يوميات الأخبار

«الماستر سين» فى مهرجان السينما

نوال مصطفى
نوال مصطفى

يقف جميع الحضور نجمات، نجوما، سفراء، وزراء، مصريين وأجانب معًا فى نفس اللحظة، نسمع هدير التصفيق، وانطلاق صيحات الفرح، تنساب دموع النجوم فى المسرح الكبير.

تتوحد مشاعر الناس أمام هذا المشهد. يصعد المخرج القدير شريف عرفة خشبة المسرح، يقدم «الأستاذ» النجم الذى يكرمه المهرجان هذا العام وحيد حامد بصوت تملأ نبراته مشاعر الشكر والامتنان، وعبارات تقطر صدقا، حبا، وعرفانا بالجميل، يذهب عرفة إلى الطرف البعيد من خشبة المسرح، ليصطحب نجم التكريم المتكئ على عصاه، يسيران معا حتى يتوسطا المسرح.
يقف جميع الحضور نجمات، نجومًا، سفراء، وزراء، مصريين وأجانب معًا فى نفس اللحظة، نسمع هدير التصفيق، وانطلاق صيحات الفرح، تنساب دموع النجوم فى المسرح الكبير، والمشاهدين الذين يتابعون افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى من خلال شاشات التليفزيون.
وحيد حامد.. خمسون عاما من العطاء، القيمة، المعنى، انتصر خلالها من خلال كتاباته السينمائية والتليفزيونية لقيم الحرية، العدل، والجمال. خاض معاركه المحترمة، المخلصة لتراب هذا الوطن على الورق، واقتحم بجرأة قضايا شائكة فى أفلام مثل «طيور الظلام».. «الإرهاب والكباب».. «المنسى».. وعرى حقيقة الإخوان فى مسلسل «الجماعة».
الحفاوة والتأثر العميق الذى عاشته جماهير السينما لحظة تكريم وحيد حامد فى حفل افتتاح مهرجان السينما ملأنى شخصيا بالشجن والفرحة. الشجن الذى تسلل إلى مشاعرى وأنا استدعى أعمال الأستاذ «العلامات» فى السينما المصرية، أو أتذكر حوارات عديدة شخصية دارت بيننا أثناء مهرجانات، وندوات فنية. والفرحة برؤية الناس تحتفى بالقيمة والمعنى الحقيقى والأصالة. أسعدنى كذلك حرص محمد حفظى رئيس المهرجان على إصدار كتاب عن رحلة وحيد حامد ومشواره وكلف الناقد الفنى المخضرم طارق الشناوى بكتابته. يقول الشناوى: حاولت فى كتابى (وحيد حامد الفلاح الفصيح)... أن أرسم بورتريها بالكلمات للأستاذ.
مبروك أستاذ وحيد حامد.. الرمز الفريد الذى منحنا على مدار نصف قرن، ولايزال متعة الفن الجميل والقيمة الحقيقية التى تروى الروح وتثرى الفكر.
غزة مونامور
من الأفلام التى لاقت نجاحا كبيرا وإقبالا ملحوظا من جمهور المهرجان فيلم «غزة مونامور» فلسطين بالأوسكار، (غزة مونامور) للأخوين التوءم عرب وطرزان ناصر، الفيلم إنتاج مشترك بين عدد من الدول، لكنه فى النهاية فيلم فلسطينى الهوى والهوية بالفكرة والإنتاج.
أجمل ما أعجبنى فى الفيلم البسيط العميق الذى يتنافس مع ثلاثة أفلام عربية أخرى على أوسكار أحسن فيلم أجنبى، هو تلك الروح المصرية التى تشعرك أنه فيلم مصرى، فتسمع الأغانى وتشاهد لقطات من فيلم الخيط الرفيع تتخلل لقطات الفيلم بجمال، بلا إقحام. تشعر بالقرب فى تفاصيل الحياة اليومية للبسطاء، وروح النكتة والسخرية.
البطل الممثل سليم الضو - الذى أدى الدور ببراعة - فى العقد السادس من عمره، لم يتزوج حتى الآن لكن رغبته فى الزواج تحركت عندما التقى سيدة قريبة من عمره، تفتحت معها رغبته فى الحياة بكل أبعادها، هو صائد سمك، يأكل من رزق الله «مشوى ومقلى وكفتة». أحب وهو شاب صغير لكنه قابل أكبر مقلب وموقف محرج عندما ذهب مع أبيه ليخطب الفتاة التى أحبها وبادلته ابتسامات وإيماءات مشجعة، ليقول لها والدها: للأسف البنت مخطوبة! خرج أبوه محرجا ورماه بفردة الحذاء وهما غارقين فى الضحك مما حدث لهما.
يخرج فى شبكة الصيد فجأة تمثال «أبولو» وهنا تبدأ السلطة الفلسطينية فى غزة فى مطاردته من أجل التمثال الذى اكتشفوه بالصدفة فى واحدة من المداهمات التى تجريها السلطة هناك، «أبولو» إله الفن والموسيقى والشعر والنبوءة والجمال والتألق، فى الأسطورة اليونانية.
وهكذا يبدو الشرطى الذى يحقق معه، وينتمى إلى حركة حماس، يريد أن يوجه له الاتهام بأى شكل.
الحوار والأحداث بسيطة، غير مباشرة، لا تشير إلى السياسة، لكن المواقف هى التى تتكلم وتصل إلى المشاهد. تعنت السلطة الفلسطينية مع الفلسطينيين، مشهد الصاروخ الذى يشير إلى استقواء إسرائيل باستعراضات الصواريخ الجيدة فى شوارع غزة، والشاب الفلسطينى يمسك الموبايل ويصور مشهد الاستعراض هذا وكأن الشباب أصبح مغيبا، بعدما غابت القضية الفلسطينية عن المشهد.
محمد حفظى
لابد أن أشكر الكاتب والسيناريست محمد حفظى على حسن إدارة هذه الدورة الخاصة جدا من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى «الدورة الثانية والأربعين». فقد نجح رغم ظروف كورونا التى أربكت العالم كله ولاتزال فى إقامة دورة محترمة جدا، حفل افتتاح منظم، جميل، ممتع.
 أفلام على مستوى عال وأهمها «Father» لأنتونى هوبكنز، «there is no evil» و«servants» والفيلم العربى «حظر تجول» الذى يتنافس فى المسابقة الرسمية للمهرجان وغيرها. كذلك احتضن المهرجان عددا من الندوات والفاعليات الفنية المهمة التى خلقت حالة سينمائية جميلة، وموجة فنية سرت بين أطراف صناعة السينما من ممثلين وكتاب ومخرجين ومنتجين وبين جماهير المهرجان المتعطشين لمشاهدة نجومهم المفضلين والتحاور معهم. شكرا بجد محمد حفظى.
طلاق كل دقيقتين و11 ثانية!
دعتنى الدكتورة رانيا يحيى للمشاركة فى ندوة بعنوان «كيف نواجه العنف ضد المرأة». رحبت بالدعوة خاصة أنها تقام بالتعاون بين المجلس القومى للمرأة وأكاديمية الفنون، ويشارك فيها نخبة رائعة من نساء مصر وهن النائبة مايسة عطوة والنائبة هند رشاد والكاتبة الصحفية الصديقة هبة باشا وأنا بالإضافة إلى مضيفتنا الدكتورة رانيا يحيى.
تلخصت وجهة نظرى فى أن المرأة المصرية تواجه عنفا معنويا ونفسيا منذ طفولتها المبكرة، يتمثل فى التمييز فى المعاملة من أبويها بينها وبين أخيها الولد، ثم تكبر وتصبح شابة فيقهرها المجتمع إذا لم تتزوج فى بداية الشباب، ويصمها بالعنوسة، وهذا يدفع الكثير من البنات إلى التسرع فى اختيار شريك العمر دون دراسة لشخصيته، واختبار لمدى التوافق النفسى والفكرى بينهما، وهذا يؤدى إلى كوارث اجتماعية أهمها ارتفاع نسبة الطلاق فى مصر إلى رقم غير مسبوق. فحسب أحدث إحصائية، كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن حدوث حالة طلاق كل دقيقتين و11 ثانية العام الماضى. وأظهرت الإحصائية أنه خلال العشر سنوات الماضية وقعت حوالى ١٫٩ مليون حالة طلاق!.
ما أردت قوله إن العنف الذى تتعرض له المرأة له وجوه عديدة، وهذا ما تطرقت إليه زميلات المنصة فى الندوة، فقدمت كل منهن زاوية مختلفة ومكملة لباقى زوايا القضية المهمة. تحدثن عن الضرب.. التحرش.. زواج الأطفال.. التمييز فى الترقى وتولى الوظائف القيادية وغيرها من الأمور التى تحتاج فعلا إلى تغيير فى ثقافة المجتمع والتوعية بأهمية التصدى لهذه الظواهر الخطيرة فى مجتمعنا.
الرئيس والمجتمع المدنى
فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بقصر الإليزيه بباريس بحضور الرئيسين المصرى والفرنسى سأل أحد الصحفيين الرئيس عبد الفتاح السيسى السؤال المعد مسبقا مع كل زيارة لدولة أوروبية أو أمريكية: ماذا عن حقوق الإنسان فى مصر؟ وما هو وضع منظمات المجتمع المدنى فى مصر؟
رد الرئيس بثقة وهدوء على السؤال المستفز وقال: هل تعرفون أن فى مصر 55 ألف جمعية أهلية تعمل بجهد كبير كشريك رئيسى للحكومة فى عملية التنمية؟ نحن نؤمن بالعمل الأهلى ودوره فى بناء مجتمعنا. لكننا فى نفس الوقت علينا مسئولية تأمين بلدنا ضد خطر الإرهاب ولذلك نراقب ونراعى تنفيذ الضوابط التى تحمى العاملين فى المجتمع المدنى ولا تعيق عملهم أو تحاصر دورهم. لقد عانيتم فى فرنسا من العمليات الإرهابية التى تمولها بعض الجماعات ونحن فى مصر متيقظون لحماية أمن بلدنا وحدودنا هذا كل ما فى الأمر.
كلام الرئيس صحيح وأنا شخصيا أنتمى إلى المجتمع المدنى باعتبارى مؤسسة ورئيس مجلس إدارة جمعية رعاية أطفال السجينات. وأشهد أن مؤسسة الرئاسة تدعم العمل الأهلى وتثمنه. كذلك تعمل الحكومة ممثلة فى وزارة التضامن على العمل بشكل مباشر مع الجمعيات كل فى مجال تخصصه للنهوض بالمستوى الاقتصادى والصحى والتعليمى للمواطنين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. العمل الأهلى الآن يشهد طفرة غير مسبوقة باعتباره شريكا أصيلا للحكومة فى الدفع بقاطرة التقدم والنهوض فى بلادنا.
أخبار x أخبار:
خسارة جميع المرشحات الـ 28 فى انتخابات مجلس الأمة الكويتى.. رغم أن الناخبات يمثلن 52% من عدد من لهم حق التصويت!! خبر مؤسف فعلا!
قيام حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات الشقيقة بإعفاء الناشرين العرب من دفع قيمة تكاليف الأجنحة الخاصة بهم فى معرض الشارقة الدولى للكتاب وقيامه بشراء بعض الكتب من كل دار، موقف محترم ليس جديدا على الشيخ القاسمى المثقف الإنسان. فقد تأثر المعرض بجائحة كورونا والإجراءات الاحترازية ما تسبب فى قلة عدد الرواد والتالى قلة البيع وخسارة الناشرين، وهذا ما لم يرض الحاكم الحكيم المحبوب عند المصريين جميعا الشيخ القاسمى.
مصنع لإنتاج المستنسخات الأثرية يتبع وزارة الآثار، خبر أسعدنى جدا فالقطع المصنعة ستكون كما قرأت وعرفت على مستوى مرتفع من الاتقان ومصنوعة من خامات عالية الجودة، وهو ما كنا جميعا نحتاجه ونحن فى رحلات عمل لأوروبا وأمريكا حيث نحمل بعض الهدايا التذكارية التى تعبر عن حضارة مصر وتاريخها الفريد. إنجاز جميل جديد لوزير الآثار والسياحة دكتور خالد عنانى.

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا