رغم ما تصدره من سلبيات.. «السوشيال ميديا» فيها حاجة حلوة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لكل سلاح حدين .. ولكل عملة وجهين .. هذا هو حال السوشيال ميديا وما أطلت به علينا خلال سنوات، فكان لها الكثير من السلبيات والمشاكل التى يعاني منها الجميع، إلا أنها وفي نفس الوقت قدمت لنا الكثير من الإيجابيات، ونشرت أفكارا ونماذج ورؤى استفاد منها قطاعات كثيرة فى المجتمع.


كيفية الاستفادة من السوشيال ميديا ومواقع التواصل المختلفة، واستثمار ايجابياتها والبعد عن سلبياتها هو الجانب الأهم في هذا الملف، وهذا ما سنقدمه من خلال الخبراء والمختصين في التقرير التالي، فدور التكنولوجيا الحديثة لا أحد يمكنه إنكار أهميته، وهذا ما جعل من العالم قرية صغيرة، يمكننا معرفة ما يدور حولنا بضغطة ذر، ويمكننا التواصل مع من نريد بكل سهولة ويسر.


وهناك الكثير من الفئات التى وجدت فى هذا العالم ملجأ لها، فنجد أن الكثير من المسنين وكبار السن يقضون على هذه المواقع وقت فراغهم بدلا من حالة الملل التى يعيشها من في هذا العمر، والكثير من الطلاب يجدون فيها ما يبحثون عنه من جروبات وصفحات تساعده في دراسته، ووجد به الكثير ممن يريد إقامة مشروع جديد سوق مميز ومناسب لترويج بضاعته.


"السلبيات بالنسبة لنا أكثر من الإيجابيات، وهذا يرجع إلى سوء استخدامنا للتكنولوجيا الحديثة" هذا ما بدأت به أستاذ علم الاجتماع دكتورة ليلى عبد الوهاب حديثها، منوهة أن هذه الإيجابيات  بالنسبة للبلاد المنتجة والمصنعة لها قد تكون أكثر من السلبيات، ويمكنهم استثمارها أكثر منا، فنحن مع الأسف نأخذ دائما أسوأ ما في التكنولوجيا. 


مؤكدة أن الأمر فى أساسه ثقافة مجتمع، ونحن علينا جعل ثقافة المجتمع تهتم بالجوهر والمحتوى الداخلي أكثر من الشكل الخارجي، معلقة أن الأمر يحتاج إلى نوع من التربية الثقافية من الصغر، إلا أن مشكلتنا ان الطفل منذ أن يبدأ فى مرحلة الوعي وليس حتى الكلام والموبايل بيده يلعب ويلهو به، وهذا نوع من قصر النظر فى التعامل مع الموضوع.


وشددت دكتورة ليلى على أهمية أن نقاوم هذه السلوكيات بأي شكل، وأن نعود للمفاهيم والعادات القديمة في هذا، ونحضر للطفل ألعاب من الممكن أن تفيده وتنمي قدراته، بدلا من الموبايل الذي يقوم بتدمير قدراته قبل أن تتكون، فالمشكلة هي ثقافة لابد أن تتشكل من الصغر، ولكن المشكلة أن الأسر نفسها لا يوجد لديها هذا المفهوم لتنمية الطفل بعيدا عن سلبيات هذه التكنولوجيا فى مراحله العمرية الأولى. 


وأكدت أستاذ علم الإجتماع أن هذا لاينفي أن لهذه المواقع والصفحات جوانب إيجابية لمن يستطيع استثمارها بالشكل المناسب له، واحسن الاستخدام والتوظيف السليم لها، وهناك مواقع تجعل من الشخص إنسان منتج، فنجد الكثير من المشروعات التى تساعد الأسر، ويمكن تنفيذها وتسويقها من خلال السوشيال ميديا وتكون مفيدة للأسرة والمجتمع.


متابعة أنه على صعيد الجانب العلمي والتعليمي فنجدها توفر الكثير على طلبة الماجيستير والدكتوراة من أوقات ومجهود النتقل بين المكتبات، مختتمة " لماذا لا نوفر دورات للتوعية بكيفية التعامل واستعمال السوشيال ميديا داخل المدارس، فنغرس هذا فى الأطفال منذ الصغر".


وأكدت دكتورة أسماء حفظي استشاري العلاقات الأسرية أنه يجب أن يكون الأساس سليم ليمكننا التعامل مع أى أزمة أو مشكلة، قائلة "أنا كأسرة يجب أن يكون بيننا تواصل باستمرار وحوار دائر دائما، بمعنى أن السياسة فى التعامل داخل المنزل ليست فرض القواعد والقوانين والمراقبة، وهذا ما يساعدنا بشكل عام على الاستفادة من إيجابيات أى شيء وتجنب سلبياته".


منوهة أنه عندما يتم الأمر عن طريق النقاش وأخذ المعلومات من بعضنا البعض، فهذا يجعل الأم قادرة على زرع الأفكار التى تحافظ على أولادها وتحميهم، وتتعرف أولا بأول على ما يجد عليهم، على عكس ما تكون العلاقة عندما يحكمها الأمر والنهي فقط. 


وأوضحت دكتورة أسماء " النقاش معهم سيمكننى من تعريفهم إلى أى مدى من الممكن ان تكون سلبيات هذه الأمور، ويجب ألا يكون الكلام دائما على سبيل التقويم للخطأ، ولكن نناقش قبل أن نقول لهم هذا خطأ حتى يصلو معنا لهذه النتيجة ولا نكون نأمرهم بها فقط، فيجب أن تكون العلاقة بيننا وبين أولادنا علاقة مجدية".


منوهة أن هناك الكثير من الفوائد للسوشيال ميديا والتكنولوجيا الحديثة التى من الممكن أن نستفيد منها ونستغلها جيدا، قائلة "فمثلا «التجارة» موجودة الآن ومتاحة على كل أنواع السوشيال ميديا، وأى شخص يمكنه الترويج لسلعته وعرضها بكل التفاصيل للجمهور وكأنهم يرونها بالفعل، سواء بصور أو فيديو أو لايف".


مستكملة "وكذلك التعليم، فيمكننى استخدام أي منصة من منصات السوشيال ميديا وتحويلها لمنصة تعليمية، وتنزيل الدورة التعليمية كاملة والتواصل مع الطلبة وكل منا فى منزله"، متابعة "وكذلك اتجاه الأكلات، فلو أنا عروسة جديدة ولا أعرف أساسيات الطهى وإدارة المنزل، فهناك الآن جروبات لكل أنواع الاحتياجات البشرية".


وأكدت استشاري العلاقات الأسرية أن لكل منا القدرة على استخلاص الفوائد دون الانغماس في السلبيات، وتتوقف على نظرتى أنا للأمور، وتقديري لاحتياجاتي، وماذا أريد بالضبط، ولا أدخل لهذا العالم بدون هدف محدد لمجرد تسلية أو اضاعة للوقت، لان هذا ما يجعلنا ننغمس فى السلبيات دون أن نشعر.


اقرأ أيضا : بيزنس «الفود بلوجر» على السوشيال ميديا .. تجارة مربحة 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا