السوشيال ميديا وغياب الرقابة الأسرية وراء جرائم الأطفال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت: منى ربيع ــ  آمال فؤاد

منذ أيام قليلة مضت شغلت الرأي العام بأكمله حادثة مفجعة؛ وهي اغتصاب طفلة لم يتعدى عامها الخامس على يد طفل لم يتعد الثالثة أو الرابعة عشر من عمره داخل مدينة ملاهى بأسيوط.

 

الواقعة جعلتنا ندق ناقوس الخطر من جديد نحو جرائم الأطفال؛ فعلى مدار السنوات الماضية كان هناك اكثر من جريمة قتل وشروع وسرقة واغتصاب، المتهمون فيها أطفال وحسب قانون الطفل ان المتهمين يظلون اطفالا حتى الثامنة عشر عاما، تنوعت جرائم الاطفال من قتل وشروع في قتل، وسرقة، واغتصاب، وتحرش وغيرها من جرائم ارتكبها "صبية"، مما جعلنا نفتح الملف من جديد ونسأل عن اسباب تلك الجرائم وكيف يتحول الملائكة الى مجرمين يرتكبون جرائم قد لا يستطيع ارتكابها من هم في ضعف اعمارهم؟ وما الذى يجعلهم يلجأون الى العنف؟، وماهى العقوبات التى يواجهونها أمام القانون؟

 

طرحنا هذه الأسئلة على رجال القانون وعلماء النفس والاجتماع والذين اجابوا عليها في السطور التالية، لكن دون شك لم ننسى أن نحلل من خلال اساتذة الطب النفسي جريمة طفل أسيوط.. 

 

 لم تكن واقعة طفل أسيوط الأولى، فقد سبقها عشرات من الجرائم ارتكبها أطفال لم يتجاوز أعمارهم 12 أو 13، أو 14 عاما؛ فمنذ عدة أشهر أصدرت محكمة الطفل بإيداع مُتسابق "ذا فويس كيدز" السابق معاذ عيسى إحدى دور الرعاية الاجتماعية لتعديه على زميله، بمفتاح سيارة وإصابته بالجمجمة.

 

وقد أحالت النيابة العامة، المتهم لمحكمة جنايات الطفل، بعدما تسلمت تقرير الطب الشرعي في القضية رقم 1537 لسنة 2021 جنح الطفل، الشهيرة إعلاميًا بطفل "ذا فويس كيدز"، والمتهم فيها الطفل معاذ محمد، بالاعتداء بالضرب بمفتاح سيارة على صديقه الطفل "حسن شريف"، وإصابته في الجمجمة.

 

وكشف التقرير؛ أنه بتوقيع الكشف الطبي على المجني عليه تبين أن إصابته الأصلية كانت ذات طبيعة رضية حدثت من المصادمة بجسم صلب راض أيا كان نوعه وهي جائزة الحدوث مثل الرواية الواردة بمذكرة النيابة العامة "الضرب باستخدام مفاتيح معدنية مثبتة بميدالية استقر منها جسم معدني مفتاح السيارة"، بفروة الرأس وتم رفعه وإزالته.

 

طفل المرور

ومن طفل ذا فويس الى طفل المرور والذى كان حديث الساعة وقتها والتى قضت محكمة الطفل المنعقدة بالأميرية، بإيداعه إحدى دور الرعاية بعد اتهامه بإهانة أحد رجال الضبط والتنمر والإساءة إليه، والتعدي على مبادئ وقيم أسرية بالمجتمع المصري، ومعاقبة اثنين من أصدقائه بالحبس عام وغرامة 10 آلاف لكل منهم، لاتهامهم بإحراز جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي.

 

زوج الأم

في منطقة الزيتون تحول طفل لم يكمل عامه السادسة عشر لقاتل في غمضة عين، بعد قتله لزوج أمه أثناء محاولات الدفاع عنها، حين قام المجني عليه بضربها والاعتداء عليها بوحشية، لم يتحمل الصغير منظر أمه التي ظلت تصرخ وتستغيث بطفلها، فأسرع لتخليصها من بين يديه بضربة قاضية أسفرت عن عدة طعنات في جسده حتى لقى مصرعه في الحال.

 

لعب عيال

وفي مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وقعت جريمة قتل أخرى، المتهم فيها طفل لم يتجاوز عمره الـ  8 سنوات، قتل شقيقه الأصغر منه بعامين، عن طريق دفعه من الطابق الثاني ليتحول في دقائق معدودة لجثة هامدة غارقة في دمائها على الأرض، وتبين بعد إجراء التحريات؛ أن الطفل الأكبر المتهم بقتل أخيه انهال عليه بالضرب أثناء لعبهما أعلى سلم المنزل، وحدث بينهما خلاف كأي يوم يقرر الثنائي فيه اللعب معًا، ولكن في تلك المرة قرر الأخ الأكبر دفع أخيه من أعلى السلم في الطابق الثاني؛ ليسقط أمام مدخل المنزل جثة هامدة ويلفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.

 

الابن وابوه!

وفي المنوفية تجرد حسان ذوالـ 17 عاما من الإنسانية واستدرج الطفلة رودينا والتى لم تتعد عامها الـخامس داخل منزله وحاول اغتصابها، ولكنه لم يستطع و ذلك لصراخ الطفلة ليقوم حسان بذبحها بسكين بعد أن قام بضربها بأداة ثقيلة على رأسها، وليخفى جريمته قام بإخفاء جثتها فى «سحارة الكنبة» الخاصة به تمهيدا لإلقائها بأحد المصارف المائية كما اعترف حسان على نفسه، ولكن ما يزيد الأمر سوءا أن والد حسان والذى قضى عليه بالحكم عاما كان شريكا فى هذه الجريمة عندما حاول مساعدة نجله فى إخفاء جريمته. 

 

حرق!

وفي منطقة بولاق الدكرور، كانت القاتلة طفلة لم يتجاوز عمرها الـ 14 عاما، بعد أن عزمت على التخلص من احد اقاربها الذى تعيش معه بعد وفاة والديها عن طريق إشعال النيران في جسده فور تخديره ليلًا، ليتحول في دقائق معدودة لجثة متفحة مطموسة الملامح، انتقامًا منه بعد اتهامها له بالتعدي عليها جنسيًا.

 

اعترفت الصغيرة بجريمتها امام النيابة العامة وعقب الاستماع إلى أقوالها أمرت النيابة العامة بعرض الطفلة على الطب الشرعي للتأكد من صحة روايتها، وتبين أن قريبها كان يعمل سائقًا، ويبلغ من العمر 36 عامًا تقريبًا، وأجبرت هي وشقيقتها الصغرى على العيش معه، وبدأ يتعدى عليها جنسيًا وحين كانت تقاوم أو ترفض كان يعاقبها بالضرب.

 

أساتذة الطب النفسي يكشفون الأسباب

ماذا يقول أساتذة الطب النفسي، على من يلقون السبب في انحراف الصغار هل البيت أم المجتمع أم الاثنان معًا؟!

أكد الدكتور عماد وديع استشاري الطب النفسي؛ ان هناك عوامل كثيرة تؤثر على الطفل وسلوكه بعضها عوامل تربوية وأخري وراثية  محل بحث، حيث بدأ مجموعة من العلماء يبحثون عن بعض السمات الجينية المشتركة بين هؤلاء الأطفال  وأسرهم وتأثيرها عليهم من عدمه، ايضا هناك بعض الأطفال وهم في سن صغيرة مثل أطفال الشوارع وأطفال بعض الأسر الذين لا يراقبون ابناءهم يقعون فريسة لإدمان المخدرات والتى تهيء لهم ارتكاب السلوك الإجرامي، كذلك هناك عوامل بيئية أيضا تجعل من الطفل مجرما مثل وجوده او تنشئته في بيئة تساعده على ان يسلك طريق الإجرام، ليس ذلك فقط بل هناك  بعض الاسر تتقاعس عن دورها الحقيقى تجاه ابناءها ولا تهتم بتربيتهم او تعديل سلوكياتهم ويتركونهم فريسة للانترنت والسوشيال ميديا والموبايل. 

 

ويضيف الدكتور عماد وديع؛ هناك أيضا العوامل الاجتماعية بأن ينشأ الطفل داخل أسرة مفككة، فالاب غير متواجد بالشكل الطبيعي داخل المنزل، والأم مشغولة بأعمالها، او ان يعانى الطفل من التفكك الأسري حيث يعيش كل من الأبوين حياته الخاصة بعد الانفصال تاركين تربية ابنائهم لدى الأجداد او الأقارب او لتحكمات زوجة الأب او زوج الأم واحيانا يتركونهم فريسة للشارع والتفكك الاسرى، والنتيجة الطبيعية والمنطقية أن نجد هؤلاء الأطفال لا يحظون بالاهتمام الكامل من التربية، ومن هنا نجد البعض من هؤلاء الأطفال ينحرف سلوكهم بكل سهولة فـ يلجأون الى الهروب من المدرسة، اويدخنون السجائر والمخدرات ويمارسون العنف بأي شكل على من هم أضعف منهم مثل الحيوانات الأليفة..

 

فيما أكدت الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي وزميل الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي قائلة؛ نحن لدينا مشكلة في جيل بأكمله ليس له قدوة او مثل أعلى؛ فنجد الاطفال الان يشاهدون  افلام سينمائية وتليفزيونية مليئة بالشتائم البذيئة والألفاظ النابية والايحاءات الجنسية التى لايصح ان يشاهدها اطفال في مثل أعمارهم وبالطبع يتعلمون منها، فهذا الجيل أخذ من الانترنت والسينما المثل الأعلى وهي مليئة برسائل خاطئة ففيها اخذ الحق بالبلطجة والتحرش من الحب حتى الافلام الأجنبية التى يشاهدها مليئة بالعنف والمخدرات والجريمة، مايحدث هو جرس انذار لنا جميعا لمراقبة ابنائنا يجب ان يكون هناك رقابة عليهم علينا ان نعرف أصدقائهم ونوعية الأفلام التى يشاهدونها ويجب ان تعود الرقابة كما كانت سابقا.. 

 

وتستكمل د. هاله حماد كلامها قائلة: البيت وحده مسئول عن ٥٠٪ من نفسية الطفل ومعتقداته وسلوكه، والمجتمع يتحمل مسئولية الـ ٥٠٪ الباقيه، فالمجتمع كامل لم يعد فيه هناك احترام للكبير والتفكك الاسري ساد الموقف، فلم يعد هناك عم او خال او كبير العيله او العمده، كان زمان لما الطفل يزعل من والدته يشتكي لخالته ولو زعل من والده يشتكي لعمه، الان الطفل يذهب لاصدقائه وبيعتمد علي اصدقاء السوء في انتقاء معلوماته. 

 

جرائم الأطفال

أوضحت دراسة أصدرها المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية؛ إن الأطفال المحكوم عليهم أو المحبوسين احتياطيًا بلغ عددهم أكثر من 10 آلاف طفل، وزادت نسبتهم خلال ثلاث سنوات إلى 25% لتصل إلى ذروتها فى عام 2014.

 

وأشارت الدراسة إلى أن 23 % من نسبة الأطفال المسجونين محكوم عليهم بمدة تزيد على 10 سنوات، وزيادة نسبة المحكوم عليهم فى جرائم القتل العمد، إلى 20 % من المحبوسين، كما ارتفعت نسبة الأطفال المتهمين فى جرائم مخدرات وسرقة إلى 50% من الأطفال المحبوسين فى المؤسسات العقابية، فى حين وصلت نسبة الأحكام بالحبس من 3 سنوات إلى سبع سنوات إلى 22.8% من الأطفال، وتراوحت باقى الأحكام بين نسبة الأطفال المحكوم عليهم بالحبس لمدة أقل من 3 سنوات، وبين باقى الأطفال المحكوم عليهم بعقوبات مختلفة..

 

كما كشفت دراسة اجرتها سابقا أحداث شمال الجيزة عن أن هناك 15 ألف جريمة ارتكبها الأطفال دون الـ18 خلال عام 2016 منها 4730 قضية سرقة و333 قضية مخدرات و40 قضية هتك عرض و200 قضية مرور و40 قضية إصابة خطأ و8 قضايا نصب و217 قضية ضرب و4 قضايا قتل و37 قضية تم استخدام الاطفال فيها في مظاهرات و22 قضية سلاح نارى و75 قضية سلاح أبيض و11 قضية تموين و8 قضايا دعارة و11 تحريض على الفسق و6 فجور و5 خيانة أمانة.. 

 

د.إيمان عبدالله: طفل أسيوط يعاني من اضطربات
 وبصفة خاصة ماذا يخبرنا التحليل النفسي لطفل اسيوط الذى اعتدى جنسيًا على طفلة عمرها 4 سنوات؟! 

تقول الدكتورة ايمان عبد الله استشاري الطب النفسي والأسري: ان الطفل المتهم بالاغتصاب باسيوط اذا قمنا بتحليل شخصيته سنجده في الثالثة عشر من عمره، ويعمل في مدينة الملاهي وبالتالى الطفل العامل ولأنه ليس لديه وقت لممارسة حياته كطفل؛ لذا ينظر لنفسه نظرة متدنية ولديه حرمان من مكتسبات الطفولة والتى يراها في عيون الاطفال الذين يلعبون امامه، ينظر لنفسه نظرة متدنية عندما يرى سعادة الاطفال مع أسرهم.. 

 

معظم الاطفال الذين يعملون لديهم اضطرابات نفسية وذلك نتيجة الحرمان من المهارات الطفولية، وغالبا قد يكون ذلك الطفل قد تعرض للتحرش سابقا فهو لديه بعض الاضطرابات البيئية، فهو يعمل يوميا فليس لديه وقت فراغ او اصدقاء ومحروم من الجو الأسري الدافيء  فمن حوله لا يستطيعون اكتشاف مشاكله، وقد يكون ذلك الطفل قد تعرض لمشاهد ايحاءات جنسية على المحمول، وللاسف مؤخرا بدأت تنتشر افلام لعلاقات جنسية على مواقع الانترنت لاطفال مع بعضهم البعض وتظهر لهم بالصدفة ثم يقومون بعد ذلك بالبحث عنها، فهو اكتسب تلك الثقافة غالبا من على الانترنت واتخذ ثقافته من خارج أسرته عن طريق السوشيال ميديا ومواقع الانترنت وللاسف هناك محفزات موجودة في العاب الفيديو وهو ليس لديه الفهم او الوعي هو يقوم بالتقليد فقط، فهو في تلك الفترة من عمره يتعرض لتغييرات نفسية وجنسية.

 

وتضيف دكتورة ايمان عبد الله: ان هناك دراسة تؤكد ان الاطفال العاملين هم اكثرعرضة للتحرش الجنسي، وايضا يكتسبون السلوك العدواني نظرا للشعور بالحرمان الذين يتعرضون له، فلابد ان نعلم اولادنا الدفاع عن انفسهم عن التحرش ويجب ان يتقرب الاب والام من الابناء ولايرهبونهم، ولابد ان يكون الاباء والامهات رقباء على ابناءهم حتى لا يخافوا منهم، حتى اذا حدث لهم تحرش فيتم معالجة ذلك فورا قبل ان يتحول الى جاني هو الاخر.   

 

علماء الاجتماع: خلافات الآباء والأمهات تنعكس على أولادهم
وتقول الدكتورة انشاد عز الدين استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: كان للأسرة  قديما دورها الرقابي والارشادي؛ فالجيل الموجود حاليا اسرته تعمل اكثر من طاقتها وتراجع دورهم التربوي وهذا غير مطلوب، فلو نظرنا الي حالة هذا الطفل سنجد انه في مرحلة المراهقه التي يحدث فيها كل التغييرات الفسيولوجية يتراجع فيها دور الاب والام ويبدأ دور الاصدقاء والمجتمع الخارجي في الظهور.

 

واستطردت د. انشاد كلامها قائله: من الخطأ جدا ان نترك ابنائنا يصاحبون من هم اكبر او اصغر منهم سنا، فلابد من التوافق العمري والفكري، وان نساعدهم علي اختيار اصدقائهم دون ان يشعروا، من العائلات المقربين والاسر والاصدقاء صاحبة الثقه ولديهم ابناء في نفس المرحله العمريه، حتي يكبروا سويا ويصبحوا اصدقاء ويمكن ان يعوض هذا الامر دور العائله الكبيرة المفقود، لان من المؤكد ان صديقتي او والدة صديق ابني سوف تقوم بدور الرقابة اذا كانت الام مشغوله عن ابنها.

 

ونحن هنا نحلل ظاهرة اجتماعيه تناسب شريحة عمريه محدده وهي شريحة المراهقين، فلا نريد ان نقول ان شبابنا كلهم لديهم نفس المشكلات، ولكن لابد ان نناشد المجتمع بأسره والابناء والامهات ان يقوموا جميعا بالدور التربوي المطلوب منهم، ولابد ان اقدم بعض التنازلات حتي اهتم بتربية ابنائي الذي هم اهم من كنوز الدنيا.

 

الألعاب الالكترونية

فيما أكدت الدكتورة أمل الشمس أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس قائلة: ان الأسرة اليوم لا تقوم بالدور التربوي السليم تجاه ابناءها، بالإضافة الى رؤية الابناء لخلافات ابائهم وتعرض البعض منهم للعنف مما ينعكس على سلوك الأطفال، حيث يخيل اليهم انهم لن يحصلون على ما يريدونه، إلا بالقوة والعنف بسبب تنشئته في أسرة يتعامل فيها الاب أو والام أو الاثنين بعنف وشده هنا يتصور الطفل أن نموذج الشخصية الذى يحتذى به هو القوة والعنف والشدة ويتخذ منه أسلوب حياة، فالأسرة اما ان تكون نموذج سلبي لطفلها او تتجاهله ولا تعالج سلوكه الذى يكتسبه من الخارج، فيتحول الطفل الى مجرم وعدواني ومؤذي للغير، وقد يكون الطفل مصدر لأفعاله الإجرامية في المجتمع  في حالة غياب الاسرة عن المتابعة لأفعاله مع تعدد أشكالها  سواء كان ضربا أو اعتداءا.

 

فالطفل اليوم يكتسب السلوك العدواني من الألعاب التى يمارسها على  الهواتف المحمولة دون أي ادراك لنتائجها عليه؛ الالعاب الإلكترونية تزيف الوعي النفسي للطفل، مثل الألعاب القتالية  ما يمارسه الطفل على الهاتف من ألعاب قتالية تجعله نفسيا  يتعلم منها (من يقتل لا يموت) يعتقد أنها سلوكيات عادية يقوم بتطبيقها في الواقع كما صور له الواقع الافتراضي، وأنه يعود مره أخري في اللعبة وعلى نفس النهج يطبق الطفل في الواقع معتقدا أنه يستطيع أن يعود من الموت بكل سهولة، فالواقع الافتراضي يسرق مننا أولادنا وأفراد مجتمعا فأحذروا السارق اللعين العالم الافتراضي، فعلى الاسرة ان تقوم بتربية أبنائها ولا تتركهم للانترنت يربيهم. 

 

د.سلوى عبد الحميد: 8 عقوبات أقرها القانون للطفل إذا ارتكب جريمة
ما هي العقوبات التي اقرها القانون للطفل الذي يرتكب جريمة؟!

أكدت الدكتورة سلوى عبد الحميد المحامية بالنقض قائلة: ان قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996، والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 ينص على أن تمتنع المسئولية الجنائية على الطفل الذى لم يتجاوز اثنتا عشر سنة ميلادية وقت ارتكاب الجريمة (المادة 94) فإذا كان سنه قد تجاوز السابعة ولم يتجاوز اثنتا عشر سنة وارتكب جناية أو جنحة يحكم عليه بأحد التدابير الآتية: توبيخ القاضي له في المحكمة او التسليم للوالدين او الإيداع في أحد المستشفيات المتخصصة (إذا كان يعانى من أحد الأمراض التي تؤثر على سلوكه) اوالإيداع في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية (الإصلاحية سابقا).

 

أما الطفل الذي يتجاوز اثنتي عشر سنة ولم يتجاوز الخامسة عشرة سنة فإنه إذا ارتكب الجريمة يحكم عليه بأحد التدابير الآتية: التوبيخ او التسليم للوالدين او الإلحاق بالتدريب والتأهيل او الإلزام بواجبات معينة (مثل الحضور في بعض الأماكن الدينية للاستماع للدروس) اوالاختبار القضائي (يوضع الطفل في بيئته الطبيعية تحت التوجيه والإشراف من أحد الأشخاص المتخصصين في الرعاية الاجتماعية) او العمل للمنفعة العامة بما لا يضر بصحة الطفل أو نفسيته. واللائحة التنفيذية للقانون هي التي تحدد أنواع العمل او الإيداع في إحدى المستشفيات المتخصصة او الإيداع في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية.

 

فإذا ارتكب جريمة عقوبتها السجن يحكم عليه بالحبس لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ويجوز للمحكمة بدلا من أن يحكم عليه بالحبس يجوز لها أن تحكم عليه بتدبير الإيداع في إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية وإذا ارتكب هذا الطفل (من سن الخامسة عشرة والى الثامنة عشرة) جنحة معاقباً عليها بالحبس فقط جاز للمحكمة أن تحكم بدلا من عقوبة الحبس كتدبير الاختبار القضائي أو العمل للمنفعة العامة أو الإيداع فى إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية.

 

ولا يجوز الحبس الاحتياطي للطفل المتهم الذى لم يتجاوز الخامسة عشرة احتياطيا، إنما يجوز للنيابة أن تودعه إحدى دور الملاحظة مدة لا تزيد عن أسبوع.

 

اقرأ أيضا : سلوى بكر: «السوشيال ميديا سويقة» ولا أهتم بما يُكتب عنى

ترشيحاتنا