أخر الأخبار

أمراض الصـيف..أحدّ من السيف

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

إيمان طعيمه

على الرغم من أنه فصل ينتظره الكثير للتمتع بالإجازة الصيفية والسفر والتنزه فى مختلف الأماكن، فإن انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات فى هذا التوقيت من كل عام يعكر صفو البهجة والانطلاق.. وفى هذا الصدد، نتناول أهم الأمراض التى تنتشر فى فصل الصيف وكيفية علاجها والوقاية منها، حسب آراء المختصين فى العديد من المجالات الطبية..

 

استشارى باطنة: ضربة الشمس والإجهاد الحرارى قد يؤديان للوفاة

الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة العامة والمستشار الإقليمى للتوعية الصحية، يقول إن ارتفاع درجة حرارة الطقس والرطوبة من أكثر الأمور التى تؤثر سلبًا فى صحة الإنسان، كما أن التعرض لأشعة الشمس بشكل مستمر ومباشر، يتسبب فى حدوث ما يعرف بـ«ضربة الشمس» والإجهاد الحرارى، والتى يكون من أعراضها الشعور بالصداع والدوخة، وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم حسب استعداد طبيعة كل جسم، وكذلك الهبوط فى الدورة الدموية وتسارع معدل ضربات القلب وحدوث تشنجات وقد يصل الأمر أحيانا للوفاة.

 

لذا فى حالة الشعور بأى من الأعراض السابقة يجب التحرك سريعا والجلوس بأماكن ذات تهوية جيدة بعيدا عن أشعة الشمس والحرارة، وتعويض الجسم بكمية كافية من السوائل بما فيها الماء والعصائر التى تحتوى على أملاح وصوديوم وبوتاسيوم، وإذا حدثت حالة إغماء يجب على الموجودين حول الشخص المصاب التصرف سريعا وتبريد جسمه بالماء أو الثلج والبعد عن مصدر الحرارة حتى يفيق المريض.

 

وأشار صفوت إلى أنه من العادات الخاطئة التى يرتكبها الكثيرون فى فصل الصيف وتؤدى للإصابة بنزلات البرد الصيفية وأمراض الجهاز التنفسى والشعب الهوائية، التعرض لمكيف الهواء طوال الوقت والانتقال من مكان لآخر بدون أخذ الاحتياط اللازم للتكيف مع اختلاف درجات الحرارة والتى تحدث صدمة تحسسية للجسم وتقلل مناعة الجهاز التنفسى سواء العلوى أو السفلى خاصة الذين يعانون من الحساسية الصدرية، لذا يجب الحرص على ألا تقل درجة حرارة المكيّف عن 26 درجة مئوية، مع ترك منفذ للهواء الخارجى وعدم الخروج بشكل مفاجئ لدرجة حرارة الطقس الخارجي.

 

الأمر الثالث هو انتشار النزلات المعوية بكثرة فى فصل الصيف والتى تكون فى أحيان كثيرة بداية للإصابة بالتسمم الغذائي، وهذا يعود لعدة أسباب، منها ترك الطعام لفترات طويلة بدون حفظ فى الثلاجة مما يفسده سريعا، وكذلك انتشار الحشرات والتى تكون سببا رئيسيا لنقل الأمراض والبكتيريا والتلوث للأطعمة المكشوفة، وأيضا تناول الطعام خارج المنزل فى أماكن غير موثوقة أو غير مضمون نظافتها مما يجعلها سببا قويا فى إصابة الجهاز الهضمى والتى تتسبب فى حدوث القيء والإسهال وارتفاع فى درجة الحرارة، لذا يجب الحرص جيدا على تناول الأطعمة الصحية والمضمون سلامتها، مع الحرص على نظافة المكان والأدوات جيدا لتجنب تواجد الحشرات، مع غسل الأطعمة جيدا ونقعها بالماء والملح والخل قبل الطهي، بالإضافة لضرورة غسل الأيدى جيدا قبل تناول الطعام وبعده.

 

من جانبها، تشير الدكتورة منى العقاد، استشارى أمراض السمع والاتزان، رئيس وحدة السمعيات بمستشفى جامعة القاهرة، إلى أن التهاب الأذن من أكثر الأمراض شيوعا فى الصيف، نتيجة التواجد المتكرر بحمّامات السباحة والبحر والتى تجعل الأذن تتشبع بالمياه المالحة أو المختلطة بالكلور والتى تتسبب فى حدوث هذا الالتهاب، وأحيانا يحدث أيضا نتيجة السفر بالطائرة والتعرض للضغط الجوي، أو عقب الإصابة بنزلات البرد أو الاحتقان وحالات الحساسية.

 

وتظهر الأعراض فى شكل ألم بالأذن وصعوبة فى النوم مع وجود مشكلة بالسمع وقلته أحيانا لكنها سرعان ما تزول بمجرد الشفاء من الالتهاب، وأيضا الشعور بالصداع وعدم الاتزان، وأحيانا ارتفاع بدرجة الحرارة التى تصل إلى 38 درجة مئوية.

 

ولتجنب ذلك، تنصح العقاد بضرورة استخدام سدادات للأذن عند السفر بالطائرة مع تناول مضادات احتقان قبل موعد السفر بيومين، وكذلك استخدام السدادات التى تكون بحجم الأذن الكاملة عند السباحة لضمان عدم وصول الماء لداخل الأذن، كما حذرت من استخدام أى أداة أو الأعواد القطنية لتنظيف الأذن حتى لا يزداد الأمر سوءا ويصبح الالتهاب بالأذن الداخلية والخارجية.

 

الأطفال أكثر عرضة للالتهابات الجلدية.. والجديرى والنكاف الأكثر انتشارا

فى السياق، يؤكد الدكتور جمال عبدالباسط، أخصائى طب الأطفال، عضو الكلية الملكية لطب الأطفال بإنجلترا، أن الأطفال أكثر عرضة لمشاكل الصيف الصحية، وتعد الالتهابات الفطرية والطفح الجلدى من أكثر ما يصيبهم فى الصيف وكذلك ما يعرف بـ«الحمونيل»، الذى يحدث نتيجة كثرة التعرق والبقاء بملابس مبللة وأيضا بسبب الإصابة بالجفاف، لذلك يجب على الأمهات أن تحرص على تهوية أماكن تواجد الأطفال جيدا مع استحمامهم بشكل متكرر وارتدائهم الملابس القطنية وشرب كميات وفيرة من الماء والسوائل على مدار اليوم وخاصة الرضع الذين يتعرضون لالتهابات منطقة الحفاض كثيرا فى الصيف.

 

كما ينصح بضرورة توفير أماكن للعب الأطفال بعيدا عن أشعة الشمس والحرارة العالية لتجنب إصابتهم بضربات الشمس ومضاعفاتها المزعجة، لافتًا إلى أن مرض الجديرى المائى والنكاف من الأمراض التى تتواجد على مدار العام، لكن تنتشر أكثر فى فصل الصيف وتصيب الأطفال عن طريق الاختلاط ونقل الرذاذ.

 

وتظهر أعراض الجديرى المائى على الطفل فى صورة طفح جلدى مختلف الشكل يظهر على البطن والظهر والرقبة قبل الأطراف، ويميل للاحمرار فى البداية ثم يتطور ويصبح حبوبا ثم حبوبا ممتلئة بالسوائل مع الشعور بالحكة.

 

أما النكاف فيحدث بسبب التهاب بالغدة النكافية يصاحبه تضخم وألم على زاوية الفك من اليمين واليسار ويزداد الألم عند تناول الطعام وخاصة إذا كان يحتوى على العديد من البهارات، وقد يحدث فى بعض الأحيان ارتفاع فى درجة الحرارة. وبشكل عام فى حالتى الجديرى أو النكاف، يتمثل العلاج فى الراحة التامة وتناول السوائل ومتابعة تطور الأعراض أو المضاعفات مع الطبيب المختص.

 

ويـــرى الدكـــتـور أحمـــــد زهـــــــــــــدى، اسـتـشـــــــارى الأمراض الجلدية والليزر، أن الأمراض الجلدية تحتل نصـيب الأســد فى أمراض الصيف، وتبدأ هذه الأمراض بحروق الجلد وتصبغ البشرة، والذى يحدث نتيجة كثرة التعرض إلى أشعة الشمس لفترات طويلة، لذا يجب تجنب التعرض لها بداية من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا، مع استخدام واقٍ للشمس بدرجة حماية كافية لا تقل عن 50 درجة مع تكرار وضعه على الوجه كل ساعتين على الأكثر.

 

ويتابع: من الأمراض الجلدية الأخرى التى تصيب البعض فى الصيف، هى التينيا الملونة والتى تحدث بسبب الإصابة بفطريات نتيجة للتعرق الشديد، وتظهر على هيئة بقع صغيرة اللون فى أماكن متفرقة بالجسم.

 

ولتجنب الإصابة بها نصح زهدى بارتداء الملابس القطنية التى تساعد على امتصاص العرق، مع الاستحمام باستمرار للتخلص من أى فطريات عالقة بالجسم مع استخدام رذاذ طبى يوصفه الطبيب للعلاج الموضعي.

 

ويوضح أن الكلف من أكثر المشكلات التى تؤرق النساء فى الصيف، حيث تلاحظ ظهور تصبغات داكنة اللون تظهر بالمناطق التى تتعرض للشمس بشكل مباشر كالوجه واليدين، وكذلك مشكلة النمش الذى يظهر على هيئة بقع صغيرة مختلفة فى أشكالها وأحجامها ويزداد ظهورها لأصحاب البشرة الفاتحة والرقيقة. وللوقاية من ذلك يجب تجنب التعرض للشمس واستخدام الواقى المخصص للحماية من أشعتها مع استخدام الكريمات الطبية المخصصة للعلاج.

 

وأخيرا تأتى مشكلة حب الشباب لأصحاب البشرة الدهنية التى تعانى زيادة إفرازات الغدد الدهنية بالوجه، بالتالى تتسبب فى التصاق الأتربة والجراثيم بها وتكون النتيجة ظهور حب الشباب والبثور السوداء.. وينصح بتجنب ملامســة الحبوب أو الضغط عليها لتفـريغ مـــا بهــا حتى لا تـترك أثرا بالبشرة وتنقل العـدوى من مكان لآخر بالوجه، مع استشارة الطبيب لوصف كريمات موضعية لعلاج المشكلة.

 

اقرأ أيضا: التموين: 4 أيام ‏وينطلق «الأوكازيون الصيفي»‏ لتنشيط التجارة الداخلية


 

ترشيحاتنا