الكليم البدوى بإيدِ المرأة السيناوية من أصواف طبيعية

المرأة السيناوية تصنع الكليم البدوى
المرأة السيناوية تصنع الكليم البدوى

صالح العلاقمي  

يحتفظ مجتمع شمال سيناء، بعاداته وتقاليده ومهنه وحرف يدوية، والتي لا يزال البعض منها باقيًا، رغم تطور الصناعات والتكنولوجيا التي أثرت كثيرا على بعض المهن، منذ أن دخلت الميكنة الحديثة لتصنيع المفروشات والأزياء الحديثة بتكاليف أقل، إلي جانب أن صناعة السجاد والكليم اليدوي ، يستغرق وقت أكبر وخامات طبيعية وليست صناعية..

 

وتعد مهنة صناعة الكليم البدوي من الصوف الطبيعي المستخرج من وبر الإبل والأغنام، أحد أهم المهن التي قاربت على الانتهاء؛ حيث تميزت المرأة البدوية بصناعة الكليم البدوي من صوف الأغنام، فكانت تجذب الأنظار رغم بساطتها التي تبدو عليها.

 

وقالت موزة الشريف، مدربة إن صناعة الكليم البدوي حرفة لم تعد منتشرة  في سيناء،  كما  كان الحال قبل 25 عاما، حيث كان يتم صناعتها بشكل أوسع لوجود سيدات لديهن الخبرة ، وكان لديهن الطاقة لتدريب جيل جديد من الفتيات، إلا أن الإقبال عليها ضعيف بسبب إنتاج السجاد الحديث بمختلف أشكاله والذي يباع بأسعار أقل من الكليم البدوي .. كما أنه يحتاج إلى وقت أطول ومواد خام طبيعية، ولهذا فإن سعره مرتفع، ولذا فإن الفئات التي تشتري الكليم من المقيمين في الفلل والقصور ، من أجل اقتنائه لاستخدامه ديكورا في المنزل.


وتسعي  الجمعيات الأهلية بشمال سيناء ، إلي تطوير الصناعات البيئية والعمل علي تسويقه من خلال منافذ لتسويق المنتج تلبي لرغبات الأسواق الخارجية وأذواق المستهلكين في الدول العربية و الأجنبية.


وقال علي غيط مدير عام التضامن الاجتماعى بمحافظة شمال سيناء، إن الجمعيات الأهلية بشمال سيناء،  تتسابق في تنظيم برامج تدريبية  للسيدات والفتيات لتعليم الفتيات طريقة صناعة السجاد والكليم البدوي، تحت رعاية مديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة، بهدف إعداد كوادر من الفتيات والسيدات لتعلم صناعة الكليم البدوي والحفاظ على التراث، ونقل مهارات الأجيال السابقة إليهن للحفاظ على المنتج البيئي السيناوي وحماية الموروث الشعبي من الاندثار. 


وتتيح هذه المشروعات، فرص عمل للسيدات في المنازل بالقرى والتجمعات بما يتناسب مع الظروف والعادات والتقاليد في المنطقة وذلك في محاولة الاستفادة بأوقات فراغهن واستغلال مهارتهن في الإنتاج الحرفي البيئي والذي يلاقي إقبال شديد عليه في المشاركات التي تعرض فيها المحافظة منتجاتها في الأسواق المحلية والخارجية. 


ومن جانبها، قالت إحسان داود الغالي مقرر المجلس القومي للمرأة بشمال سيناء، إنه تم المشاركة في تنفيذ برنامج تدريبي لتأهيل المرأة لسوق العمل وذلك ضمن مبادرة (امرأة منتجة) التي يتبناها المجلس بالاشتراك مع الجمعيات الأهلية، وذلك بالتركيز على صناعة الكليم البدوي،  بهدف استثمار المقومات والثروات الطبيعية المتوفرة على أرض سيناء بأحداث التنوع في المشغولات اليدوية والصناعات الصغيرة بما يتيح الفرصة لتسويقها في الأسواق الداخلية والخارجية والاستفادة كذلك من الخبرات المتميزة في تأهيل الأجيال القادمة.

 

وقالت غادة محمد السيد، جمعية عيون الفيروز بابي صقل من أجل الحفاظ علي التراث، أنه  يتم تدريب الفتيات علي صناعة الكليم وتستعين بالسيدات المسنات في التدريب لاكتساب خبرة هذه الصناعة، حيث يوجد طلب متزايد عليها من الأجانب.


يُستخدم  الكليم البدوي، في تأثيث أرضيات الشاليهات والفنادق السياحية، حيث يتم اختيار المدربين من المجتمع المحلي ممن لديهم خبرات في صناعة الكليم والسجاد البدوي وبعد إعداد الكوادر الشابة ، يقع علي كل فتاة تدريب 4 أخريات من نفس القرية لنشر هذه الصناعة بعد زيادة الطلب الخارجي عليها. 


وأكدت على  أهمية أعادت صناعة الكليم البدوي بتوسع  الحرفة خاصة وأنها غير ضارة بالبيئة لأنها تعتمد علي أصواف طبيعية.


وقال الشيخ عرفات خضر سالمان رئيس جمعية تنمية المجتمع بالجورة مركز الشيخ زويد، إنه تم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية للسيدات في مناطق قرى مركز بئر العبد، تجمع أبوشلة بقرية النجاح، وتجمع أغزيوان، حيث استفاد منها مئات الأسر من الشيخ زويد ورفح وبئر العبد. ،وذلك علي صناعة الكليم الطبيعى لكونه له خصوصية وتميزا وارتباطه بتاريخ القبائل.

 

ونجحت الجمعية في تشغيل مئات من السيدات لإنتاج المشغولات البيئية، والعمل على تقدم وتطوير صناعة الكليم البدوي بطرق تبتعد عن الألوان الصناعية التي قد تضر بالإنسان والبيئة، وتشجع المرأة على تصدير منتجاتها من الكليم البدوي إلى العديد من الدول الأوروبية والاشتراك في المعارض الدولية.

 

اقرأ أيضا: الزراعة : علاج وفحص 1700 رأس ماشية مجانا لصغار المربين بجنوب سيناء


 

ترشيحاتنا