أخر الأخبار

نبات «الكينوا».. البديل المناسب لسد الفجوة الغذائية

نبات الكينوا
نبات الكينوا

ياسين صبرى

كان لا بُد من اللجوء لحلول بديلة تضمن سد الفجوة الغذائية دون الإخلال بمواردنا المائية المحدودة، في ظل اعتماد مصر على استيراد جزء كبير من احتياجاتها من الحبوب الرئيسية من الخارج، ومن هنا برزت بعض الأفكار المطالِبة بزراعة أصناف جديدة من المحاصيل تتميز بقلة الاستهلاك المائي، ولديها القدرة على تحمل الظروف البيئية القاسية مثل محصول الكينوا، ما يمكننا من تعظيم الاستفادة من الأراضى الهامشية التى يصعب زراعة القمح أو الذرة بها..

 

تواصلنا مع الخبراء لإلقاء الضوء على زراعة الكينوا فى مصر والآفاق الاقتصادية المنتظرة من وراء ذلك.

 

الدكتور أبو بكر طنطاوى، أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنيا، أوضح أن موطن محصول الكينوا الأصلى هو منطقة جبال الإنديز فى أمريكا الجنوبية حول بحيرة تتياكاكا التى تتوسط بوليفيا وبيرو وشيلى، كما أشار إلى الأهمية الاقتصادية لمحصول الكينوا فهو يستخدم فى عمل الخبز والبسكويت والحلوى عبر إضافته لدقيق القمح، كما أن بذور الكينوا ذاتها تستخدم كغذاء للإنسان فيتم طهوها بنفس طريقة طهو الأرز بعد نقعها فى الماء.

 

فوائد متعددة
وتدخل بذور الكينوا فى صناعة الأغذية الخاصة بالمرضى الذين يعانون الحساسية لجيلوتين القمح، وحساسية اللاكتوز الموجود فى حليب الأبقار، كما يتم الاستفادة من أجنة البذور نفسها فى الكينوا التى تفصل على باقى المكونات، ثم يتم إدماجها بعد ذلك فى أغذية الأطفال.

 

وتتمتع الكينوا بقيمة غذائية عالية من حيث كمية ونوعية البروتينات الموجودة بها التى تتراوح نسبتها بين ١١ و١٨% تتركز فى البذور، كما أنها تحتوى على الأحماض الأساسية بشكل متوازن لا سيما اللايسين الذى تفتقر إليه معظم الأنواع الأخرى من الحبوب الأساسية كالقمح، وهى غنية أيضًا بالفيتــــامينات والمعــادن والألياف.

 

ويتطلب نبات الكينـوا درجة حرارة منخفضة للازدهـار، حـيث تتراوح درجــة الحرارة المثالية لنموه بين ١٠ و٢٠ مئوية. أما درجات الحرارة المرتفعة فتتسبب فى عقم البذور، وتعد التربة الطينية الرملية مثالية لزراعة الكينوا كما أنه يتحمل مستويات ملوحة تعادل درجة ملوحة البحر.

 

وتُزرع الكينوا من شهر أكتوبر حتى ديسمبر، وأفضل وقت لزراعتها منتصف نوفمبر، وتختلف حاجتها للرى باختلاف المناخ وفترة نمو المحصول، حيث تُروى غمرُا كل أسبوع فى الأراضى الخفيفة مرة كل  ١٠ إلى ١٥ يومًا فى الأراضى الطينية الثقيلة، ثم تُحصد بعد فترة أقصاها ١٢٠ يومًا من بدء زراعتها مع ربطها تمهيدًا لنقلها إلى الشون ودرسها هناك. وبعد ذلك يتم غربلة الكينوا لتنقيتها من الأتربة والشوائب والحفاظ عليها من التسوس، ثم تعبأ فى أجولة نظيفة وتنقل لمكان مظلّل جيد التهوية خال من الحشرات والفئران تمهيدا لبيعها.

 

من جانبه، يوضح الدكتور عـلاء عبــدالصبور، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة المنيا، أن الكينوا تعتبر بديلاً مناسبا  للأرز، وتدخل بنسبة ٤٠ إلى ٥٠% فى إنتاج الخبز، لذلك فإن نجاح زراعتها يعتبر أحد الحلول الداعمة للأمن الغذائى القومى.

 

ويُستخرج من الكينوا زيت الطعام، كما أن الدقيق المصنوع من الكينوا يُخلط مع دقيق القمح فيحسِّن من مذاق الخبز وقيمته الغذائية، وحتى أوراقها النباتية يتم الاستفادة منها كعلف أخضر يقدم للماشية فى صورة مركزات حيوانية.

 

تجارب ناجحة
وتتميز الكينوا بوجود ثلاثة أنواع هى الحمراء والصفراء والسوداء، وتصل تكلفة زراعة الفدان الواحد من محصول الكينوا إلى ١٨ ألف جنيه حتى الحصاد، بينما تكلفة مستلزمات الإنتاج حوالى ٨ آلاف جنيه، ليصل إجمالى تكلفة الإنتاج إلى ٢٦ ألف جنيه، ويعطى الفدان الواحد من ١ إلى 1.5 طن، ويتغير سعر الطن حسب ظروف العرض والطلب.

 

مـــن جانبه يؤكد الدكتور صـــابر هنـــداوى، أســـــتاذ النباتات الطبية والعطرية بالمركز القومى للبحوث، أن زراعة الكينوا تمت تجربتها بنجاح فى محافظات متعددة بمصر مثل مطروح وأسوان والمنيا والفيوم والشرقية، بأصناف مستوردة من دولة بيرو تعرف بـ«سويت كينوا»، أو الكينوا الحلوة ذات الصفات المتميزة، فهى توفر كميات كبيرة من المياه، كما أنها تتحمل درجات ملوحة تتراوح بين ٢٥ و٣٠ جزءًا من المليون.

 

اقرأ أيضا: «هندسة الخلايا».. تعيد الحياة لمرضى سرطان الدم 

 

ترشيحاتنا