بحضور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم الأسبق..

هموم التعليم وأليات إصلاحه فى ندوة ثقافية بصالون صديق عفيفي

جانب من الندوة
جانب من الندوة

استضاف صالون الدكتور صديق عفيفي الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم الأسبق وذلك في إطار أستمرار مناقشات الصالون لقضية التعليم.

 وقال جمال الدين في كلمته: عندما دخلت الحكومة كوزير عام 2005 فكرت في العديد من التطويرات وتحدثت مع رئيس الحكومة وقتها عن ذلك إلا أن الإصلاح المؤسسى وقتها  لم ينجح  بالشكل المرجو منه لأن المسألة أكبر من الوزارة وأن الأمر يتعلق بمؤسسات الدولة.

وأضاف أنه من عام 2006 بدأ يكتب مقالات عن الإصلاح المؤسسي وكانت سلسلة متكاملة في عدة جرائد مصرية وعربية.

وأوضح جمال الدين، أنه أصدر سلسلة مقالات في كتاب أسماه ( الإصلاح المؤسسي لمستقبل أكثر اشراقا ) عام 2010 وقد تنبأ فيه بجميع الأمور التي حدثت بعد عام في مصر اى أحداث 2011.

وأكد أن أهمية الإصلاح تعود إلى أن البعد المؤسسي في تحقيق التنمية المستدامة هام جدا ولابد من ضمان حقوق ملكية محمية بقانون  وإنفاذ غير متحيز للقانون من خلال قضاء مستقل ولوائح حكومية ، واكد ان كل هذه الأفكار التي يتلوها كتبها قبل 2011 مؤكدا أنه كتب مرارا وتكرارا لكن المشكلة أن هناك مقاومة للإصلاح وبعض القوى في المجتمع وقتها.

وأضاف أن الإصلاح المؤسسي مسالة مهمة وأن الإصلاح الحقيقي هو الذي يعلي من النزاهة ويحارب الفساد والمحسوبية مهما كان صغيرا ويستهدف رفع الكفاءة وتحسين الدخل  والإصلاح الحقيقي الشامل.

وقال جمال الدين، إن تطوير التعليم ليس مسألة سهلة ولابد أن يتم إصلاح التعليم فى إطار إصلاح شامل وضرب مثلا أننا نعلم أولادنا القيم فى المدرسة ثم يأتى الإعلام ويفعل العكس وأكد أن وزارة التربية والتعليم من الصعب أن تراقب أداء المدرسة وأنه يجب أن يقوم بذلك المحليات لأن هناك 95 ألف مدرسة.

وأشار إلى أن أبرز المؤشرات التعليمية هى الاتاحة وهى إتاحة أماكن لابناءنا فى المدارس وأن يكون محدد فى الاتاحة مكان المدرسة وكثافة الفصل وهل التعليم مجانى ام لا وهل المدرسة قريبة ام بعيدة كلها معايير هامة.

وأشار إلى أنه فى مصر يتم تجاهل مرحلة رياض الأطفال رغم أن العالم كله يهتم بتلك المرحلة من 4 إلى 6 سنوات .

وقال إن التعليم الفنى بحاجة إلى تطوير لأننا نعتبره مكان لاستيعاب اصحاب المجموع الضعيف، ويجب أن يكون التعليم الفنى رافد للتأهيل لمهن تحتاجها الدولة، ويجب الاهتمام بأصحاب المصلحة المباشرة، مثل أولياء الأمور كما يجب الاهتمام بحسن اختيار المعلمين وتدريبهم وتحسين أوضاعهم المالية.

 

وقال وزير التعليم الأسبق، إن عدد الطلاب فى مصر يؤثر على جودة التعليم، كما أن التعليم يواجه عدة مشاكل أبرزها تدنى الكفاءة وغياب دور المحليات فى مراقبة المدارس وجمود المناهج وتدهور أحوال المعلمين وارتفاع كثافة الفصول والانصراف إلى الحفظ والتلقين، وانتشار التسرب وفقدان الثقة المجتمعية فى النظام التعليمى والوهن المؤسسى وارتفاع عدد الأميين لأكثر من 20مليون.

وأكد جمال الدين، على أهمية الإصلاح الكلى للتعليم وليس الإصلاح الجزئي، قائلا: هناك من يقول إن الحل هو مواجهة مشكلة الدروس الخصوصية، وأنا أقول أن ذلك عرض وليس مرض، وهناك من يقول إصلاح أحوال المعلم لكن أقول أنه لابد من إصلاح كلى وليس جزئيا.

وأضاف  د. جمال الدين، أنه لابد من تعزيز قواعد الحوكمة والرقابة المجتمعية، على أداء المدارس وتطوير الأساليب التعليمية، مشيرا إلى أن الإحصائيات تكشف أن التعليم الخاص به 2.5مليون تلميذ، وعدد المعلمين فى التعليم الخاص  113300 معلم، والتعليم الأزهرى 1.5مليون تلميذ، وعدد المعلمين فى الأزهر  11123 معلم.

وأشار إلى أن نسبة الأمية حاليا تصل لنحو 17% من عدد السكان اى أكثر من 20مليون ونسبة كبيرة منهم تزيد على الثلثين من السيدات، كاشف ضعف الالتحاق برياض الاطفال و أنه عندما كان وزيرا حاول معالجة هذا  الأمر وكان الهدف الوصول إلى 60% واستمرت الخطة بعد أن تركت  الوزارة لكن الاحصائيات تقول إن 20.7%فقط فى هذه المرحلة هم من يلتحقون برياض الاطفال.

وأكد وزير التعليم الأسبق، أنه لابد من دور للمجتمع المدنى لفتح فصول لمرحلة رياض الاطفال، مشيرا إلى أنه أنشأ مدارس ستيم للمتفوقين فى العلوم والرياضيات بالتعاون مع اليونسكو وتم التوسع فيها الان، وكان القبول لمن يكون مجموعه 98%مع عمل اختبارات قبل قبولهم وكانت اختبارات إلكترونية فى القدرات والذكاء وأغلب خريجيها يعملون فى الخارج، مشيرا إلى أنه الآن وصل عددها 12مدرسة .

وتطرق وزير التعليم الأسبق، للحديث عن كثافات الطلاب حاليا وهى فى الابتدائيه 51.9 طالب، و48طالب فى الإعدادية، وفى المدارس  الثانوية العامة 41.4 طالب بالفصل، وفى المدارس التجارية تصل الكثافة إلى 48.2 طالبا، أما فى المدارس الزراعية تصل إلى ،49.1طالب، وهى كثافات عالية جدا، مشيرا إلى أنه عندما كان فى عهد د. عصام شرف طلب أن يتم تخصيص 51 مليار لحل مشكلة الكثافة، ووافق مجلس الوزراء من حيث المبدأ لكن كنا نحصل على مليار جنية سنويا لهيئة الأبنية التعليمية ولم تحل المشكلة.

وأشار إلى أن أوضاع المعلمين المهنية والمادية أمر هام جدا، حيث إن عدد المعلمين فى 2018 بلغ مليون و 233 ألف معلم، وفى العام الماضي وصل العدد لمليون و15 ألف معلم، بالإضافة إلى أن هناك نصف مليون إدارى ضمن عدد المعلمين وأن 85% من ميزانية التعليم تصرف مرتبات ومكافآت.

وأشار إلى انخفاض مستوى التعليم الفنى، موضحا أن مساهمة التعليم الخاص ضعيفة ولابد أن تساند الدولة التعليم الخاص، مشيرا إلى نسبة الملتحقين بالمدارس الخاصة هى 9.4%.

واكد وزير التعليم الأسبق، على أهمية إنشاء مجلس قومى للتعليم.

وتحدث الدكتور طارق الحصرى مستشار وزير التربية والتعليم الأسبق، قائلا: أنشأنا مدارس خاصة للنابغين لكن للأسف أصبحت مصروفاتها مرتفعة جدا، ولذلك فهناك أهمية لوجود رقابة على أداء المدارس من خلال المحافظة والمحليات.  

وقالت الدكتورة سامية أبوالنصر، مساعد رئيس تحرير الأهرام، إن الأمية كارثة تواجه مصر، والتسرب من التعليم في زيادة، مشيرة إلى انخفاض مستوى دخل المعلمين وأساتذة الجامعات وأن هذا أمر قد يسهم في تدهور  العملية التعليمية.

كما أشار  الدكتور النبوى سلامة، إلى ضرورة عودة تكليف خريجى كليات التربية، وهذا سيكون بداية لإصلاح التعليم شريطة رفع مستوى خريجى كليات التربية.

وعقب الدكتور أحمد جمال الدين، على المداخلات مؤكدا أن أرقام كثافات الفصول التى أعلنها هى ارقام فى المتوسط، وأنه عندما كان وزيرا طالب بضرورة تعيين المعلمين بشكل مستمر، كما أن مسألة تعيين 30 ألف معلم أمر هام.

وأشار إلى أنه أعد كادر المعلم لكن عند عرضه على مجلس الشعب وقتها تم إفراغه من مضمونه، موضحا أنه يتفق مع من يطالبوا بزيادة التسهيلات لإنشاء المدارس الخاصة.

كما أوضح جمال الدين أهمية استخدام الوسائل التكنولوجية، واتفق مع بعض المداخلات التى تطالب بدور أكبر لمجتمع الأعمال لتطوير التعليم.

 وقال الدكتور صديق عفيفى، في مداخلة بالندوة: أننا فى مدارسنا نعطى دورا هاما للآباء ونقول لهم أنتم اصحاب المدرسة ولذلك فإن مجلس الآباء صوتهم أعلى لأن صاحب المدرسة يؤمن أن الآباء يتحملون مسؤلية الرقابة والحوكمة ولابد من التعاون معا وأشار إلى أنه تعامل مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار وأنه لابد أن تعمل الهيئة بشكل أفضل.

وأضاف أنه من خلال مبادرته مصر بلا أمية 2030 قمنا بالعديد من القوافل التى جلبت عددا كبيرا ممن قمنا بمحو أميتهم، ومازلنا نقوم بذلك فى مناطق دار السلام ومدينة الأمل عزبة الهجانة سابقا، ومدينة السلام وبشتيل وغيرها.

وأضاف أنه يتم التعاون فى ذلك مع رؤساء لإحياء والإدارات التعليمية والهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار.

ترشيحاتنا