شواهد

محمود الخولي يكتب.. لا حيلة.. ولا شفاعة !!

الكاتب الصحفى محمود الخولي
الكاتب الصحفى محمود الخولي

مستعد لقبول المثل القائل " أول الغيث قطرة"، بمقتضي ترحيب مصر بالبيان الرئاسي الصادر الاربعاء الماضي، عن مجلس الأمن، في إطار مسئوليات الأخير عن حفظ السلم والأمن الدوليين، ما شجع مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف مفاوضات سد النهضة، في إطار المسار التفاوضي الذي يقوده رئيس الاتحاد الإفريقي.

 ومستعد لقبول المبدأ السياسي القديم" خذ وفاوض" ا لذي طالما نصحت مصر به الجانب الفلسطيني، حين دعا الرئيس السادات، ياسرعرفات إلى مشاركة الوفد المصري في مفاوضات مينا هاوس مع الإسرائيليين، إلا أن "ابو عمار" رفض تلبية الدعوة، وصار ماصار.

بالفعل كنت مستعدا  بنهاية عام 2019 لقبول هذا أو ذاك، ليكونا معا، أو أحدهما ، سبيلا لتحقيق تقدم كان مأمولا ومنتظرا  في مفاوضات السد، وما كان يضمن الوصول بحلول 15يناير2020، الي اتفاق متوازن، حول الملء والتشغيل، بحسب بيان الخارجية المصرية وقتها، فكانت المفاجأة،أن طيرت الخارجية الإثيوبية قبيل ساعات من اجتماع واشنطن، تصريحا رسميا، لا يفوت مغزاه علي لبيب، مفاده أنه اجتماع نقاش وليس اجتماع وساطة.

الأمر علي هذا النحو من  الغرور السياسي لحكومة آبي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي، يبعث علي القلق في المفاوضات المقبلة، ذلك لاعتياد الأخيراللعب باوراق المراوغة السياسية والرهان  علي طاولة الحكمة المصرية، وطول صبرها، خاصة وان محصلة المرة الاخيرة من المفاوضات الثلاثية كانت صفرا، رغم المظلة الأمريكية والبنك الدولي الراعيين لها.

علي أية حال، اذا كان هناك من تفاؤل مصري- سوداني بعد قرار مجلس الأمن الأخير، من حيث طبيعته الإلزامية، وما يمثل من دفعة هامة للجهود المبذولة لإنجاح المسارالتفاوضي، والضغط على أثيوبيا للانخراط بإرادة سياسية صادقة، نحو التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزِم ازاء قواعد الملء والتشغيل،غير أنه، وفي المقابل، يجب ان تكون دولتا المصب حذرتين، من الجر باتجاه نفق  السفسطة والجدل الإثيوبيين، وكل ما ليس له علاقة من قريب أو بعيد بفنيات الملء التشغيل، إلا من  المغالطة والتمويه على الوسطاء.

للحكومة الإثيوبية "سوابق" تشهد بمهارتها في عزف مقطوعة افشال مفاوضات سد النهضة القادمة، فيما يتوعدها لسان حال آبي احمد مشددا: لا حيلة في السيادة.. ولا شفاعة في السد!!

[email protected]

 

ترشيحاتنا