كيف أثرت الجائحة على فرص عمل الشباب؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منظمة العمل الدولية: الاقتصاد الأخضر والرقمى هو الحل ..للقضاء على البطالة

هاجر زين العابدين 
منذ بداية تفشى فيروس كورونا أصبح العالم يسرع فى اتخاذ التدابير الإحترازية لمواجهة تلك الفيروس الفتاك الذى أودى بحياة العديد من الأفراد، وأصبحت كل دولة تتجه للحظر التام داخل مدنها، تأثر الكثير من العاملين وكذلك التجار وأصحاب الشركات، لكن ما لا نلتفت إليه هو كيف انعكست الجائحة بالسلب على فرص توظيف الشباب..

 

قبل الجائحة كان العالم يواجه شبح البطالة ووضع خطط تنموية للتغلب على نسبة ارتفاع الشباب العاطلين، لكن الجائحة ساهمت فى تفاقم الأزمة وقلصت من فرص توظيف الشباب ليزيد من أعباء البطالة خاصة فى الدول النامية.

 

أشارت منظمة العمل الدولية  فى بيان خاص  بسوق العمل أن  جائحة كوفيد-19 قد أضرت بالشباب أكثر من أي فئة عمرية أخرى.


كما نشر تقرير صادر عن الوكالة الأممية، بعنوان: "اتجاهات التوظيف العالمية للشباب 2022 والاستثمار في تحويل مستقبل الشباب" يفيد أن الجائحة قد أدت لتفاقم تحديات سوق العمل العديدة التي تواجه الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، والذين عانوا من خسائر في التوظيف أعلى بكثير من البالغين، منذ وقت مبكر من عام 2020.

 

توقع التقرير  أن يصل إجمالي عدد الشباب العاطلين عن العمل في العالم إلى 73 مليونا في عام 2022، وهو تحسن طفيف عن عام 2021 (75 مليونا) ولكن لا يزال أعلى بنحو ستة ملايين فوق مستوى ما قبل الجائحة لعام 2019.


ارتفعت نسبة الشباب الذين ليسوا في دائرة العمل أو التعليم أو التدريب في عام 2020 إلى 23.3 %، بزيادة قدرها 1.5 %عن العام السابق، وهو مستوى لم يُشهد له مثيل منذ 15 سنة على الأقل.

 

الفتيات الأكثر تضرراً 
وذكر التقرير أن النساء أسوأ حالا من الشباب الذكور، حيث إن نسبة العمالة إلى عدد السكان بينهن أقل بكثير.


من المتوقع أن تصل نسبة الفتيات اللاتي يعملن في العام الحالي حوالي 27 %مقارنة بنسبة الشباب التى تصل لـ 40%. وهذا يعني أن احتمال توظيف الشبان يزيد بمقدار 1.5 مرة عن الشابات.

 

الدخل الأكثر تضرراً 
من المتوقع أن تستمر أزمة  التعافي في بطالة الشباب بين البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل من جهة والبلدان ذات الدخل المرتفع من جهة أخرى.


حيث أن البلدان مرتفعة الدخل هي الوحيدة التي يُتوقع أن تحقق معدلات بطالة بين الشباب قريبة من معدلات عام 2019، بحلول نهاية العام الحالي، بينما من المتوقع أن تظل معدلات البطالة في البلدان الأخرى، أعلى من معدلات ما قبل تفشى الجائحة.

 

في أوروبا وآسيا الوسطى من المتوقع أن يكون معدل بطالة الشباب أعلى بمقدار 1.5 %عن المتوسط العالمي  لعام 2022.


ومن المتوقع أن يصل معدل بطالة الشباب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى 14.9 %في العام الحالي.


أما في بلدان أمريكا اللاتينية، فلا يزال معدل بطالة الشباب مقلقا، حيث يُتوقع أن يصل إلى 20.5% في عام 2022.


 أوضح التقرير أن أفريقيا  وصل معدل بطالة الشباب البالغ فيها لـ%12.7 ، وهناك العديد من الشباب اختاروا الانسحاب من سوق العمل تماما.

في عام 2020، أكثر من واحد من كل خمسة شبان في أفريقيا لم يكن في دائرة العمل أو التعليم أو التدريب، وكان الاتجاه آخذ في التدهور.


أعلى معدل بطالة
أما الدول العربية فتسجل أعلى وأسرع معدل بطالة بين الشباب في جميع أنحاء العالم، حيث يُتوقع أن يصل إلى 25 %في عام 2022.


والوضع أسوأ بالنسبة للشابات في المنطقة، حيث بلغ معدل البطالة بينهن 42 %في عام 2022، وهو أعلى بنحو ثلاثة أضعاف من المتوسط العالمي لبطالة الشابات (15%).


 فرص 
وذكر تقرير منظمة العمل الدولية أن الشابات والشباب في وضع جيد للاستفادة من التوسع في الاقتصادات الخضراء والزرقاء (موارد المحيطات واستخدامها المستدام)، إذ يمكن توفير 8.4 مليون وظيفة إضافية للشباب بحلول عام 2030 من خلال تنفيذ تدابير السياسة الخضراء والزرقاء.


كما يمكن للاستثمارات الموجهة في التقنيات الرقمية أن تستوعب أعدادا كبيرة من الموظفين الشباب.


ويقدر التقرير أن تحقيق تغطية شاملة في شبكات النطاق العريض، بحلول عام 2030، يمكن أن يؤدي إلى زيادة صافية في التوظيف بمقدار 24 مليون وظيفة جديدة في جميع أنحاء العالم، سيشغل الشباب 6.4 مليون من هذه الوظائف.


وقالت مارثا نيوتن، نائبة المدير العام لشؤون السياسات بمنظمة العمل الدولية إن أزمة كـوفيد-19 كشفت عن عدد من أوجه القصور في طريقة تلبية احتياجات الشباب، لا سيما الفئات الأكثر ضعفا مثل الباحثين عن عمل لأول مرة ومن توقفوا عن الدراسة والخريجين الجدد ذوي الخبرة القليلة. 


يحتاج الشباب لأسواق عمل تعمل بكفاءة مع فرص عمل لائقة لأولئك الذين يشاركون بالفعل في سوق العمل، إلى جانب التعليم الجيد وفرص التدريب لمن لم يدخل دائرة العمل الجاد بعد.

 

اقرأ أيضا: 7,2 ٪ معدل البطالة خلال الربع الثاني لعام 2022


 

ترشيحاتنا