صعيديات أطلقن شارة الأمل بالتبرع لإنشاء مجمعات طبية مجانية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أبو المعارف الحفناوى

في نجع حمادي أطلقت صعيديات شارة الأمل، بعدما تبرعن بقطع أراضي لإنشاء مجمعات طبية خدمية، في قرى نجع حمادي، أردن بها حسن الخاتمة عن طريق مساعدة المرضى خاصة الفقراء منهم، وتولى الشباب وفاعلو الخير جمع التبرعات للبناء وتوفير الأجهزة الطبية اللازمة، الأمر الذي وفر على الأهالي مشقة السفر وأيضًا المصاريف الباهظة التي كان يتحملها المواطنون..

 

منذ قرابة 5 سنوات، أعلنت آمنة محمد ربيع، صاحبة الـ 90 عامًا، والمقيمة بقرية النجاحية بنجع حمادي، عن تبرعها بمساحة قيراط إلا ربع، وهو آخر ما تمتلكه من ميراث زوجها، والذي يبلغ سعره قرابة 200 ألف جنيه، لإنشاء مجمع طبي، يخدم الفقراء والمرضى، ليكون هذا التبرع خالصًا لوجه الله، وأن يكون صدقة جارية على روح زوجها وروحها بعد مماتها.

السيدة العجوز، أرادت أن تحسن خاتمتها، وقتها لم تستطع إلا أن تهمس بكلمات قليلة، كانت عبارة عن أنها أرادت أن تحسن خاتمتها، و«كله لله»، وبدأت في انهاء الأوراق اللازمة، بالتنسيق مع جمعية أهل الخير بالقرية، ليبدأ القائمون عليها، جمع التبرعات، بعد الحصول على الموافقات اللازمة، حتى أصبح المجمع في الخمس سنوات الماضية، وبعد أن وصلت قيمة التبرعات قرابة 20 مليون جنيه، تم صرفها في البناء وشراء الأجهزة وغيرها، هو أول مجمع طبي في نجع حمادي، يعالج المرضى بالمجان، بعد دخوله منظومة التأمين الصحي، خاصة مرضى الغسيل الكلوي والرضع داخل الحضانات.

 

قصة التبرع

يقول محمد أحمد حفني، ابنها الأكبر، إن والدته كانت من فترة، تريد أن تتبرع، بقطعة الأرض التي ورثتها عن زوجها، لإقامة مسجد، وربنا أكرمها وأصبح مجمعًا طبيًا، به مسجد، لافتًا أن قطعة الأرض التي تبرعت بها، لا تمتلك غيرها، قبل وفاتها.

الشيخ أسامة العباس، رئيس مجلس إدارة جمعية أهل الخير بالقرية، قال: "الحمد لله ربنا أكرمنا بهذا المكان، وهو عبارة عن قطعة أرض تبرعت بها السيدة آمنة محمد ربيع"، لافتًا إلى أن أعضاء الجمعية قاموا بجمع التبرعات، من القرية وجميع القرى المجاورة، وتم بناء هذا المجمع، كان في البداية عبارة عن وحدة غسيل كلوي، بداخلها الآن ما يقارب 21 سريرًا، يخدم قرابة 100 مريضًا من نجع حمادي والمراكز المجاورة.

وتابع: تم إنشاء وحدة حضانات أهل الخير في نفس المجمع، بداخلها 14 حضانة، من بينها 5 أجهزة سيباب وجهازي تنفس صناعي، موضحًا أن جهازي التنفس الصناعي لا يوجد إلا في المجمع وبعض الحضانات الخاصة، لافتَا أن الليلة الواحدة في الحضَانات الخاصة على جهاز التنفس الصناعي، بأسعار باهظة، إلا أنه في المجمع مجانًا، بالإضافة إلى إنشاء مركز جراحة في المجمع، لإجراء العمليات الجراحية، بنصف الثمن أو بالمجان في بعض الحالات. 

جودة الخدمة
محمد فريد مصطفى، من مرضى الغسيل الكلوي، أوضح أنه يخضع للعلاج في المجمع منذ قرابة 5 سنوات، وهناك خدمة جيدة ومتابعة مستمرة، ويمتاز المجمع بالخدمات الطبية المقدمة للمرضى، خاصة في ظل نقص الأماكن في المستشفيات الحكومية، والأسعار المرتفعة في المستشفيات الخاصة.

أحمد أنور، عضو مجلس إدارة الجمعية، وأحد القائمين على المجمع، أوضح أن المجمع يضم مسجد، ووحدة غسيل كلوي، وحضانات، وقسم جراحة، لافتًا أنه بعد دخول المجمع منظومة التأمين الصحي، أصبحت الخدمات الطبية التي تقدم للمرضى كلها بالمجان.

دفعت الحاجة آمنة، آخرين للتبرع، وقررت زينب عمر، بقرية أولاد نجم، للتبرع بقطعة أرض مساحتها 3 قراريط ونصف، يبلغ سعرها قرابة 3 ملايين جنيه، لإقامة المجمع الطبي الخيري بأولاد نجم.

تقول الحاجة زينب، صاحبة الوجه البشوش، إن ما دفعها للتبرع، هو أنها أرادت حسن خاتمتها، فلقد أرادت الآخرة، "عايزة أقابل ربنا وأنا معايا حاجة كويسة اللي بعمله ده عشان ربنا وعشان الناس تفتكرني بحاجة كويسة".

محمد ناصح، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية أولاد عتمان، المشرفة على اقامة المجمع، أوضح أن المجمع هو من أكبر المجمعات الطبية الخيرية في قنا، ويضم عيادات خارجية بجميع تخصصاتها، ووحدات غسيل كلوي، وحضانات، وقسم جراحة، على في 4 طوابق.


وأضاف أن الهدف من إقامة المجمع، هو مساعدة الدولة، في تقديم الخدمات الطبية للمرضى، لافتًا أن المجمع يضم عدد كبير من أجهزة الغسيل الكلوي والحضانات، وهو الأمر الذي يعاني منه أهالي نجع حمادي والمراكز المجاورة بسبب عدم توافرها بشكل كبير في المستشفيات الحكومية، وغلو أسعارها في المستشفيات والمراكز الخاصة، وهو ما لا يستطيع الفقير تحمله.

وأشار إلى أنه تم جمع تبرعات بقيمة وصلت 10 ملايين جنيه، حتى وصل المجمع إلى ما هو عليه الآن، لافتًا أن التبرعات كانت عن طريق طرق الأبواب في القرى وعن طريق فيسبوك، ومسابقات ورحلات ودورات رياضية.

تبرع الحاجة عواطف

لم يختلف الأمر كثيرًا، فلقد أعلنت أيضًا عواطف محمود عبدالعزيز، عن تبرعها بقطعة أرض مساحتها 400 متر لإنشاء مجمع طبي الشرقي بهجورة، بعد أن تبرعت منذ سنوات، بقطعة أرض مساحتها 300 مترًا، لإنشاء مسجد، فضلًا عن تبرعها مع كل حصاد محصول بـ 15 ألف جنيه للفقراء والمحتاجين.

واجهت الحاجة عواطف، معوقات كثيرة لإنهاء التراخيص للبدء في إنشاء المجمع الطبي، بعد أن اعترضها مجلس المدينة  وتم عرضها على النيابة أكثر من مرة، بحجة أن الأرض زراعية، وبعد شهور حصلت على ترخيص من الزراعة والصحة للبدء في إنشاء المجمع، الذي أرادت به أيضًا حسن خاتمتها، في الوقت الذي أعلنت فيه سعاد طاهر عبد الله فكار،  تبرعها بمبلغ 225 ألف جنيه، لإنشاء وحدة حضّانات أطفال في الطابق الثالث في المجمع.

 

اقرأ أيضا: تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب .. خطر يهدد الأصحاء والمرضى

 

ترشيحاتنا