقارير صحفية أجنبية فقد قالت مارتينيز إنه في الوقت الذي تم فيه بناء النفق، كان عدد سكان تابوزيريس ما بين 15 و20 ألفا، مشيرة إلى أنه تم بناء النفق تحت معبد يكرم أوزوريس، وهو إله مصري قديم للعالم السفلي، وإيزيس، إلهة مصرية كانت زوجة أوزوريس.

 

وتختتم كاثلين مارتينيز حديثها بالتأكيد أن رحلة البحث عن مقبرة كليوباترا مليئة بالمفاجآت وأسرار فرعونية عظيمة، وإذا كانت هناك فرصة بنسبة 1% أن أجد مقبرة الملكة في هذه المنطقة فمن واجبي البحث عنها.

 

اقرأ أيضا : كل ما تريد معرفته عن مدينة «ميتاتوت» الفرعونية الإفتراضية

ترشيحاتنا