مناقشة ظاهرة أدب الجائحة وطفرة الكتابة عن كورونا 

يوسف أبو علي
يوسف أبو علي


 
إبتسامة من وحي الوباء إصدار يأتي ضمن أدب الجائحة  قدمه المؤلف الدكتور يوسف ابو علي والذى صدر له من قبل عدة مؤلفات باللغة الفرنسية  حيث حاز المؤلف علي دكتوراه في الأدب الفرنسي و له عدة مؤلفات منها رواية "الرجل العادي" باللغة الفرنسية ولكنه قرر أن يقوم  بتجربة إبداعية ثانية باللغة العربية ليخاطب  قراء العالم العربي  حيث يقدم  في كتابة بعض الأحداث التي  حاصرته بالتزامن مع إنتشار  وباء العصر ،كوفيد 
 وحول التحدث  ان  عام  كورونا كان طفرة في الانتاجات‏ الأدبية عموما. 


يقول يوسف أبو علي ان العديد استشعروا أنهم لن يعيشوا ربما مرة أخرى في حياتهم مثل هذا الحدث وأنها فرصة لكسب بعض المال أو تحقيق حلم تاليف كتاب سيدخلهم التاريخ عنوة عبر بوابة الحدث التاريخي فكتبوا بعض الاشياء والزمن كفيل بغربلتها وفي رايي لن يبقى منها للاجيال القادمة إلا قليل القليل. الحديث عن طفرة يعني تغير في مسار الأمور، تغير في نظرة الناس للكتابة والفن والابداع وخلق صناعة حقيقة حول الكتاب والمعرفة والافكار وهذا غير متحقق. يوم يصبح مواطنون يحلمون بسرقة الكتب أكثر من حلمهم بالمال العام يومذاك يمكن أن نتحدث عن الطفرة.


صدر له  أيضا  كتاب "ياسمينة خضرة  وهي دراسة ثلاثية حول سوء الفهم بين الشرق و الغرب 
وأشار المؤلف  أبوعلي في مناقشته للرواية التي تندرج تحت مسمي ادب الجائحة ان علاقته باللغة العربية علاقة شغف لم تنقطع منذ زمن  بعيد
 فيجد بها موسيقى آسرة وقدرة هائلة على التعبير والتركيز والدقة والإفحام . ولكن بسبب دراسته باللغة الفرنسية كانت معظم إصدراته بتلك اللغة الي أن صادفته رواية "الزمن الموحش" لحيدر حيدر فأعادت إحياء حبه للعربية مرة أخرى وقرر ان يكتب رواية بالعربية  لما لها من  القدرة على ترجمة كل ما يعتمل بداخلنا من مشاعر  انسانية


ويشير المؤلف إلى أن اختيار الشخصية الرئيسية في أي عمل إبداعي صعب للغاية فالقارئ في أغلب الأحيان لا يستطيع إلا أن يتعاطف معها أو أن يكرهها. لذلك فقد  استعمل ضمير المتكلم خصوصا أن بطل هذه اليوميات من المفروض أن يشكل حالة، بالمفهوم السوسيولوجي للكلمة، تؤرخ بموضوعية، إن كان بالإمكان التحدث عن الموضوعية في مجال العلوم الإنسانية أو الفنون، لما عاشه الإنسان  إبان فترة خاصة جدا في تاريخ الإنسانية أي الحجر الصحي العالمي. وكان يريد رصد ردة فعل الانسان العادي في فترة الأزمة  وحيث إن الكاتب في مجتمعاتنا العربية ليس إنسانا عاديا فالتركيز على طريقة حياته الفريدة أصلا لن يساعد في التقاط تفرد المرحلة التاريخية للحجر على الاقل من وجهة نظر منهجية


 لذلك بدأ القصة كمزحة الغرض منها التسلية فقط ثم أصبحت النصوص تتوالى و تتكاثف ويشد بعضها بعضا. وكانت هذه طريقته لقتل الوقت وتقاسم بعض الارتسامات والخواطر والتخوفات والآمال... مع أصدقاء العالم الافتراضي لكن مع مرور الايام انبثقت فكرة تحويل هذا المجهود المنتظم، والكبير في نهاية المطاف، إلى كتاب. ومن جهة أخرى،شعر العالم أجمع بأن هذه  اللحظة تاريخية فأهتم الكتاب بشكل أخص لتسجيل تلك الأحداث ، فنشأت دينامية طيبة ملؤها التنافس الإبداعي من أجل تأريخ الحدث ووشم الذاكرة الإنسانية. و "الابتسامة"  في كتاب المؤلف ما هي سوي مساهمة  لهذا المجهود العالمي  للكتاب ولكن بنكهة خاصه 

ترشيحاتنا