شواهد يكتبها محمود الخولي

قارئ القصر الملكي

محمود الخولي
محمود الخولي

هو نبوءة سيد القراء الشيخ محمد رفعت، صاحب مدرسة جديدة في الاسلوب والآداء لم يسبقه اليها غيره، لم يقلد أو يتأثر بغيره، وهبته الفطرة حلاوة الصوت دون ان يجلس  في مقاعد المعاهد الموسيقية كسابقيه.
جمعت الأقدار القارئ مصطفي اسماعيل بالشيخ رفعت في مأتم صديقه القصبي بك عام 1922، حين جلس ضيفا علي أريكة التلاوة، ليبدأ بفاصل من الابتهالات، تجاوب معها الحاضرون، بالتهليل والتكبيراستحسانا.
قال لي نجله المهندس وحيد اسماعيل في عام1990، ان تلاوة القرآن في العزاء نفسه بصوت الشاب مصطفي اسماعيل، جعلت الشيخ رفعت يدعوه للاستمرار في التلاوة حتي زاد علي الساعة ونصف الساعة، دون ان ينململ المعزون، علي حد تعبيره، وما ان ختم تلاوته، حتي همس رفعت في  اذنه " اسمع يابني  ستكون اعظم من قرأ القرآن شريطة تثبيت حفظك بإعادة القراءة علي احد مشايخ المسجد الأحمدي بمدينة طنطا فرحب.

لعبت الصدفة، والصدفة وحدها دورا كبيرا في  ذيوع صيت الشيخ مصطفي اسماعيل، إذ حين نزح الي القاهرة لشراء بعض الأقمشة وحياكتها،لدي احد الخياطين المشهورين وقتها،كانت الأقدار قد رتبت له لقاء بالشيخ محمد الصيفي رئيس رابطة تضامن القراء، فأخبره برغبته في الانضمام للرابطة، فرحب الصيفي قبل ان  يطلب منه تلاوة بعض آيات القرن، فقرأ عليه من سورة الفجر، فاستعذب صوته ودعاه للحضور الي مقر الرابطة للتعرف علي كبار القراء.
في ذلك اليوم من عام 1943، كان موعد الاحتفال الشهري بالاذاعة المصرية، من مسجد الامام الحسين، فلما تخلف الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي عن الحضور، طلب الصيفي من اسماعيل ان يحل محله علي دكة التلاوة، فابهرآداؤه الحضور،  وكان اول رد فعل، أن اصدرالملك فاروق مرسوما ملكيا بتكليفه قارئا  للقصر الملكي برأس التين والمنتزة بالاسكندرية.
شيخنا مصطفي اسماعيل من مواليد قرية غزال مركز السنطة- محافظة الغربية، في 17من مايو 1905،  ألحقه ابوه بكتاب القرية مع بلوغه الخامسة من العمر، واتم حفظه قبل العاشرة.
في عام 1947 عينته وزارة الأوقاف قارئا للسورة بالجامع الأزهر، قبل ان تعتمده الاذاعة المصرية عام1948. 
صال الشيخ مصصطفي اسماعيل وجال بصوته في ربوع العالم العربي حتي لقي ربه يوم 26 من ديسمبر 1978.
رحم الله الشيخ مصطفي اسماعيل في ذكراه.
[email protected]
 

                                                                                                                 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا