شواهد

محمود الخولي يكتب.. قبل التعديل المنتظر !!

الكاتب الصحفي محمود الخولي
الكاتب الصحفي محمود الخولي

    

 بقلم: محمود الخولي 

نسمع منذ شهورعن قرب  اجراء تعديل وزاري، يشمل محموعة من الوزراء دون آخرين، او تخمينات بتغيير كل الحقائب  الوزارية، مع بقاء الدكتور مصطفي مدبولي علي رأس الحكومة الجديدة، لحين الانتقال الي العاصمة الإدارية بنهاية العام الحالي، أو أوائل العام المقبل.

لتغيير الحكومات في كل دول العالم المتقدم فلسفة، قد يكون منها تنشيط الآداء، او دمج حقيبتين في واحدة، او التفريق بينهما، وفي كل الاحوال، تحرص الدولة هنا علي احاطة الوزيرعلما بنية التغيير، قبل الصحف.

أما في دولنا واشباهها،  فالأمر يبدو فكها حتي البكاء، فربما لا يعلم المسئول الكبير عن سبب خروجه من منصبه شيئا بالمرة.

 خذ عندك مثلا.. فرغم علو شأن ومكانة ابن رشد بين  معاصريه من اهل العلم والحكم،غيران  ذلك لم يشفع له، حين ظن انها مسوغ كاف لرفع التكليف بينه وبين السلطان ابي يوسف يعقوب المنصور، الذي ولاه قضاء قرطبة، وجعله طبيبه الخاص، اذ كانت نظرة ابن رشد لهذه المكانة خداعة، حيث استمرأ مخاطبة السلطان عند كل مسألة يسأله فيها بقوله: "اسمع يااخي"، فامتعض منه، وغضب عليه، وبدأ يستمع فيه لوشايات أعدائه، بعدما كان لا يلقي لها بالا في السابق، حتي امر بنفيه وأحرق كتبه، وابن رشد لا يعرف عن سبب هذا التحول شيئا.

دعني هنا، اذا اذنت لي، اذكرك بشكوي الراحل الدكتور احمد كمال أبو المجد لأجهزة الاعلام، قبل نحو احد عشر عاما، علي خلفية استبعاد الدولة له من المجلس القومي لحقوق الانسان، وتركه يعلم بالقرار من الصحف، وتساءلت وقتها: هل قال ابوالمجد للنظام الحاكم، ما شابه قول ابن رشد للسلطان" اسمع يااخي" فأقالوه؟!

الحال نفسه تكرر مع  الد كتور يسري الجمل وزير التعليم الأسبق، حيث علم بقرار خروجه من الوزارة من خلال الصحف، مستشعرا الإهانة علي حد تعبيره آنذاك.

الحال نفسه تكرر، مع الدكتور محمود ابو زيد حامل حقيبة  الري الأسبق، والدكتور اسماعيل سلام "الصحة"، بحسب تصريحاتهما  لأجهزة الاعلام في حينه.

اذا كان خروج المسئول من موقع السلطة في بلادنا، يخضع  لمواءمات فنية وسياسية، نقدرها لصاحب القرار، فلماذا لا يتم ابلاغه بخبر الاستغناء عنه، فلا يصحو من نومه، والعالم كله يعلم بإهانته، إلا هو.!!

[email protected]

ترشيحاتنا