حرب التكنولوجيا أخطر من المعارك العسكرية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

وائل ثابت

ألقت الأزمة الروسية الأوكرانية بظلالها على جميع دول العالم، وباتت متابعة تحركات الجيشين الروسى والأوكرانى هى حديث الساعة، ووسط أصوات القذائف وتصاعد النيران وتحرك الطائرات والمركبات العسكرية، ظهرت حرب جديدة خفية على البعض وواضحة لآخرين، إنها الحرب السيبرانية أو حرب التكنولوجيا، والتى تعد جزءا لا يتجزأ من الحرب العسكرية كونها لها تأثير واضح وقوى فى الحرب الفعلية على الأرض، والتى تعمل على تعطيل أو اختراق بيانات وزارات الدفاع والتعرف على الخطط العسكرية أو اعتراض موجات التواصل بين قيادات الجيش وأفراده، بخلاف تعطيل حركة المواقع المهمة فى الدولة.

 

مع تزايد الهجمات الإلكترونية الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف، أعلنت الأخيرة عن حاجتها لمتطوعين قادرين على صد هجمات القراصنة الروس والتحضير لهجمات خاصة على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الروسية المهمة.

 

ولم تكن أوكرانيا وحيدة فقد جاءت لها مساعدات خارجية من مجموعة قراصنة «Anonymous» والتى أعلنت الحرب الرقمية على الكرملين، مما تسبب فى إغلاق العديد من المواقع الحكومية فى روسيا، بخلاف عرض عدد من مواقع الأخبار الروسية إلى هجمات مماثلة تسببت فى توقفه .

 

تسجيل البيانات

ومن جانبه قال محمد عبد الباسط، مالك شركة متخصصة فى حماية البيانات، إن التطور التكنولوجى الهائل فى تكنولوجيا المعلومات والتعامل مع البيانات ساهم فى الاعتماد بشكل كبير على تسجيل البيانات ومعالجتها من خلال شبكة الإنترنت.

 

ومن هنا جاءت فكرة ما يسمى بـ«الحرب السيبرانية» أو الحرب الإليكترونية والتى تعد إحدى أخطر أشكال الحروب التى يمكن أن يتعرض لها العالم الحديث وترتبط مخاطرها ونتائجها بالأمن الفرد والمجتمع على حد سواء، مؤكدا أنها سميت بالحرب السيبرانية لأنها تجرى فى الفضاء الإليكترونى (Cyberspace) أو الإنترنت.

 

الحرب السيبرانية تحتوى على أدوات وأسلحة لا تقل خطورة عن الأسلحة الموجودة فى الحروب الميدانية بل من الممكن أن تتعدى خطورتها خطورة الأسلحة الميدانية وذلك كما ذكرنا بسبب التطور وارتباط إطلاق الأسلحة الميدانية النووية على سبيل المثال لا الحصر بالانترنت والفضاء الإليكترونى، فمن الممكن أن تقوم دولة ما باختراق دولة ما أخرى وتقوم بتفعيل ترسانتها النووية عن بعد بل ومنع الدولة مالكة السلاح النووى هذا من التحكم به بالكامل.

 

ومؤخرا لجأت الدول إلى تكون قيادة عسكرية «الجيوش الإلكترونية» أو من خلال تجنيد مجرمين إلكترونيين موالين للحكومات أو من خلال مجرمين غير موالين لأى حكومات ويشتغلون فقط لأهواء شخصية منها الربح أو أى أهداف أخرى مخفية، كما تعمل على تعطيل الوصول للبنية التحتية لتحقيق أهداف معينة، والتحكم فى البنية التحتية لتحقيق أهداف معينة، منها سرقة البيانات الحساسة.

 

مؤكدا أن الحرب السيبرانية تضاهى الأسلحة العسكرية بل أكثر لأنها تعتبر هجمات عابرة للحدود، فلا زمان ولا مكان يوقفها، يمكنها أن تصل لأى مكان فى العالم بسرعة خيالية، دمارها شديد الفتك، فقد تفجر محطات طاقة نووية، وقد تعطل كهرباء مدن كاملة، إضافة لأنها قد تصل لأبعد من ذلك، والتى قد تعطل أنظمة تحكم كبيرة، وتغير مسارات الصواريخ وتشوش عليها، وقد يتم اختراق البنوك وسرقتها ويتم التلاعب بتحويلات البنوك من خلالها، بل وتؤدى لتعطيل رحلات جوية وبحرية وبرية وتغير مسارها.

 

وتابع أن تأثير الحرب السيبرانية لن يقتصر على واقع إلكترونى أو سياسى أو عسكرى، بل وبلا شك سيطال أنظمة الرعاية الصحية، التى أصبحت تعتمد على العالم الرقمى فى اغلب أعمالها. قد تتصاعد الأمور فى الحرب السيبرانية، ويصل مدى خطورتها لحد الحرب النووية. وهو ما يجعل خطر هذه الحرب كارثيا لا محالة.

 

البنية التحتية

وأكد أن على الدول حماية أنفسها من البنية التحتية والمعلوماتية والتحديث الأمنى المستمر ومن خلال أيضا رفع الوعى الأمنى عند الأفراد والمنظمات، وقال إن مصر تتحرك بخطى ثابتة نحو الحوكمة الإلكترونية ورقمنة الخدمات فى الوقت الحالى والذى فى السابق كان لابد أن تتحرك بشكل عاجل للحماية والأمان وتوعية الأفراد فى البيوت والمؤسسات بأهمية مجال حساس مثل أمن المعلومات، عوضاً عن أن مصر تتقدم بشكل ملحوظ فى تأمين المواقع الإلكترونية والشبكات الداخلية وأيضا الشبكات المختصة بالبنية التحتية والاتصالات.

 

ومن جانبه قال المهندس إسلام غانم، إن الحروب السيبرانية تهدف فى الأساس إلى تعطيل الأنظمة أو البنية التحتية التى تستخدم التكنولوجيا فى إدارتها، حيث لجأت إليها الدول بهدف تحقيق أهداف استراتيجية فى تعطيل أنظمة الدولة الخصم، مؤكدا أن العمليات السيبرانية بين الدول الكبرى مستمرة منذ فترة كبيرة وإن كان لا يعلن عنها بشكل دورى، مؤكدا أنه سبق أن شنت روسيا هجوما سيبرانيا سمى «متاهة ضوء القمر» من قبل مجموعة مخترقين روس.

 

وأكد ضرورة الحفاظ على البيانات الشخصية على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول بشكل مؤقت وعدم إتاحتها بدون داعٍ، والتأكد من تحديث الأنظمة الأمنية أولا بأول على الأجهزة المختلفة، وأيضا عدم الضغط على روابط خارجية والتأكد من هوية الأعضاء المختلفين فى مواقع التواصل المختلفة.

 

اقرأ أيضا: الحرب الروسية الأوكرانية ترفع السعار بالأسواق العراقية


 

ترشيحاتنا