البطوطي: يجب علينا ضمان مراعاة تطلعات وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

الدكتور سعيد البطوطي
الدكتور سعيد البطوطي

أُعلن الاحتفال السنوي باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة في عام 1992 بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 47/3 بغرض تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم في جميع مجالات المجتمعية والإنمائية، وإذكاء الوعي بحالة الأشخاص ذوي الإعاقة في كل جانب من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.


ويقول الدكتور سعيد البطوطى- والمستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، لـ «بوابة أخبار اليوم» ، أن أنطونيو غوتيريش António Guterres الأمين العام للأمم المتحدة يقول: "ومع تعافي العالم من هذه الجائحة، يجب علينا ضمان مراعاة تطلعات وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في عالم يتسم بالشمول، ويوفر تسهيلات الوصول، ويفي بمقومات الاستدامة بعد COVID-19، تلك الرؤية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التشاور الفعال مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم. 

وأضاف «البطوطى»، أن اشتمال منظور الإعاقة يعد شرطا أساسيا لدعم حقوق الإنسان والتنمية المستدامة وإحلال السلام والأمن، كما أنه من الأمور الأساسية لتحقيق هدف جدول أعمال التنمية المستدامة 2030 بألا يتخلف أحد عن الركب، الالتزام بإعمال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليس مسألة عدالة وحسب؛ وإنما يمثل كذلك استثمارا في المستقبل المشترك".

وأوضح« البطوطي»، أن تلك المناسبة تم اليوم إطلاق دليل منظمة السياحة العالمية للتعافي الشامل - الآثار الاجتماعية والثقافية لـ COVID-19: 
الإصدار الأول الأشخاص ذوو الإعاقة Persons with Disabilities، والذي أعدته إدارة الأخلاقيات والثقافة والمسؤولية الاجتماعية في منظمة السياحة العالمية بالشراكة مع الشبكة الأوروبية للسياحة الميسرة European Network for Accessible Tourism (ENAT) ومؤسسة ONCE Foundation الإسبانية ومؤسسة Travability الاسترالية، والذي يوضح الخطوات التي يجب على الحكومات والوجهات السياحية والشركات اتخاذها.
وأكد « البطوطي »، إن ضمان التيسيرات للسائحين من ذوي الاحتياجات الخاصة ليس "خدمة" للزوار الذين لديهم متطلبات وصول خاصة، ولكن ربما يكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة والمنافسة للوجهات السياحية حول العالم والتي تتطلع للتعافي سريعا من آثار الوباء.
يجب أن ترى الوجهات والشركات المسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والعائلات التي لديها أطفال صغار أسواقا مهمة لتزدهر أعمالهم مرة أخرى.

ونوه أن الدليل يوضح أنه بالرغم من إحراز تقدم كبير، إلا أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن يواجهون حواجز تمنعهم من الاستمتاع الكامل بالتجارب السياحية، وأنهم تضرروا بشدة من COVID-19. 

ولافت إلى أن هؤلاء العملاء عموما يواجهون مجموعة واسعة من العوائق بسبب الطريقة التي يتم بها تصميم البيئات والخدمات دون مراعاة متطلبات التيسيرات المختلفة لهؤلاء الزوار.

وعرض التوصيات والخطوات التي يجب على الحكومات والوجهات والشركات اتخاذها من أجل التعافي وإعادة البناء بشكل أفضل لتصبح أكثر شمولية وتنافسية.

التوصيات:
أولا: المساعدات المطلوب تقديمها خلال فترة الوباء


1- إعادة الركاب إلى أوطانهم دون تأخير: 
يعد الحفاظ على التيسيرات أمرًا مهمًا أثناء الإعادة إلى الوطن، بحيث يمكن للجميع الاستفادة الخدمات (النقل والطرق والمعلومات والاتصالات التي يمكن الوصول إليها)، ويجب العلم بأن الخلل في تسهيلات التيسيرات ينطوي عليه مخاطر تتعلق بالسلامة.

2- توفير أماكن إقامة مناسبة ويسهل الوصول إليها:
 يجب أن تكون المساعدة مراعية التيسيرات الخاصة للمسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة وتوسيعها لكي تشمل الموظفين القائمين بالخدمة والأشخاص المرافقين.

 تتطلب هذه التدابير التخطيط لأن بعض الخدمات تستلزم تكاليف يجب أن تتحملها الحكومات أو الشركات أو الأفراد، كما يجب العلم بأن تسهيل التيسيرات تتعلق "بالمساواة" وليست "امتيازات".

3- ضرورة التنسيق بين إدارات الوجهات السياحية ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة DMO/DPO: 
يجب أن تعمل وزارات السياحة والوجهات والإدارات الإقليمية والمحلية مع منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة (DPOs) في فهم العقبات المختلفة للعملاء ذوي الاحتياجات الخاصة وطرق سدها. 

قد تساعد منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة منظمات إدارة الوجهات السياحية، ليس فقط في حالات الطوارئ ولكن أيضا من خلال لعب دور نشط في التصميم المشترك للتجارب التي يمكن الوصول إليها.

ثانيا: تكييف البروتوكولات مع الاحتياجات المختلف


1- تكييف البروتوكولات الصحية:
 يجب أن تتجنب القواعد الجديدة التي تحددها الوجهات السياحية اتباع نهج موحد وتطبيقه على الجميع لأن المسافرين لديهم قدرات مختلفة ويحتاجون لنهج مختلفة. تتطلب القرارات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي (المسافة الجسدية) واللافتات واستخدام الأجهزة والمعدات الصحية تعديلات مناسبة حتى يتمكن الجميع من الاستمتاع بتجربة سفر مريحة وآمنة.

2- الحفاظ على ميزات التيسيرات عبر سلسلة القيمة: 

يحتاج مقدمو خدمات النقل إلى إبقاء موظفي المساعدة والمرافق الخاصة بهم في حالة عمل خلال فترة الوباء، ويجب أن تحافظ مرافق الإقامة والمعالم الثقافية ومواقع الزيارة والبيئات الطبيعية على تدابير التيسيرات الخاصة بها، حيث لا يزال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يسافرون.

ثالثا: سياسات شاملة في سياحة ما بعد COVID-19
1- تجميع كافة البيانات المتعلقة بالسياحة الميسرة:
 ينبغي أن تستند عملية صنع القرار بشأن التطورات المستقبلية في مجال السياحة الميسرة إلى بيانات محددة وقابلة للمقارنة، والتي تشمل ملفات التعريف، وسلوك وأنماط الإنفاق للمسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم والموظفين الأساسيين المساعدين، فجودة تلك البيانات ودقتها تساعد بالقطع في جعل دراسة جدوى السياحة الميسرة للجميع أكثر وضوحا.

2- تعديل سياسات واستراتيجيات التيسيرات:
 يجب أن تحافظ إدارات الوجهات السياحية والإدارات المحلية على دورها في تعميم إمكانية وتسهيلات التيسيرات في برامج التسويق والتدريب، وفي إلهام شركائهم في الصناعة لفعل الشيء نفسه، كما يجب استهداف العملاء ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال قنوات التسويق العادية وعدم اعتبارهم سوقا متخصصة.
رابعا: إدراج ميزات التيسيرات في تخطيط الأعمال
3- التعامل مع التيسيرات كميزة تنافسية: 
ستجني الشركات فوائد توفير التيسيرات بمجرد إدراكها لمزاياها التنافسية. ينتج عن تصميم التجارب الشاملة خدمات شخصية ويستوعب أكبر مجموعة من الزوار المحتملين واحتياجاتهم وتفضيلاتهم، وتتطلب مواجهة COVID-19 احتضان تنوع أكبر للعملاء لضمان الاستدامة الاقتصادية.
4- تحسين خدمة العملاء: 
عادة ما يفتقر موظفو خدمات السياحة إلى التدريب على تقديم الطعام للعملاء ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتالي يفتقرون إلى الثقة. يمكن للموظفين أن يتوقعوا أن يكون للمسافرين من ذوي الاحتياجات الخاصة تطلعات متنوعة، وبتخطيط دقيق يمكن تكييف العديد من الأنشطة التي قد لا تعتبر "ميسرة" لمن لديهم احتياجات الوصول (مثل سياحة المغامرات، وزيارات المواقع الأثرية، وما إلى ذلك)، الأزمة الحالية سوف تجعل الوجهات السياحية والشركات وأماكن الإقامة تحتضن سياحة أكثر شمولاً.
5- الاهتمام بالتعليقات Comments الخاصة بالعملاء:
 يجب تسخير ملاحظات الزائرين ومراجعاتهم لإجراء مزيد من التحسينات، كما يجب أن يتمتع العملاء المحتملون بإمكانية الوصول إلى المعلومات الدقيقة وفي الوقت المناسب والتي يجب أن تكون موضوعية وموثوقة حتى يتمكن المسافرون من اتخاذ قرارات السفر بثقة.
6- تطبيق المعايير الدولية: 
يحتاج السائحون إلى نفس شروط الوصول أينما سافروا، ويمكن أن يضمن تطبيق المعايير نفس المستوى من التيسيرات للمنتجات والخدمات السياحية في جميع أنحاء العالم، كما تساعد المعايير أيضا في حل الشكوك لدى مقدمي الخدمات والعملاء من خلال دعم فهم مشترك للتيسيرات مع ضمان جودة الخدمة.
خامسا: التدريب وإدماج العمالة للجميع
1- تمديد التدريب المهني من خلال تضمين السلامة: 
يحتاج الموظفون إلى بناء القدرات في مجال الصحة والسلامة والتدابير الصحية من أجل طمأنة العملاء على سلاسة وحسن سير الخدمات والمرافق. التصرف المناسب والمهني للعاملين يجعل الضيوف يشعرون بالراحة والأمان بغض النظر عن قدراتهم.
2- ضمان شمول العمالة:
 يجب أن يلتزم التوظيف في قطاع السياحة بمبادئ تكافؤ الفرص، ويجب أن يكون التدريب والتكيف في مكان العمل وتصميم الوظائف حسب القدرات المهنية ومطابقة المهارات في غاية الأهمية، وأن تمكن الجميع من الوصول إلى سوق العمل. 
كما يمكن للعمل عن بعد، كخيار للموظفين الذين لديهم متطلبات وصول، أن يسهل الاستقلال ويقلل التكاليف ويؤدي إلى خدمة عملاء أفضل. 
سادسا: التقنيات الجديدة والابتكار الاجتماعي حاليا يعمل على تحسين إمكانية الوصول
1- استخدام التكنولوجيا المبتكرة: 
يجب أن تكون التقنيات رافعة في تسهيل السفر للجميع، وصيغ بديلة Alternative formats.
 على سبيل المثال يجب دمج الحروف الكبيرة، والقراءة السهلة، واللغة البسيطة، والترجمات، والأوصاف الصوتية وطريقة برايل للقراءة، في توفير المعلومات والمرافق والخدمات، وتعتبر الترجمات إلى اللغات المستخدمة على نطاق واسع ولغات الإشارة مفيدة للغاية.
2- "إعادة بناء السياحة" بشكل أفضل: 
حان الوقت الآن لاعتماد نهج شامل للسياحة من خلال تطوير حلول مستدامة ويمكن الوصول إليها، ويجب العلم أن السياحة تجلب العديد من الفوائد وتوفر حياة أفضل للجميع، الزوار والمجتمعات المحلية.
حقائق وأرقام:
1- مليار شخص (15% من سكان العالم) يعانون من شكل من أشكال الإعاقة.
2- بحلول عام 2050، سيكون 1 من كل 6 أشخاص عمره أكبر من 65 عاما و 1 من كل 4 أشخاص يعيشون في أوروبا وأمريكا الشمالية عمره تعدى الـ 65 عاما.
3- أكثر من 46% من كبار السن (فوق 60 سنة) يعانون من إعاقات.
4- يعاني أكثر من 250 مليون من كبار السن من إعاقة متوسطة إلى شديدة.
5-  يميل المسافرون ذوو الإعاقة إلى السفر برفقة شخصين إلى ثلاثة أشخاص.
6- السوق المحتملة للأشخاص ذوي الإعاقة في الاتحاد الأوروبي (EU) أكثر من 80 مليون شخص (130 مليون إذا أضفنا كبار السن والأشخاص المرافقين).
7- 70% من الأشخاص ذوي الإعاقة في الاتحاد الأوروبي لديهم قدرات مالية وجسدية للسفر.
8-  في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يبلغ حجم السوق 690 مليون شخص، وفي منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي يصل هذا الرقم إلى 85 مليون شخص.
9- بلغ الأثر الاقتصادي لسفر الإعاقة 58.7 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي.
10- شكلت الرحلات التي قام بها مواطنو المملكة المتحدة من ذوي الإعاقة ورفاقهم في السفر 15% من الرحلات الداخلية التي تشمل المبيت والإقامة في عام 2015 و 20% من الزيارات اليومية في عام 2018.
11-  في إسبانيا، متوسط إنفاق الفرد على الرحلة من السائحين من ذوي الاحتياجات الخاصة 800 يورو، مقابل 600 يورو للسائحين العاديين.
12-  في أستراليا، عند إضافة الأسواق المحلية والداخلية يبلغ إجمالي سوق السياحة الميسرة 10.8 مليار دولار أسترالي.

 

اقرأ أيضا

«القومي للإعاقة» يطالب بالاهتمام بقضايا ذوي الهمم في ظل إجراءات كورونا
 

ترشيحاتنا