أزمة في رواتب الخادمات بمصر

أزمة في رواتب الخادمات بمصر
أزمة في رواتب الخادمات بمصر

لحياة البشر أنماط مختلفة اعتادوا عليها، فما بين رفاهية وترف من جهة، وضرورة ملحة من جهة أخري، بين هذا وذاك تتزاحم الأعمال المنزلية ومتطلبات الأبناء لدى الأم والزوجة، خاصة مع انشغالها بالتزامات العمل، هذا هو الحال عند الاستعانة بـ«خادمة» في المنزل وحتمية وجودها مع أسرتك، لكن لم تختلف الأزمة حين يكون العثور علي خادمة أسهل كثيرا من الحصول علي زوجة.

 

وفي عددها الصادر يوم 16/3/1946، نشرت «أخبار اليوم» موضوع تحت عنوان «الحصول على زوجة.. أسهل من العثور على خادمة» جاء فيه: ليس في مصر من لايشكو من أزمة الخدم فقد قلبت الحرب نظام الخدمة في البيوت رأسا على عقب فقد وجد الخدم الذكور أن العمل في خدمة ضباط الجيوش الأجنبية ومعسكراتها أوفر مرتبا وأكثر راحة، لأنهم يشتغلون ساعات محدودة بعكس الخدمة في البيوت فإنها أقل مرتبا والعمل فيها يستمر ليلا ونهارا.. وعرفت الخادمات طريق الذهب والملابس الأنيقة من العمل في الكباريهات والترفيه عن جنود الحرب، وأغنياء الحرب!

 

أما اللواتي لم يصبن حظا من الجمال فقد بقين في خدمة البيوت ولكنهن عندما رأين الحاجة الملحة إليهن عمدن إلى رفع مرتباتهن إلى حد لا تستطيع الأسر المتوسطة أن تتحمله.

اقرأ أيضًا: رئيس وزراء مصر يعطل قطارًا من أجل صحيفة

احتاج أحد أعيان الموظفين إلي خادمة تقوم بخدمته هو وزوجته، ولما أحضر لهما المخدم فتاة طلبت أربعة جنيهات شهريا علي أن لا تطهي الطعام أو تغسل الملابس فوافقها علي ذلك وتعهدت الزوجة بالطهي، وعادت الفتاة فطلبت أن تخصص لها غرفة داخل الشقة لا في السطوح فكان لها ما أرادت.

 

وبعد أسبوع طلبت أن تستبدل غرفتها بأخري قبلية لأن التي تشغلها بحرية كثيرة الرطوبة!

 

والتحقت خادمة ببيت أحد النواب الأعيان، فطلبت أن لا يقل مرتبها عن خمسة جنيهات وأن يقتصر عملها علي رعاية طفلتيه وأن يتكفل بكسوتها وأن يرخص لها بيوم إجازة كل أسبوع عدا ذهابها إلي السينما مرة في الأسبوع ومع قبوله لكل هذه الشروط فإنها تركت خدمته لتظهر بعد ذلك علي مسرح إحدي الصالات!

 

وقالت لنا إحدي السيدات إنها الحقت بخدمتها فتاة بلغ من حسن معاملتها لها أنها كانت تتناول معها الطعام وتصطحبها معها إلي السينما وفي زياراتها.. ولكن العمل لم يعجبها مع ذلك لأنها طلبت مني أن اشتري لها فستان فخلعت عليها أحد فساتيني القديمة.

 

ومشكلة الخادمات لاتقتصر علي مصر بل تشمل الأقطار الشقيقة فإن إحدي السيدات الفلسطينيات قالت لنا أثناء زيارتها لمصر أن خادمها ترك خدمتها لأن أحد أصدقائه طلبه في التليفون أثناء تناول الغداء فردت عليه بخشونه!

 

وطلبت خادمة أخرى أن يؤذن لها بدعوة خطيبها وأسرته لتناول الشاي في الدار فلما أبت ربة البيت تركت خدمتها.

 

ويبقى أن أزمة الخادمات مشكلة جديدة قديمة تختلف باختلاف الأزمان لكنها تبقي واقع ملموس خاصة لدي الطبقات المتوسطة والميسورة.

 

 

ترشيحاتنا