سفير كوريا الجنوبية: موقع مصر الاستراتيجي عامل جذب للتصنيع والتصدير الكوري

سفير كوريا الجنوبية
سفير كوريا الجنوبية

 

◄ صنفت كوريا الجنوبية مصر كشريك ذي أولوية للمساعدة الإنمائية الرسمية
◄ ٣٠ شركة كورية تستثمر في مصر وهناك تحديات يذللها الوزير محمد معيط
◄ مصر مركز تجاري بين كوريا وإفريقيا وأوروبا وآسيا
◄ الإصلاحات الاقتصادية تمنح مجتمع الأعمال المزيد من الثقة  
◄ إصلاحات الحكومة المصرية جريئة ونجحت في تحقيق الاستقرار 
◄ نقدر  الجهود المصرية لإنجاح قمة المناخ  وحشدها الدولي لمكافحة التغيرات المناخية

 

أكد السفير هونج جين ووك سفير كوريا الجنوبية بمصر، أن زيارات الرئيسيّن عبد الفتاح السيسي ومون جيه إن، دعمت مسيرة العلاقات الثنائية، مؤكداً أن العلاقات الكورية المصرية متينة وتحتاج لتقوية العلاقات الشعبية وأشار السفير هونج جين..

 

تفاصيل العلاقات الثنائية ونتائجها تكشفها بوابة أخبار اليوم في حوار مع سفير كوريا الجنوبية، السفير هونج جين ووك، الذي أكد في حديثه أن مصر تعد مركز ثقل للأعمال والسياسة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

 

◄ ما هو حجم الصادرات المصرية لكوريا عام 2021؟
بلغ حجم الصادرات المصرية إلى كوريا عام 2021 نحو 640 مليون دولار، ومن أهم السلع التصديرية الوقود والزيوت المعدنية والغاز الطبيعي والمواد الغذائية، ونأمل في أن تتنوع الصادرات المصرية في المستقبل.

 

◄ ما هي أبرز مجالات التعاون الصناعي بين البلدين؟
من المهم في البداية تعزيز التعاون الاقتصادي في المجالات الحيوية للتنمية الاقتصادية في مصر مثل البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصحة والنقل وما إلى ذلك.
وبدون شك فموقع مصر الاستراتيجي سيكون هو عامل الجذب الأساسي، حيث يمكن للشركات الكورية توطين إنتاج السلع وتصديرها إلى مناطق أخرى، وتُعد شركتا سامسونج وإل جي للإلكترونيات من النماذج الحية على ذلك.


وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتوسع التعاون بين البلدين في المستقبل ليشمل مجالات جديدة مثل التنمية الخضراء والتي تشمل موارد المياه المتجددة وتحلية المياه ومعالجة النفايات الصلبة.

 

◄ كيف نعزز التعاون الاقتصادي المستقبلي بين مصر وكوريا؟
مصر شريك استراتيجي مهم لكوريا، ولا تمتلك مصر سوقًا محليًا كبيرًا فحسب، ولكنها أيضًا تعد قاعدة استراتيجية لدخول الشركات الكورية إلى أسواق إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، ولدينا بالفعل أمثلة جيدة جدًا للاستثمارات الكورية في مصر.


ومع ذلك، فعلى الرغم من أن مصر هي واحدة من أكبر شركاء التصدير في إفريقيا، إلا أن حجم التجارة أقل بكثير من إمكانات البلدين ولذلك، فقد حان الوقت لكوريا ومصر للعمل معًا لربط آسيا وأفريقيا من خلال التجارة والاستثمار بين البلدين.


وفي هذا الصدد، نحتاج إلى بذل المزيد من الجهود في الدراسة المشتركة بشأن جدوى الشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين. ويمكننا تعظيم تعاوننا الاقتصادي من خلال الشراكة وجذب المزيد من الاستثمار من القطاع الخاص.


وفي الوقت نفسه، وفيما يتعلق بالتعاون الإنمائي، صنفت كوريا الجنوبية مصر كشريك ذي أولوية للمساعدة الإنمائية الرسمية (ODA) للفترة 2021-2025. وقد اخترنا النقل والبيئة والطاقة والإدارة العامة والتعليم والاتصالات كمجالات ذات أولوية للتعاون. وانطلاقًا من ذلك، اتطلع إلى توسيع وتعزيز تعاوننا الإنمائي في المستقبل.

 

◄ ما هو تقييمك للشركات الكورية العاملة في مصر؟  وهل تواجهها تحديات وما هي أهم مطالبهم؟
يوجد في مصر أكثر من 30 شركة كورية كبرى تعمل في مجال البناء والإلكترونيات والمنسوجات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمنتجات الكيماوية والموارد الطبيعية. وتسهم هذه الشركات بشكل كبير في النمو الاقتصادي في مصر من خلال تبادل الخبرات ونقل التقنيات وتنفيذ الاستثمارات المشتركة.


ومع ذلك، تعاني الشركات الكورية خلال الفترة الأخيرة من صعوبات بسبب الشروط المتصلة بتقديم خطاب الاعتماد، أو تأخر التحويلات أو إصدار التأشيرات وما إلى ذلك.


واعمل أنا وفريقي بشكل وثيق مع زملائنا في الحكومة المصرية، وبخاصة د. محمد معيط، وزير المالية. وبفضله، تمكنا من تذليل مختلف الصعوبات التي تواجه الشركات الكورية.


ولكن رغم هذه التحديات، إلا أنني أشعر أن هناك تحسنًا كبيرًا في بيئة الأعمال والاستثمار، وخاصة  في ظل الحوارات المنفتحة والشفافة التي بدأتها الحكومة مع المستثمرين. ومن خلال ذلك، آمل أن تتمكن السلطات المصرية من تقييم المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التطوير ووضع الأساس للسياسات والممارسات التي ستساعد في جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر.

 

◄ ما الدروس المستفادة من القصص الناجحة للشركات الكورية العاملة في مصر وهل تحتاج إلى مزيد من الدعم من الحكومة المصرية؟
نعم هناك كثير من النجاحات المهمة للشركات الكورية العاملة بمصر، وأعتقد أننا بحاجة إلى تكرار هذه القصص الناجحة في العديد من المجالات الأخرى وتشجيع المزيد من الاستثمارات الكورية في مصر. ويمكن القيام بذلك أيضًا من خلال تسهيل أعمال التجارة، فبمجرد أن تحصل الشركات على حصة معينة من السوق من خلال التجارة، فسوف تفكر بالضرورة في توسيع وجودها أيضًا عن طريق الاستثمار. ولهذا السبب تحتاج مصر وكوريا إلى استكشاف الإمكانات التي ستتيحها اتفاقية الشراكة الاقتصادية التي سيكون من شأنها تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين.


وأفضل طريقة لترويج الاستثمار الكوري في مصر، هي مساعدة الشركات الكورية العاملة حاليًا في مصر على إحراز قصص نجاحها. حيث يولى العديد من المستثمرين الكوريين المحتملين في الوقت الراهن اهتمامًا أكبر بقضايا الاستثمار المتصلة بالشركات الكورية العاملة حاليًا في مصر. ومن شأن قصص النجاح الراهنة لهذه الشركات جذب المزيد من الاستثمارات المستقبلية من قبل الشركات الكورية الأخرى.


وفي هذا الصدد، أود أن أطلب من زملائنا في الحكومة المصرية إيلاء الاهتمام بأنشطة الشركات الكورية ودعمها وحل جميع الصعوبات التي تواجهها في مصر.

 

◄ هل يمكن تعزيز التجارة الثلاثية بين مصر وكوريا وإفريقيا حيث تعتبر كوريا القاهرة بوابة القارة الأفريقية؟
بدون  شك، فمصر تتمتع بموقع استراتيجي حيث تتوسط قارات العالم افريقيا وآسيا واوروبا ولديها أيضًا قناة السويس، أهم شريان ملاحي لحركة التجارة العالمية.


وبالتالي فمصر مؤهلة لتكون بمثابة مركزًا تجاريًا بين كوريا وإفريقيا، وهو الأمر الذي سيقود بالتبعية إلى تعزيز وتسريع وتيرة حركة التجارة الثلاثية.


ولإنجاز ذلك، نحتاج إلى الاستفادة من الدراسة المشتركة حول جدوى الشراكة التجارية والاقتصادية المحتملة بين البلدين وإيجاد أرضية صلبة لتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي على ضوء هذه الدراسة.

 

◄ كيف يمكن للعلاقات الاقتصادية المشتركة أن تساعد في التغلب على أزمة ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات الغذائية بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة؟
يٌمكن أن  يسهم التعاون الاقتصادي الثنائي مثل تقديم قرض منخفض الفائدة أو مشاركة الشركات الكورية في مختلف المشروعات الاقتصادية المصرية في التغلب على الصعوبات الاقتصادية الحالية.


وعلى وجه التحديد ومن خلال صندوق التعاون الكوري للتنمية الاقتصادية، يمكننا دعم استمرار مشروع التنمية الاقتصادية للحكومة المصرية وتخفيف أعبائها.


أما بالنسبة لمشاركة الشركات الكورية مثل مشروع توريد وتوطين صناعة عربات مترو أنفاق القاهرة للخطين الثاني والثالث (320 قطارًا)، فسوف يسهم ذلك في تحسين نوعية حياة الشعب المصري وتعزيز قدرات الشركات المصرية.


وعلاوة على ذلك، تقوم شركتا Samsung و LG Electronics بإنتاج سلع ذات منشأ مصري من خلال مصانعهما الخاصة في مصر وتصديرها إلى أوروبا. وقد أدى ذلك إلى زيادة صادرات مصر ودخل مصر من العملات الأجنبية.


وإجمالاً فإن التعاون الاقتصادي بين البلدين سيدعم مصر بشكل مباشر أو غير مباشر للتغلب على الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الأوضاع الخارجية مثل الحرب الروسية الأوكرانية.

 

◄ كيف ترى مشروعات التنمية والبنية التحتية التي نفذتها الحكومة المصرية مؤخرا؟

نفذت الحكومة المصرية إصلاحات جريئة وطموحة نجحت في تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي وتعافي النمو. ولهذا السبب، أظهر الاقتصاد المصري مرونة كبيرة خلال أزمة وباء كوفيد -19.


وبالرغم من أن الأوضاع الخارجية قد تسفر عن صعوبات اقتصادية لمصر هذا العام، إلا أنني أرى أن النجاحات التي تحققت جنبًا إلى جنب مع إصرار الحكومة على مواصلة إصلاحاتها الهيكلية سيمنح مجتمع الأعمال مزيدًا من الثقة  في الاقتصاد المصري ويوفر أيضًا آفاقًا جيدة لجميع الشركات الكورية.


ومن هذا المنطلق، فأنني أثمن جهود الحكومة المصرية لتعزيز التنمية الإقليمية من خلال مبادرات حياة كريمة. وأعتقد أن هذا النوع من المبادرات فعال للغاية بالنسبة للشعب المصري كي يعيش بشكل أفضل وللحكومة المصرية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. وعندما زرت محافظات الصعيد مثل المنيا وأسيوط وسوهاج في سبتمبر الماضي، رأيت بشكل مباشر أن الجهود المصرية تؤتي ثمارها.

 

◄ استضافت مصر مؤخراً قمة المناخ Cop27، هل يمكنكم توضيح رؤية كوريا بشأن مكافحة تغير المناخ؟

يذكرنا الطقس المتطرف، مثل موجات الحرارة وحرائق الغابات والفيضانات والجفاف وما إلى ذلك، والتي باتت ملحوظة في شتى بقاع العالم، بأنه يجب على المجتمع الدولي تسريع جهود التصدي لتغير المناخ.


وعلى وجه الخصوص، وفي خضم أزمات الطاقة والأمن الغذائي، الناجمة عن حرب أوكرانيا، يجب على أعضاء المجتمع الدولي تعزيز تعاونهم بحيث لا يتم التراجع عن هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة بـ 1.5 درجة مئوية.


وعلى ضوء ذلك، فإننا نقدر بشدة الجهود المصرية لإنجاح الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) ودورها في حشد وتعزيز الزخم الدولي بشأن مكافحة تغير المناخ.


وبدورها، تبذل كوريا الجنوبية، كدولة محورية عالمية، مزيدًا من الجهود لإحراز هدف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 وصولاً للحياد الكربوني في عام 2050.


كما أسهمت كوريا في إنجاح مؤتمر المناخ من خلال تعزيز التضامن مع المجتمع الدولي فيما يتصل بمكافحة تغير المناخ.

 

◄ كيف تري سياسة الرئيس السيسي ؟ 
الرئيس السيسي زعيم سياسي محنك أعاد لمصر ريادتها وعلاقاتها الدولية القوية إقليمياُ وأفريقيًا وعالميُا وفي جميع المحافل الدولية.


كما أنه لديه اهتمام بتطوير الحياة في مصر وتحسين أحوال الشعب المصري من خلال مشروع «حياة كريمة»، والذي يهدف لتطوير جودة الحياة في مصر وذلك ليس فقط بالقاهرة و لكن عندما ذهبت لمحافظتي المنيا وسوهاج وجدت الكثير من التطورات والمشروعات الإيجابية ومنها مبادرتي حياة كريمة وتحيا مصر.


كما  ألاحظ أن هناك  تقدما سياسيا وترسيخ الديمقراطية على المستوى الداخلي من خلال حلقات الحوار الوطني على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .

 

◄ ما هي هواياتك وأحب وجباتك بمصر ؟
أنا اعزف الساكسفون واحب وجبات الكشري المصري والملوخية والحمام.
وانا أشعر بأنني أسعد سفير كوري على مستوى العالم لأنني سفيرا لبلدي في مصر أم الدنيا.
 

 

اقرأ أيضا : وزير التنمية المحلية يبحث مع سفير كوريا الجنوبية تعزيز التعاون المشترك 

ترشيحاتنا