«بطولات من رحم الإعاقة»..صبري بطل الجمهورية وأول مصري لديه إعاقة بصرية يمارس الكاراتيه

صبري بطل الجمهورية
صبري بطل الجمهورية

صبري بطل الجمهورية«أنا أفتخر بأني أول لاعب كاراتيه مكفوفين منذ 20 عاما يمارس لاعبة الكاراتيه من فاقدين البصر على مستوى العالم» هكذا بدأ صبري عطية الدجوى حديثة لـ«بوابة أخبار اليوم» مستكملاً: الحلم تحقق منذ 2014 حيث شاركت أول لاعب أفريقي في بطولة العالم بألمانيا فاقد البصر وحصلت على المركز الخامس على مستوى العالم والأول افريقيا، ومازالت أحلم بتحقيق أول لاعب على مستوى العالم في البطولة القادمة بدبي.

منذ نعومة أظافري وانا ابحث عن كيفية تحطيم دائرة الظلام التي تحيط بي، نعم أصابني بعض اليأس والإحباط في البداية، لكن استطعت أن أتغلب عليها وانهض مجددا وأحطم قيودي وانتصر لذاتي، وتابع صبري لقد لعب الكثير من الألعاب مثل السباحة، وكمال الأجسام، والجودو، كمان لعبت كرة قدم مع المبصرين مش مع المكفوفين، ولعبت ألعاب قوى، وعلى المستوي العلمي حصلت على ليسانس اللغة العربية من جامعة الأزهر، حتى أن الكثير بدء يشكك في إعاقتي، وأدعو أني أري ونظري سليم أو يمكن أن يكون ضعيف، ولكن اتضح لهم الأمر فيما بعد.

«الأعمى أعمي القلب والبصيرة وليس البصر» كان هذا رد صبري علي كيفية تغلبه على إعاقته، متابعا بدأت أمارس رياضة الكاراتيه عام 2007 وكنت أول مصري لديه إعاقة بصرية يمارس هذه الرياضة على مدى عقود، مضيفًا: «لا أرى أنني مختلف عن أي شخص آخر ولا أشعر بأني معاق».
وعن طبيعة إعاقته قالي صبري: أعاني من ضعف البصر منذ الولادة، وبحث أهلي كثيرا عن علاج لي وللأسف في ذلك الوقت كان المجال الطبي ضعيف خاصة في القري والارياف، وفي سن الرابعة من عمري أجريت عملية، فأخطأ الطبيب، وشاءت الأقدار أن أصبح كفيفا.

سكت صبري لبره من الوقت واستكمل في هذا العام توفي أبي وأصبح يتيماً ومعاقا ليكون عام 1984 عام الحزن بالنسبة لي عشت فيه أصعب اللحظات، ولكني تشبثت بإيماني بالقدر، وايقنت انه لا محاله من الهروب منه وعليً أن أتعامل معه، ومن هنا بدئت امارس حياتي واتكيف على وضعي الجديد وأصاحب إعاقتي.
تصاحب إعاقتك؟!!
نعم أنا أصبحت صديق لإعاقتي.. هكذا رد صبري مستكملا لقد تعاملت معها كصديق لي أحدثها أحيانا وأوجه لها بعض الأسئلة حتى صرنا نحدث بعض.
 
وعن كيفية احترافه للعبة الكاراتيه قال صبري في عام 2001 عندما التحقت بالجامعة، ذهبت ذات يوم مع صديق إلى بطولة «كاراتيه»، وفى نهاية اليوم صادف أن التقيت بالمدرب فحدثته مازحا «مينفعش ألعب كاراتيه» فرد على: ينفع طبعا، فسألته كيف، فرد بالإحساس وليس بالنظر، أعتقد انه يمازحني فعلا وانصرفت، ولكن الفكرة لم تنصرف من عقلي وأصبحت تشغلني طوال الوقت، فجال براسي فكره التواصل مع المنظمة الدولية للكاراتيه وبالفعل أرسلت إليهم سؤالا «هل يمكن للكفيف أن يمارس الكاراتيه؟ ولمدة يتم الرد.
الصدفة كانت كفيلة بتحقيق أحلامي ففي ذات مرة قابلت محمد عكاري مدرب فريق الكاراتيه لذوي الإعاقة بنادي البنك الأهلي ولكن لم أكن اعلم انه مدرب للكاراتيه وتحدثت معه عن أحلامي ورغبتي في ممارسة اللعبة، وتفاجأت انه يطلب مني أن أذهب معه الي نادي البنك الأهلي كي أتدرب وأخبرني انه مدرب الفريق بالنادي لذوي الاحتياجات الخاصة، وبالفعل توجهت لنادي البنك الأهلي، وسعد كثيرا بعد أن علمت أن هناك فريق للذوي الهمم وبالفعل انضميت للفريق وبدئت أمارس لعبة الكاراتيه والتحقت بالفريق. 
وتابع صبري في البداية كان المدرب يمسك يدي ثم يحركني في الاتجاه المراد لعمل التمرين وعن طريق عد الخطوات كنت أقوم بالتحرك بمفردي والقيام بالتمرين، وهذا جعلني أتمكن من القيام بالتمرينات، ودخلت أول اختبار وحصلت على درجتين «الأبيض والأصفر» وبعد ذلك دخلت اختبار «ثاني» وحصلت على درجتين.
وتابع صبري اشترط علي المدرب عدم إعطائي درجات من باب الشفقة، وأحصل على ما أستحقه فقط، وبالفعل بدء المدرب في تعليمي بقوة حتى حصلت على الأحزمة، حازم تلو الأخر حتى وصلت إلى الحزام الأسود «أعلى مستوى»، وحصلت على العديد من البطولات أخرها بطولة الجمهورية، وأصبحت مساعد مدرب، كما شاركت في عروض قفز النار، حتى تم انضمامي منتخب وتأهلت مؤخرا لبطولة العالم للكاراتيه الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في دبي.
وعن أحلامه قال صبري لقد اشتغلت على نفسي كثيرا في الآونة الأخيرة من أجل حصد المركز الأول في البطولة القادمة في الأمارات واتمني من الجميع ان يساندني ويدعمني

ترشيحاتنا