هل يستطيع الجن السرقة من الانسان؟ سؤال محدد شغل الناس علي مواقع التواصل الاجتماعي خلال الاسابيع الاخيرة، يريدون معرفة الحقيقة من علماء الدين. خاصة وان الفتاوي تراصت رصا عبر الفضائيات، بين من يري ان من الجن من يسرق الاموال والذهب، مستشهدين بقصة أبوهريرة –رضي الله عنه- وبين من يرفض هذا الكلام جملة وتفصيلا .
كنت قد طرحت السؤال نفسه علي الشيخ اسماعيل صادق العدوي خطيب الجامع الازهر منتصف التسعينيات، فقال ان مسئولا كبيرا سابق، اخبره ان جنيا أتي له بجنيه، سرقه كما بسرق اللص، والحقيقة والكلام للشيخ العدوي، انه ليس من العسيرعلي الجن، بل من خواصه، أن ياتي لك بطعام من أي مكان بلا استمالة.
ورغم أن الاتصال بالجن بدعوي الخيرأوالشر، اشبه بمن يلعب بالنار، اذ منهي عنه في القرآن والسنة، إلا ان هناك من المشاهير من استهوته "اللعبة"، ومن اشهر من عرفهم التاريخ، وعرفتهم القاهرة في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي، الشيخ سليم الطهطاوي.
كان الطهطاوي رجلا حافظا للقرآن، صديقا لأشهررجال السياسة والأدب والفكر امثال محمد محمود باشا رئيس وزراء مصر عام1938، وانطون باشا الجميل صاحب جريدة الاهرام، وعبد العزيز باشا فهمي رئيس محكمة النقض آنذاك.
وقد حدث ذات مرة ان كان عبد العزيز باشا فهمي في زيارة لـ محمد محمود باشا في قصره، وحين اعتذر الاول عن عدم قبوله دعوة "الغذاء" مضطرا للعودة الي بيته بالمنوفية، لإحضار ملف قضية كان يدرسها في بيته، ونسيها بدرج مكتبه، هنا أخبره مضيفه أن مطلوبه سيكون بين يديه دون الحاجة الي السفر.
ووفقا للكاتب الصحفي سعيد اسماعيل في مؤلفه "الانسان واشباح الجن"، طلب محمد محمود باشا من شقيقه حفني استدعا ء الشيخ سليم الطهطاوي، وعندما حضر الأخير سأله محمد محمود، عما اذا كان بستطيع احضار الملف من عدمه، فاذ به يرحب، قبل ان يطلب منهم مفاتيح الشقة والمكتب وورقة بعنوان المنزل بالمنوفية.
تصور فهمي أن الأمر مجرد مزحة لاستبقائه لحين تناول الغذاء، وبينما هم كذلك، إذ فوجئوا بالشيخ سليم وقد ألقي بها جميعا من النافذة، فغضب فهمي، وقبل ان يثور، كان الطهطاوي قد ادخل يده ممسكا بالملف والمفاتيح وورقة العنوان
