طارق الخولى: الجماعة هددتني بالإغتيال والتصفية الجسدية لو رأونى فى أى مظاهرة

النائب طارق الخولى
النائب طارق الخولى

أيام عظيمة ولحظات مؤثرة وتاريخ لا يمكن أن يمحى أو ينسى، هكذا عبر النائب طارق الخولى، والذى كان ضمن الحركات الثورية والإحتجاجية ضد جماعة الإخوان وقتها، عن ذكرياته لثورة 30 يونيو وحتى الوصول إلى 3 يوليو، حيث كشف لنا تفاصيل وكواليس خلف التحضيرات للحدث العظيم، وتحدث عن محاولات اغتياله والتهديد بقتله، وكذلك يروى مُعايشته للأحداث آنذاك خلال حواره، وإلى نص الحوار:


■ لا شك أن مشهد ليلة ٣٠ يونيو والتحضيرات التى سبقتها محفورة بداخل رأسك فهى بالطبع ليالٍ لا تنسى، ما الذى يتبادر الى ذهنك حينما تأتى وتتجدد ذكرى هذه اللحظات؟
بالتأكيد ثورة ٣٠ من يونيو وكواليسها ستظل محفورة فى وجدانى وذهنى وكأنها كانت بالأمس، فمع كل ذكرى للثورة أتذكر لحظات كانت تحمل الكثير من الإرادة والعزم والكثير من المشاعر، والتى كانت تُنبئ بأننا فى لحظات فاصلة من تاريخ مصر ستُغيِّر من مجراه، ويتبادر لذهنى مشاهد عديدة وأحداث كنت شاهدًا عليها ومشاركًا فيها رافقت هذه الفترة.

 

■ نريدك أن تتذكر هذه المشاهد باعتبارك من المشاركين الفاعلين فى صناعة الحدث؟
بالطبع كنت باعتبارى واحدًا من المشاركين فى عمليات المواجهة أمام أنصار جماعة الإخوان وكنت حاضرًا كواليس ٣٠ من يونيو، فأتذكر مشاركتى فى التظاهرات التى كانت متجهة إلى مكتب الإرشاد والتظاهرات أمام قصر الاتحادية، ولا أنسى حصار الجماعة وأنصار حازم صلاح أبو إسماعيل لمدينة الإنتاج الإعلامى، فهو مشهد بغيض فى سعى الإخوان لتكميم أفواه الإعلاميين والضيوف من المُحللين وأصحاب الرأى، والحقيقة تعرضت للمنع وتحطيم السيارة التى كنت أستقلها حينما كنت فى طريقى للمشاركة فى أحد البرامج خلال ليلة من ليالى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، ولم أتمكن من الدخول وقتها وكدت أتعرض لإعتداء بدنى لولا مراوغة السائق وهروبه، وعكس هذا المشهد الصادم ما وصلنا إليه فى ظل حكم الجماعة من بلطجة.

 

وأتذكر مشهد حصار المحكمة الدستورية العليا وهو مشهد مُروِع لترهيب القضاة ومحاولات النيل من أعلى هيئة قضائية فى الدولة ومحاولات إرهاب القضاة والعدالة، ولكن انتهت محاولاتهم بالفشل ليظل القضاء المصرى شامخًا.


ومن بين المشاهد أيضًا التى عكست فاشية الجماعة وفجرهم السياسى مشهد الإعتداء على المتظاهرين السلميين أمام قصرالاتحادية وضربهم وسحلهم والتحقيق معهم، فى مشهد كان ينذر ببزوغ ميليشيات الجماعة ومحاولتهم خلق دولة موازية.

 

■ حدثنا عن التحضيرات وكواليس الإعداد للمشاركة فى ٣٠ يونيو؟
فى هذا التوقيت كنت ضمن المسئولين داخل الحركات الاحتجاجية لمواجهة الجماعة ميدانيًا، وقبل هذه الليلة بنحو ٤٨ ساعة قدنا مظاهرة إلى مدينة نصر وبالتحديد أمام مسجد رابعة العدوية حيث احتشد فيه أنصار الجماعة ورفعنا أعلام مصر ورغم أن العدد كان قليلًا، هتفنا بسقوط حكم المرشد ولم يشتبك أنصار الجماعة مع التظاهرة إلا أنهم كانوا فى حالة من التحفز والاستعداد للهجوم علينا فى أى وقت.

 

من ناحية أخرى خضت مواجهات إعلامية عبر وسائل الإعلام وواجهت قيادات الجماعة بضرورة الرحيل وقتها بينما كانوا يتمسكون هم ببقائهم وكانوا يعتبرون محاولات الجماهير ستفشل فى الإطاحة بهم.

 

■ هل كان هناك تواصل مع حركة تمرد؟
حركة تمرد خرجت من رحم الإحتجاجات الوطنية وشاركنا جميعا تحرك تمرد فى جمع توقيعات الاستمارات.

 

■ كيف كان التحرك فى ليلة ال٣٠ يونيو؟
الحقيقة أن الـ٣٠ من يونيو واحدة من أعظم أيام تاريخ المصريين، فمشهد زحف أمواج المصريين نحو ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية للحفاظ على هوية ومصرية هذا البلد ولاستعادته ممن خطفوه كان مهيبًا وأبكانى كما أبكى ملايين المصريين وملأنى بالفخر والعزة، ففى هذه اللحظات الصعبة والترقب لإزاحة الإخوان ولهذه الصورة التى تنطق بهدير الجماهير الذين خرجوا فى مشهد جلل لا يتكرر فى حياة الشعوب إلا كل مئات السنين كل هذا يستحق تحية إجلال وتعظيم للشعب الذى خاض هذه الثورة بجسارة وشجاعة فى مواجهة حمق الإخوان وحقدهم.

 

■ أثناء مجريات أيام ٣٠ يونيو وخلال مشاركتك، هل ساور المتظاهرين الشك بأن الخلاص قادم؟
كان لديَّ كما لدى ملايين المصريين الذين خرجوا يقين وإيمان شديد فى نجاح الثورة واستجابة الفريق أول عبد الفتاح السيسى آنذاك والقوات المسلحة وانحيازهم لإرادة الجماهير.

 

■ كيف كان يوم ٣ يوليو وما رد الفعل حينها على البيان التاريخى؟
مشهد ٣ من يوليو أتذكر أننى كنت موجودًا فى محيط قصر الاتحادية وكنت أنتظر سماع مضمون البيان بالكامل وكنا نترقب جميعًا وننتظر حتى ساعات الليل ما سيصدر عن اجتماع الفريق أول عبد الفتاح السيسى والقوى السياسية وممثلى المجتمع، وحينما نطق الفريق أول عبد الفتاح السيسى آنذاك قرار تعليق العمل بالدستور انفجر هتاف وبكاء الجماهير للقرار المنتظر لدرجة أننى لم أستمع لباقى القرارات التى صدرت بالبيان التاريخى لكنى استمعت إليها فيما بعد، فكانت لحظة إجلال وعظمة يندر أن تراها الأجيال إلا كل مئات السنين فهى لحظة وقف فيها التاريخ انتباهًا لمصر ووجه التحية للمصريين الذين استطاعوا أن يغيروا مجراه وإنقاذ المنطقة، فمصر لم تنتصر لنفسها فحسب بل انتصرت للإنسانية عبر قدرتها على إزاحة سرطان جماعة الإخوان.

 

■ ما المخاطر التى مرت بك منذ التجهيز لـ٣٠ يونيو وما بعدها، وهل تعرضت لتهديدات من أى نوع؟
بالفعل تعرضت لتهديدات عديدة، فالقيادى الإخوانى أسامة يس الذى كان مسئولًا عن التواصل مع الحركات الإحتجاجية لمحاولة استمالتها لتلعب دورًا لصالح جماعة الإخوان، وعندما استخدم العنصر الأول لمحاولات الاستقطاب المباشر ولم تفلح فهددنى بقتلى لو رأونى فى أى مظاهرة، وقال لى: «ديّتك رصاصة» وتلقيت أكثر من تهديد من الجماعة بالإغتيال والتصفية الجسدية، وكان مخطط الجماعة التوسع فى عمليات اغتيال النشطاء إذا لم يكتب الله للثورة لا قدر الله أن تنجح.

 

■ لولا ٣٠ يونيو، لخص لنا كيف كانت ستتغير الأحداث للأسوأ؟
لولا ثورة الـ٣٠ من يونيو لكانت مصر بعظمتها وتاريخها ووسطيتها قد دخلت فى نفق مظلم تحولت معه إلى دولة نموذج للتطرف والطائفية ومرتع للمليشيات المسلحة، والسيناريو كان سيكون سودويًا فوق التصور، ونحمد الله على نجاح الثورة.

ترشيحاتنا