محمد القصبي يكتب: لهذا اصطفاني الله!!!

.
.


وكأنها مهمة شاقة..
 أن أنتزع جسدي ووعيي من سكينة النعاس فجرا لألبي نداء المؤذن: الصلاة خير من النوم..
أنهض بتثاقل ربما ..لكن يقينا بغير تردد..لابد من صلاة الفجر جماعة في مسجد الحاجة حورية سليم.. حتى لو اقتضى الأمر سيرا  وسط حشد الكلاب التي تكتظ بها المنطقة عشر أو خمس عشرة دقيقة ..
......
في المسجد.. 
الناس غير الناس الذين أراهم في الشارع..في الأسواق..
كأن كل شيء في كينونتهم  تم إقصاؤه..الغرائز..الرغبات..
الطموحات ..لاشيء سوى روح تقود جسدا سيرا وسجودا وركوعا..وشفاه تبتهل..تدعو ..

توسلاً إليه سبحانه أن يرحم..أن يغفر.. أن يحسن الخاتمة..
....
أغوص  عقلاً ووجداناُ في بعض من سور كتابه الحكيم..أكابد لأن أفهم..أتنمر في مواجهة الشيطان الذي يحاول أن يشطرني بوساوسه عن العوالم اللانهائية لما أقرأ..أنجح..
يكافؤني سبحانه على انتصاري على الشيطان بسكينة تهجع في فضاءاتها روحي باطمئنان..
....
أتأمل ضياً  فائقاُ للعادة ..للمألوف.. ينساب بهدوء من ثنايا السماء..
الضي يغمر الكون.. ببطء ..كأنه تجسيد 
 لمشيئة الله..تعمير الكون..وهل يمكن للعمار ان يتم بغير نوره سبحانه وتعالى !!.. 
......
ينساب الشعاع الكوني إلى دواخلي ..يغمرني  بنورانية فريدة..تشع في الروح سكينة وسكنا ..تومض بأمر الله لي..أنه ماخلقني سبحانه وتعالى وخلق كل انسان .. إلا لرسالة.. أن نعمر  الكون.. 
ألهذا أنعم سبحانه على الإنسان.. ودون كل الكائنات بنعمة العقل ..ونقاء الروح..؟! 
..ألهذا اصطفى سبحانه وتعالى   الإنسان  دون كل الكائنات ليقوم بالمهمة ..تعمير الكون..؟! 
.......
فإن صلينا .وإن صمنا رمضان وغير رمضان..وإن ارتحلنا إلى بيته الحرام حجة وعمرة ..حتى كل عام..
أهذا يكفي لأداء الرسالة ..تعمير الكون..؟!

يقينا لا.. الكون يعمر 
بالحب..بالعدل..بالخير..
..بالتسامح ..
بالتكافل...  بالسلام ..بالجمال..
العبادات وحدها لاتكفي ..
قال النبي الكريم : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق..
......

اللهم.. كما أنعمت علي بالقدرة على الصلاة والسجود لك .. امنحني القدرة على أن أكون خيَّرا..محبا لعبادك..معينا لكل محتاج..متراسا أمام كل فاسد..كل محتال.

ترشيحاتنا