مكتبة الإسكندرية تكرم الدكتور مصطفى الفقي في احتفالية كبرى  

فاعليات تكريم مكتبة الإسكندرية للدكتور مصطفى الفقي
فاعليات تكريم مكتبة الإسكندرية للدكتور مصطفى الفقي

افتتح الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم، احتفالية كبرى لتكريم الأستاذ الدكتور مصطفى الفقي؛ المفكر والسياسي ومدير مكتبة الإسكندرية السابق.

حضر الاحتفالية اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، والدكتور إسماعيل عبد الغفار؛ رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والدكتور عبد العزيز قنصوه؛ رئيس جامعة الإسكندرية، والدكتور عصام شرف؛ رئيس وزراء مصر الأسبق، والدكتور علي الدين هلال؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومنير فخري عبدالنور، وزير الصناعة والتجارة الأسبق، وعدد كبير من المثقفين والمفكرين والكتاب. 

وقام الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بتقديم درع تكريم إلى الدكتور مصطفى الفقي. كما تسلم الدكتور مصطفى الفقي دروع تكريم من محافظة الإسكندرية، وجامعة الإسكندرية، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. 

وشهدت الاحتفالية عرض فيلم قصير عن الدكتور مصطفى الفقي من إنتاج مكتبة الإسكندرية، وتبادل بعض الكلمات من السادة المفكرين وأصدقاء الدكتور مصطفى الفقي. واختتمت الاحتفالية بافتتاح مكتبة الدكتور مصطفى الفقي والتي تضم عشرة آلاف كتاب قام بإهدائهم لمكتبة الإسكندرية. 

وقال الدكتور أحمد زايد في كلمته إن احتفالية اليوم تشهد حضور جمع فاضل من المثقفين والأكاديميين والدبلوماسيين لتكريم الدكتور مصطفى الفقي، ليس فقط لعمله كمدير لمكتبة الإسكندرية لمدة خمس سنوات، ولكن على مسيرة كبيرة حافلة بالعطاء والانجاز والتدفق الفكري والإخلاص في العمل وحب الوطن.

وأضاف: "عندما قدمت للمكتبة كان هناك تصميم من جانبي والعاملين بالمكتبة أن نقطة البداية في هذه المرحلة الجديدة تتطلب وقفة مع هذا الرجل واحتفاء وتكريم بالجهد الذي بذله في المكتبة ومصر بشكل عام".

وأكد زايد أن الفقي يتمتع بسيرة من العطاء والتدفق الفكري في مجالات عدة، فهو دبلوماسي بارع خدم في منظمات ومؤسسات دولية كبيرة، ثم عمل برئاسة الجمهورية في فترة هامة قدم فيها كل أشكال خدمة الوطن. ولفت إلى ان الفقي له إسهامات كبيرة في الجانب الأكاديمي حيث قدم عدة كتب وأبحاث وعمل كأستاذ في العديد من الجامعات ورئيسًا للجامعة البريطانية، كما أنه مفكر مرموق صاحب مدرسة فكرية ورؤية يربط فيها ببراعة بين التاريخ والاشخاص والجوانب الاجتماعية والسياسية.

ولفت زايد إلى أن الفقي يتمتع بحضور إعلامي قوي، وحضور في المجال العام والعمل المدني، حيث يقوم بخدمات مدنية بها قدر كبير من العطاء والتطوع. وأضاف: "الدكتور مصطفى الفقي شخصية متكاملة تتمتع بدرجة عالية من السمو في أداء الواجب والعطاء، استطاع وضع علامة بارزة وأن يحفر طريقًا من نور في أرض مصر". 
وقال الدكتور أحمد زايد في ختام كلمته: "حقق الفقي إنجازات كبيرة في فترة رئاسته للمكتبة، ونعده أننا سنستكمل هذه الجهود، ونقدم له تحية تقدير واحترام باسم كل العاملين بالمكتبة".

في كلمته، توجه الدكتور مصطفى الفقي بالشكر للدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والعاملين بالمكتبة، على هذا التكريم. وأكد أنه يعتز كثيرًا بالسنوات التي أمضاها كمدير لمكتبة الإسكندرية ويشعر بالرضا عما تم تحقيقه خلال تلك السنوات. 

وتحدث الدكتور مصطفى الفقي عن عدة محطات خلال فترة رئاسته لمكتبة الإسكندرية، منها مقابلة رئيس جمهورية اليونان الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية في ملف حوار حضارات البحر المتوسط. وتطرق الفقي إلى اللقاء مع رئيس البرتغال وطلب الحصول على الكشوف الجغرافية والخرائط الأصلية لرحلات البحارة البرتغاليين لحفظها بمكتبة الإسكندرية. كما تحدث الفقي عن زيارة الملك تشارلز الثالث لمكتبة الإسكندرية، وانبهاره الشديد بما تحويه من مقتنيات.

وقال الدكتور مصطفى الفقي إن المكتبة حققت عدة إنجازات في السنوات الأخيرة، فقد أصبحت جهة ترشيح لجوائز الدولة، وفازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب. 

وألقى الدكتور مصطفى الفقي محاضرة بعنوان (الدولة المصرية والرؤية العصرية)، تحدث فيها عن قضية خارجية وهي "سد النهضة"، وقضية داخلية وهي "المجتمع المصري".

وقال الفقي إن قضية سد النهضة تنطوي على عدد كبير من العقبات، منها أن معظم الدول العظمى صاحبة حق الفيتو بمجلس الأمن لن تأخذ موقفًا ضد إثيوبيا، كما أن مصر لم تحصل على الدعم العربي والإفريقي المطلوب في هذا الشأن، إلى جانب وجود أزمة ثقة تاريخية بين مصر وإثيوبيا. 

وأكد الفقي أن قضية سد النهضة ترتبط ارتباطًا شديدًا بمستقبل مصر، وأن هذه القضية تستدعي خلق شبكة مصالح مشتركة مع أديس أبابا ودول أخرى بهدف الخروج من هذه الأزمة.  

 من ناحية أخرى، تحدث الفقي عن علم الاجتماع ودوره في فهم سلوك البشر والعادات والتقاليد التي تحكم الجماعات البشرية. ودعا إلى زيادة الاهتمام بهذا العلم وحث الباحثين على فهم تركيبة الأسرة المصرية ودراسة العلاقة بين البشر وتاريخهم الاجتماعي بهدف إحداث بعض التغيرات الاجتماعية وتغيير بعض ملامح المجتمع وأوضاعه للأفضل. 
وشهدت الاحتفالية تبادل بعض الكلمات من السادة المفكرين وأصدقاء الدكتور مصطفى الفقي، بدأها الدكتور عصام شرف الذي لفت إلى أنه يتمتع بعلاقة قديمة مع الدكتور مصطفى الفقي؛ مؤكدًا أنه عالم موسوعي له تأثير كبير. كما تحدث عن أهمية علم الاجتماعي ودعا للعمل على مشروع تنويري ثقافي لدراسة خصائص المجتمع المصري.
من جانبه، قال الدكتور علي الدين هلال إن الدكتور مصطفى الفقي واجه العديد من التحديات في حياته، لكنه صنع نفسه بنفسه، وأهم ما يتمتع به هو الصمود وعدم الاعتراف بالهزيمة والقدرة على التجدد والتكيف. ووجه التحية للدكتور أحمد زايد ولهذا التقليد الذي يشجع على التكريم والتقدير.


وفي كلمته، قال الكاتب محمد سلماوي إن الدكتور مصطفى الفقي يتمتع بظاهرة نادرة وهي "الاستقلالية الفكرية"، فبالرغم من أنه شغل مناصب رسمية عدة على مدار عقود إلا أنه يتمتع دائمًا بالفكر الحر والموقف المستقل. كما تقدم بالشكر للدكتور أحمد زايد على هذا التكريم الذي يعد أيضًا ظاهرة جديدة على المجتمع وهي تكريم السابقين والاعتراف بجهودهم وإنجازاتهم.
 

ترشيحاتنا