هل يخطف جدري القرود الاهتمام العالمي من كورونا؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ناجي أبو مغنم

إعلان منظمة الصحة العالمية، مرض جدري القرود حالة طوارئ عالمية، دق الناقوس الخطر، بشأن الفيروس الذي بدأ الانتشار في دول عديدة حول العالم، غير البؤرة التي نشأ فيها داخل أفريقيا..


وساور القلق الكثيرين، خوفا من انتشار فيروس جديد يتبعه وباء عالمي يهدد البشرية كما هو الحال مع فيروس كورونا، الذي ظهر بالصين وانتقل خلال شهور إلى دور عدة ومات بسببه الملايين وأصيب مئات الملايين حول العالم.


ويتخوف سكان العالم من وجود مرض جديد ينتج عنه التداعيات الخطيرة أزمة كورونا، والتي لا زال العالم يعيش بعض منها، ولم تتمكن العديد من الدول العبور من هذه الأزمة والقضاء على آثارها التي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.


وفي السطور التالية، وضعنا هذه التخوفات على مائدة خبراء الفيروسات لمعرفة حجم الخطر الذي يمثله الفيروس «الجديد القديم»، وإمكانية تطوره وتحوره إلى سلالات متعددة، ويصبح وباء عالمي على غرار كورونا.


في البداية، قلل الدكتور عبد الحميد شلبي، أستاذ الفيروسات والمناعة وعضو اللجنة العليا للفيروسات، من وجود تنافس بين كورونا وجدري القرود في الانتشار العالمي والخطورة.


وأوضح في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، أن فيروس كورونا ينتقل من خلال الجهاز التنفسي، وهو ما يعني أن المصاب الواحد قادر على نقل العدوى للعشرات حال تواجدهم معه في مكان مغلق.


ولفت إلى  أن جدري القرود ينتقل من خلال التلامس المباشر، وحال كون المصاب منعزل عن الآخرين فإن احتمالية نقل العدوى لغيره مستحيلة، مشيرًا إلى أن تطور المرض يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي.


واستبعد الدكتور عبد الحميد شلبي، أستاذ الفيروسات والمناعة وعضو اللجنة العليا للفيروسات، أن يصل مرض جدري القرود إلى وباء عالمي على غرار فيروس كورونا.


وأكد أن الحكم على خطورة الفيروس عالميا وتحوله إلى وباء من مهام منظمة الصحة العالمية، وهي المعنية بهذا الأمر لأنه تراقب الفيروس حول العالم وليس في عدد محدود من الدول.


وأشار الدكتور عبد الحميد شلبي، أستاذ الفيروسات والمناعة وعضو اللجنة العليا للفيروسات، إلى أن فيروس جدري القرود لا يتحور مثل فيروس كورونا، ولكنه سلالة واحدة وهي التي أعلنت بعض الدول عن اكتشاف إصابات بين الأشخاص على أراضيها.


واختتم حديثه، مشيرًا إلى أن الأجواء الحالية مهيأة لظهور فيروسات جديدة، لأنها تنشأ متى انعدمت النظافة، وقل التياعد الاجتماعي وزاد التكدس السكاني، وانتشر الغذاء الملوث وابتعد الجميع عن إتباع نظام غذائي صحي، إلى جانب الافتقار إلى الثقافة الصحية والتغير المناخي.


ومن ناحية أخرى، قال الدكتور محمد ذكي خبير فيروسات، إنه لا توجد منافسة بين كورونا وجدري القرود، فالثاني أقل في معدل الانتشار رغم أنه أصبح وباء عالمي لأنه انتشر في أكثر من 70 دولة حول العالم.


وأشار إلى أن مضاعفات جدري القرود أقل حدة من كورونا، وتصيب العين والرئة، لافتا إلى أن معدل الوفيات بجدري القرود أقل وإن كان لم يتم الحديث عن وفيات بجدري القرود في دول خارج القارة السمراء.


وأكد أن هناك سلالتين من جدري القرود الأولى في حوض الكونغو ونسب الوفيات بها بين المصابين تصل إلى 10 %، بينما تصل نسبة الوفيات في سلالة نيجيريا إلى 1 % فقط.


وأضاف أن هناك الكثير من المعلومات التي لا زالت غائبة عن جدري القرود، مثل إصابة شخص بالفيروس دون ظهور طفح جلدي، موضحا أنه إذا انتشر الفيروس بهذا الشكل فإن خطورته تزداد.

 

اقرأ أيضا: رسم الوشم والتاتو.. «الإبرة» وسيلة لإنتشار عدوى الفيروسات والإلتهابات المزمنة


 

ترشيحاتنا