الغش الإلكتروني صداع في رأس وزارة التربية والتعليم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«شاومينج» كانت هذه هي بداية عمليات الغش الإلكتروني، ومنذ أن بدأت في تسريب امتحانات الثانوية العامة منذ سنوات، وتوالت بعدها أساليب ومواقع وصفحات الغش الالكتروني، ولا يكاد يخلو امتحان مرحلة تعليمية من تسريبات وغش، الأمر الذي يثير قلق ومخاوف وتظلم أولياء الأمور والطلاب.

وقبل انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة ومع ما نشهده من تسريبات للامتحانات في مختلف المراحل التعليمية تدق بوابة أخبار اليوم «ناقوس الخطر» للتصدي لهذه الظاهرة، وضرورة السيطرة عليها حتى لا يضيع مجهود الطالب المجتهد ويتلاشى مبدأ تكافوء الفرص بين الطلاب.


ومن جانبه أشار دكتور مجدي حمزة الخبير التربوي إلى خطورة هذه الأمور على العملية التعليمية برمتها، وإصلاح المنظومة التعليمية يتطلب القضاء تماما على الغش الالكتروني، لافتا إلى أن من يفعل هذا هدفه هو تحدي وزارة التربية والتعليم ووضعها فى موقف حرج، وإظهار عدم قدرتها على السيطرة على منطومة التعليم والامتحانات الالكترونية، خاصة فيما تقوم به من مجهودات لمواجهة الغش.


موضحا أن الغش الالكتروني ظهر مع دخول التكنولوجيا في يد الطلاب، وانتشر بشكل كبير مع بداية التعليم الالكتروني ومنظومة التابلت واستخدام التكنولوجيا في التعليم، ويتزايد كل عام.


وتابع دكتور مجدي أنه يزيد لأن الطالب يستطيع الدخول في كل الثغرات الموجودة في التكنولوجيا وتحديدا التابلت،قائلا "الطلبة يتعاملون مع التكنولوجيا بصورة أفضل من المعلمين، وبالتالي هم قادرين على عمل كل ما يريدونه".


وأكد أن الوزارة تبذل مجهود كبير في مواجهة الغش الالكتروني ومحاولات منعه، إلا أنه إلى الآن لم يتم التمكن من السيطرة على الأمر، وأصبحت الصفحات المتخصصة في الغش منتشرة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي التليجرام والفيس وتويتر وغيرها، وهناك صفحات تقوم بتسريب الامتحان بعد خمس دقائق من بدايته.


 ولفت الخبير التربوي إلى أن الأمر لم يحدد المسئول عنه حتى الآن، وهل هو من داخل الوزارة أم من خارجها، خاصة وأن هناك امتحانات يتم تسريبها قبل بدء الامتحان، منوها ان السيطرة على ذلك يتطلب مزيد من القرارت الحاسمة والعقوبات الصارمة والرادعة لكل من كان له دور في عمليات الغش.


وتابع قائلا "مثلا لو تم ضبط طالب يقوم بتشيير الإمتحان لابد أن يتم فصله مدة عامين أو ثلاثة، فلابد من تغليظ العقوبات وتطبيقها بشكل واضح للرأى العام لتكون رادعة للجميع، ولا مانع أن تكون الامتحانات ورقي لضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب وعدم ظلم أحدهم". 


وأضاف حمزة أن هذا يسرب الإحباط للطالب المتميز، مؤكدا ان أكبر كارثة تقابلنا في الثانوية العامة هي الغش الالكتروني، فهي مرحلة مصيرية لابد بها من تكافوء الفرص، ولابد من السيطرة عليها قبل الإمتحان.


وكان موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» هو الوسيلة الأساسية للغش الالكتروني وتداول أسئلة الامتحانات عقب بدء اللجان وأحيانا قبلها، ثم بدأت جروبات الغش تتخذ من تطبيق «الواتساب» ملجأ بيزنس النصب على الطلاب بعدما ألقي القبض على العديد من أدمن صفحات الغش عبر تحت مسمى «شاومينج» الشهيرة في الغش الإلكتروني من قبل قوات الداخلية، والتي بدأت نشاطها في الغش منذ عام 2014.


وتعد أبرز صفحات الغش الإلكتروني على تطبيق تليجرام، «كنترول 3 ث»، «كنترول vip»، «توقعات 3 ثانوي دفعة التابلت 2021»، «بهدوء» والتي خصصت في تسريب امتحانات لدفعة 2021، وتم تسريب عدد من امتحانات المراحل التعليمية المختلفة بعدد من المحافظات فى الامتحانات النهائية للعام 2021_ 2022.


وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر القانون رقم 205 لسنة 2020 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالإمتحانات، وهذا فى إطار سياسة الدولة التي تهدف لمكافحة الغش فى الامتحانات، بتغليظ العقوبات على من يطبع أو يروج أسئلة الإمتحانات بأى وسيلة أو فى أى نظم تقييم سواء فى مدارس مصرية أو أجنبية أو امتحانات المعادلة وتشمل العقوبات الحبس والغرامة والحرمان من الامتحانات، وعاقب ايضا من يحوز أجهزة محمول أو أى نوع من أجهزة الإتصال.


وحذرت الوزارة من الغش فى الامتحانات، ويتم تحرير محضر للطالب الغشاش ويحال إلى الشئون القانونية، وتطبيق العقوبات عليه التى نص عليها القانون، وكانت الوزارة قد أوضحت أن عقوبة حيازة التليفون المحمول دون استخدامه الحرمان من المادة التى يؤدى فيها الامتحان.


أما عن عقوبة تصوير الأسئلة ونشرها، فقد شددت الوزارة على أن نص القانون صريح فى هذه الجزئية، " يحكم بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على سبع سنوات، وغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتى ألف جنيه لكل من طبع أو نشر أو أذاع أو روج بأى وسيلة أسئلة الامتحانات وأجوبتها في جميع المراحل". 

 

اقرأ أيضا: حوار| نائب محافظ القاهرة: قريباً ستنتهي تطوير القاهرة التاريخية

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا