وفد أوروبي يزور غزة ويطالب بتحقيق شفاف في مقتل مدنيين

علم فلسطين
علم فلسطين


   طالب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف اليوم الثلاثاء، بإجراء تحقيق شفاف ومحايد في مقتل مدنيين خلال جولة التوتر الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل في قطاع غزة.

وقال بورغسدورف الذي يزور غزة على رأس وفد رفيع من قناصل وممثلي بعثات أوروبية خلال مؤتمر صحفي في مجمع الشفاء الطبي إن من يتحملون المسئولية عن مقتل المدنيين خلال التصعيد الأخير في غزة يجب أن يتم تقديمهم للعدالة.

ودعا بورغسدورف الأطراف (دون تسميتها) التي تنشر معدات ووسائل عسكرية لتحقيق أهدافها، لمراعاة مبادئ إنسانية أساسية، أولها التمييز وعدم استهداف المنشآت المدنية والمدنيين.

وأكد المبعوث الأوروبي ضرورة التزام هذه الأطراف "بالمحاذير من خلال عدم استخدام قوة عسكرية غير مناسبة وقاتلة، بالإضافة إلى بذل أقصى اهتمام لتوفير الحماية للمدنيين خاصة النساء والأطفال".

وتجول الوفد داخل مجمع الشفاء الطبي الذي يعد الأكبر في القطاع والتقى المسئولين فيه للإطلاع على الأوضاع الصحية في ظل الحروب المتكررة والحصار الإسرائيلي المفروض منذ 15 عاما، بالإضافة إلى زيارة عدد من الجرحى المتواجدين لتلقي العلاج جراء موجة التوتر الأخيرة.

وأعرب بورغسدورف عن حزنه للمشاهد التي رآها والقصص التي سمعها من تجارب شخصية لمدنيين تأثروا خلال موجة التوتر الأخيرة التي توقفت بوساطة مصرية في ليلة السابع من أغسطس بعد 3 أيام من القتال وأدت لمقتل 49 فلسطينيا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وإصابة 47 إسرائيليا.

وتعد جولة التوتر الأشد منذ مايو 2021 إثر قتال عسكري عنيف بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل استمر 11 يوما وخلف أكثر من 255 قتيلا فلسطينيا و13 في إسرائيل وانتهى بوساطة مصرية.

من جهة أخرى، دعا المبعوث الأوروبي الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) إلى إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة فلسطينية تحكم غزة والضفة الغربية تستطيع تقديم الخدمات للجميع.

ووصل وفد دبلوماسي يضم نحو 20 سفيرا من دول الاتحاد الأوروبي صباح اليوم إلى غزة عبر حاجز بيت حانون / إيرز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية شمال القطاع في زيارة هي الأولى منذ وقف جولة التوتر الأخيرة تستمر لعدة ساعات للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيه.

وعلى هامش الزيارة وقع الاتحاد الأوروبي، اتفاقية، لتمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمبلغ 97 مليون يورو للعام الجاري وهو جزء من التزام مالي بقيمة 261 مليون يورو لثلاثة أعوام قادمة.

ووقع الاتفاقية عن الاتحاد ممثله بورغسدورف وعن الوكالة الأممية مدير شؤون أونروا في غزة توماس وايت داخل مدرسة الشاطئ الإعدادية التابعة للأونروا، ومن ثم قاما بزيارة إلى مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب غزة للإطلاع على الأوضاع فيه.

وقال بورغسدوف على هامش التوقيع "ما يزال الناس في غزة يعانون بشكل كبير من المصاعب الناجمة عن 15 عاما من الإغلاق والقيود الاقتصادية وقد تفاقم هذا بسبب الجولات المتكررة من الهجمات العنيفة حيث فقد العديد من الفلسطينيين الأبرياء حياتهم وعانوا من الإصابات".

وأضاف أن الدعم المقدم للفلسطينيين لن يحدث تغييرا طالما لم يتم التوصل إلى حل سياسي سلمي وسلام دائم يسمح بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة وديمقراطية تشكل غزة جزءا ل يتجزأ منها.

بدوره، أعرب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن شكره للتبرع الأوروبي الذي يأتي والوكالة تواجه تحديات مالية مهمة وعميقة لتنفيذ مهام ولايتها الممنوحة لها من قبل الجمعية العامة.

وقال لازاريني في بيان إن التمويل سيساعد أونروا على استدامة الخدمات الأساسية، التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئي فلسطين الذين يواجهون صعوبات هائلة في مختلف أرجاء المنطقة".

وتواجه أونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم ويتم تمويلها بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات بحسب مسؤولين فيها.

ومن المقرر أن يغادر الوفد الأوروبي القطاع إلى الضفة الغربية في وقت لاحق اليوم بعد زيارة ميدانية يقوم بها لعدد من العائلات التي فقدت منازلها جراء موجة التوتر الأخيرة، وكذلك مبنى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.