في كنز الرضا

نسرين موافي
نسرين موافي

كم هي رائعة نسمة الفجر.. تسعدني دوماً و تشفي روحي و تمنحني نعمة من أجمل النعم.

الرضا.. ‏هذه الكلمة الصغيرة التي تحمل حروفها الكثير من الراحة.. كلمة في حد ذاتها تجذب كل طاقة ايجابية، تنطقها فتتحول حروفها بداخلك لشعور  بالراحة و الطمأنينة و تترجم فوراً معانيها إليّ سكينة و أمل .

‏كم هي عظيمة تلك النعمة ... الرضا.

‏منحة غالية، ما أن تتذوقها حتي تدمنها وتصبح هي الشعور المنشود في كل وقت، هي السلام الذي يبقيك متوازنا.

‏الاستقرار الذي تشعر به فوراً بعد كد و جهد مبذول مهما كانت نتيجته، فيرضيك أنك لم تركن أو تدخر وقت أوجهد ، فإن كان ما طلبت فالرضا مع السعادة بتحقيق المطلوب ، وإن كان عكس ما سعيت فالرضا باليقين أن للكون سنن لا تتبدل ثواباً  أوعقاباً عاجلاً  أو آجلاً ، فلا شيء في هذا الكون صدفة أوعبثا، و أن التسليم بهذه السنن واليقين بعدلها  والرضا عنها يجلب الكثير من الخير الذى ما كان ليُدرك بحسابات محدودة .

‏فأن ترضي عن ما لا تستطيع تغييره بالجهد و لا بالاختيار، أن ترضي عن ما تكره ، عن كرب حل بك خارج عن إرادتك ،عن تبديل حال و زوال نعم لهو قمة السلام النفسي .

‏الرضا يمنحك السكينة ، يريح قلبك و يشعرك بأهميه النعم بل انه يعظم قدرها في عينيك فتجدها لا حصر لها  يشعرك بفرحتها و يعلي قيمتها.

‏فقد تؤتى من كل نعم الحياة و لا تعيشها، لا تشعر حتي بها لأنك حرمت نفسك الرضا !

‏يمنحك الله الصحة، المال، البنون، الشريك و العمل لكن لا تملك الرضا فلا تتذوق حلاوة تلك النعم و تبحث عن المفقود و تعمي عينيك عن الممنوح.

‏وحده الرضا قادر علي ذلك، يزيد النعمة في حياتك و يجذب كل الطاقة الإيجابية المصاحبة لها كأمواج خير تتدافع  باتجاهك.

‏الرضى يُريك المنح والنعم حتي في بلاء نزل بك، يعطيك مساحة في صدرك كي تستبشر خيراً فتتغير بداخلك الأشياء، تستيقظ مثلاً متعب علي ضجة فتختار نفسك من كل الصخب حولك صوت جميل  تسعد به، تري الورود  وتتجاهل شوكها.

‏فبداخلك مساحة من الهدوء و السلام خلقها رضائك  تسمح بأن تري الخير في ما حولك.

تجعلك تبحث باستمرار عن كل ما يسعدك و تُبعد عنك ما يشقيك تلقائياً.

‏ترضي عن ما تكره لأنك ببساطة راضيا عن كل  ما بذلته غير مستسلما و شتان بين الرضا و الاستسلام  فالفرق كبير.

الاستسلام ضعف و كسل و يأس يزيد الكرب و يشيخ الروح ،لكن الرضا يمنحها الحياة و يرسم علي وجهك  البسمة و يزيد مساحة التحمل بداخل روحك و يضاعف طاقتها.

‏نحتاج جميعاً إلي ان نرضي عن انفسنا ، أن نحبها و نعمل لتحسينها لا أن نركن إليّ ما نكره فيها ، نحتاج ان نقنع بما نفعل نجتهد في الخير و الصالح ، نسعي بكل قوة و عزم لتحقيق خططنا و أحلامنا  و نرضى عن انفسنا وعن نتيجة جهدنا بيقين ثابت ، أن ما مُنحنا لهو الخير بدون تقصير.

فلنجعل سلام و توازن الروح هو الهدف و الغاية الاسمي فلا شيء يوازي أن تنعم بسكينة لقلبك و روحك و ترضى عن نفسك و عن ما تقدمه لها و لغيرك.

اقرأ أيضا| تقييم أداء بابا نويل!
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا